ثقافة

أم الشهيد…كل عام وأنت بخير

غدت الأم السورية أنموذجاً يحتذى في التضحية والعطاء، وملحمة في الصبر على المحن، وغرسِ قيم حب الوطن في نفوس أبنائها، وتجسدت هذه الملحمة في أمهات الشهداء اللواتي قدّمن أبناءهن قرباناً على مذبح حرية الوطن والذود عن حياضه في وجه ما تقترفه العصابات الإرهابية الظلامية بحق أبناء شعبنا.
عيد الأم هو عيد حقيقي لأم الشهيد التي أنجبت وربّت أبطالاًً ضحّوا بحياتهم من أجل الذود عن حياض الوطن وعن حريته وكرامته في وجه أعتى مؤامرة صهيوـ أطلسية ضد بلدنا الغالي سورية، بسبب مواقفها الوطنية العروبية الرافضة للنهج الصهيوني والإملاءات الغربية.
منذ بداية الحياة كانت الأم حالة تتويج للحب في الأساطير القديمة في الأدب الشعبي والحكايات في الأدب والشعر والموسيقا، كانت الأم وهي مفهوم وحالة مثل حي كائن يحمل سر الحياة وتجددها. هي مربّية الأجيال المتعاقبة وملهمة الشعراء والأدباء والعلماء والمثقفين والكتاب والمفكرين والعظماء المبدعين، وهي محط تقدير وإعجاب لأنها أم الإنسان والإنسانية العظيمة، إنها الأم الرمز الآدمي للوجود والحياة، فلولا هذا المخلوق لما هامت الروح في محيطنا، ولا رفرف الأمان في جوانحنا ولا أينع الأقحوان في ترابنا. ففي ربيع كل سنة تحتفي الأمم بذكرى غالية هي عيد الأم، وتحيي عيداً رمزياً هو عيد تلك المرأة العاملة في حقل التربية والتعليم بصمت.
الأمومة قيمة لا تعلوها قيمة، إنها كلمة تختزل كل معاني العطاء والحنان والإيثار، إنها الدنيا وكل الحياة، إنها أم الكون لأنها تبني العائلة والوطن فهي من أنجبت أبطاله وأرضعت أطفاله حليب الصدق والوفاء والإخلاص، وقدّمت فلذات كبدها قرابين على مذبح حرية الوطن وكرامته.
فمن حسن رعايتها نتعلم الأمانة، وبفضل توجيهاتها نتعلم الشجاعة والتضحية والإيثار والقيم النبيلة إنها مدرسة حقيقية كما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها                   أعددت شعباً طيب الأعراق
لقد أدت الأم رسالتها الإنسانية المقدسة ومهمتها التربوية خير أداء في بناء الإنسان القادر على تحمل المسؤولية والعطاء والإبداع وإغناء مسيرة الحياة الإنسانية هي الأم التي تهزّ السرير بيمينها، والعالم بيسارها
لقد كان أجمل تكريم للأم حين اعتبر عيد الأم عيداً رسمياً  في سورية، وتوالت العطاءات واستمرت المرأة في ممارسة دورها الكبير والفاعل في تربية جيل واع مثقف وطني ليكون عنصراً فعالاً في بناء الوطن.
عيد الأم هو عيد حقيقي لأم الشهيد التي تستحق التهنئة لأنها أنجبت وربّت أطفالاً ورعت شباباً ضحّوا بحياتهم من أجل عزة وطنهم وكرامته، فهنيئاً لأم الشهيد بشهيدها، وهنيئاً  لكل أم قدمت فلذة كبدها دفاعاً عن أرض الوطن وحماية سورية مما تتعرض له من مؤامرة دنيئة تستهدف وجودها العروبي.
في عيد الأم لابد لنا من أن ننحني احتراماً وإجلالاًً لأم الشهيد التي قدمت أغلى ما عندها دفاعاً عن كرامتها وكرامة وطنها ليبقى الوطن عزيزاً منيعاً شامخاً شموخ جبل قاسيون، فتحية لأم الشهيد ولكل الأمهات ولأمي التي غطاها الثرى ألف إكليل غار يزين ثراها الطاهر وكل عام وأمهات الوطن بخير.
إبراهيم أحمد