ثقافة

الشاعر الراحل عزت دلا “كلمة على عتبات الذاكرة “

ضمن سلسلة أعلام خالدون وبمناسبة ذكرى رحيل الشاعر عزت  دلا أقامت مديرية الثقافة في ثقافي طرطوس ندوة تكريمية لأسرة الشاعر الراحل ذكّرت بأعماله الشعرية، شارك فيها كل من الأديب محمود حبيب ود. عدنان رمضان وأدار الندوة الأديب محي الدين محمد، بحضور الرفيق غسان أسعد أمين فرع طرطوس للحزب وأعضاء قيادة الفرع الرفيقان هيثم محمد وهانيبال إبراهيم وفعاليات رسمية وشعبية.
بداية تحدث الأديب محمود حبيب حول نشأة الشاعر قائلاً: ولد الشاعر في قرية الدي بمحافظة طرطوس عام 1956، نال إجازة في الآداب وعمل رئيساً للقسم الثقافي مجلة (جيش الشعب)الأسبوعية، ثم رئيساً للقسم الثقافي في جريدة (البعث اليومية) وصدرت له عدة دواوين: (رماد من مجامر الكلمات، نواتىء في الطريق إلى جهينة، أوراق الشقاء، لاتشي بسرك يا امرأة، صهيل الرماد). ولفت إلى أن الشاعر الراحل مثال للشاب المكافح ابن الأرض أعطى جبالها وموج بحارها وسيظل موجوداً بيننا متجسداً بزوجته و أبنائه.
في حين تحدث االدكتور عدنان رمضان عن صديقه الشاعر الراحل قائلاً: ذلك الشاعر الشاب المسكون بالطيبة والحب والبراءة والشعر الذي تدفق من فمه وسال من بين أصابعه كلمات عبرت عنها عناوين دواوينه، كلها كانت عناوين ذات دلالات تغني عن الشرح والبيان، آمن الشاعر بأن أحلام الفقراء ستتحقق يوماً ما وأن أدعيتهم ستصل ذات يوم إلى السماء وستحدث المعجزة المنتظرة، لكن القلب المعطوب المصاب بالاعتلال الشديد لم يستطع الصمود أمام تحديات الحياة، على الرغم من أنه كان مسكوناً بالأمل.
ولفت رمضان إلى نتاج الشاعر الأدبي قائلاً: لو شئنا أن نصنفه لقلت إنه من شعراء الحزن في مجمل قصائده المحلقة في كل الآفاق حاملة كثيراً من البلاغة الأدبية بأسلوب الحداثة التي لا تخطئها العين ولا الحس الأدبي والناجمة بدورها عن ثقافة ودراية.
ومن وجهة نظر الأديب محي الدين محمد فقلب الشاعر الراحل مليء بالقصائد، لكن يده فقيرة وشكواه دائمة وكأن الشعر عنده طقس حضاري يعبر فيه عن الوجدان الجمعي بكل رقة، حيث يمضي مع سياق النص وكأنه حاج يطوف سبع مرات وقلبه يطوف على طريقة الشريف الرضي، كان الوطن يسكن في شعره ويعيش هم المقاومة ضد العدو الذي يحتل أرضنا وهو شاعر يمسك بقضيتنا الإنسانية ولكن عمره القصير جعله كلمة على عتبات الذاكرة.
طرطوس – رشا سليمان