ثقافة

في مهرجان الشتاء الشعري .. قصائد شعرية ممزوجة بحب الوطن والشهادة

تحت عنوان (تحية لأم الشهيد) أقام فرع اتحاد الصحفيين في اللاذقية وطرطوس مهرجان الشتاء الشعري واستضاف فيه حوالي 25 شاعراً وشاعرة من مختلف محافظات القطر، وكان سيد المكان تكريم قيم الشهادة وتعظيم الشهداء وإكرام أم الشهيد.. وقد بدأ المهرجان بكلمة ترحيبية ألقاها داؤود عباس رئيس الفرع أشار فيها إلى ما يشكله المهرجان من تخفيف ولو جزء بسيط من آلام أمهاتنا الماجدات اللواتي قدمن فلذات أكبادهن من أجل الوطن، ثم ألقت السيدة كفى كنعان والدة الشهيد مجد رزوق كلمة أم الشهيد أهدت عبرها السلام على من أهدى لنا سعادتنا حين اختار سعادة الأبد، ورمى ورود أحلامه على دروب القادمين.. السلام إلى أنفاس كل حر شريف يؤمن بوطنه ويمد يده بالخير والعمل والعطاء كي تعلو أسوار هذا الوطن.. نحن أمهات الشهداء مستمرات في طريق الحق والبذل والعطاء، لن نعرف الانكسار وأبناؤنا مدارس الشموخ ومشاعل الكرامة، واليوم نضع أيدينا بأيدي شعرائنا المخلصين الذين اجتمعوا هنا بوميض ضمائرهم الحية ورهافة قرّائهم وسيصلنا إحساسهم قبل كلماتهم، فهم جاؤوا كرمى لوطنهم وقضيتهم العادلة، جاؤوا كرمى لدماء كل شهيد وجريح ومقاوم ينبض بالحياة، ويؤكد أن الكرامة ستبقى زينة هذا الوطن.
وألقى عدد من الشعراء قصائد قصيرة حملت كل معاني السمو والعز والفخار بقيم الشهادة ووجدان كل شريف أبي يقدر هذه القيم، ومن هذه القصائد نذكر قصيدة الشاعر د. حسن حسن بعنوان أيقونة العطاء قال فيها:
من جانب الطور لبّينا منادينا             يا أمة النور ما خاب الرجا فينا
في كل بيت هنا سفر وملحمة             في كل ركـن جـــراحــات تنــادينــا
دم الشهادة جسر النور تعبره              إلى الســـماء فتمـلــوهــا شرايينا
أما الشاعر محمد حمشة فقد تغنى بتضحيات الشهيد على طريقته ومن قصيدته نقتطف:
إن يقتلوك بنيّ.. فاسخر باسما فوسام عزك.. في الجنان تقلد
إن يصلبوك.. بنيّ فاحتمل الأذى إن المسيح بصلبه.. يتمجد
إن يذبحوك بنيّ.. فاصبر واتكل إن الحسين بذبحه .. يتخلد
فافخر بنيّ ..فأنت في دار العلا عند المليك .. لكم وربي مقعد

وعبر المشاركون في المهرجان عن صدق مشاعرهم لمحبة الشهيد والفخر بأمهات الشهداء وكان بينهم الإعلامي اللبناني فيصل عبد الساتر الذي قال بدوره: يجب أن نعترف أن بلادنا معرضة للحروب والشرور منذ القديم وما يحدث من فظائع زاد من الفجائع التي تصيب الأسر، والأم بطبيعة الحال هي من يتحمل هذه المصائب.. وما يدعو للأسف أن الشهادة أصبحت لازمة من لوازم حياتنا العربية، وما نحن عليه اليوم لم يأت من فراغ بل هو مسار تراكمي للانحدار الذي وصلت إليه مجتمعاتنا العربية، خصوصاً في ظل الحكومات التي شوهت باسم الدين وكأنها الآن نفخت فيها الروح من جديد لتستعيد كل أحقاد الماضي، ومن يحاول إعادتنا للوراء متآمر وحاقد، وهو عدو لله والإنسانية، والشعر جزء من حالة المعركة وله هويته الوطنية التي تخاطب الشهيد والشهادة، وعلينا ابتكار أدوات جديدة لإيصال المضمون ونحن في مرحلة الدفاع عن الوطن. كما ألقيت في المهرجان قصائد تحمل في طياتها كل معاني حب الوطن وتمجيد الشهيد وإكرام أم الشهيد ووزعت بطاقات الشكر على الشعراء والمشاركين في المهرجان.
عائدة اسعد