ثقافة

إعلان الحب لمدينة الياسمين في مهرجان “أعَلِن الحب لدمشق”

سيلقى كل من هو دمشقي الهوى كل ما يحب ويهوى في مهرجان “أعَلِن الحب لدمشق” فبعض الحب يجب أن يقال وألا يبقى حبيس الصدور، وبما أن عشق دمشق أكبر من أن تسجنه القلوب، ولأن قوته ستحطم القيود ليعلن عن نفسه بالكلمات والأفعال، ولأن دمشق الياسمين والتاريخ والإنسان لا تستحق منا إلا حباً كبيراً حان الوقت أن نعلن لها الحب بملء حناجرنا وقوة صوتنا، ونخبرها أننا نكُن لها الحب بكل طريقة تخطر على البال، ولذا حمل المهرجان -الذي يختصر عنوانه كل المعاني- في أول أيامه حزمة نشاطات فنية غنائية موسيقية رياضية تشكيلية وأدبية، وجميعها تتحرك تحت مظلة الوطن الأم سورية وذلك في مجمع دمر الثقافي برعاية وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل ومديرية العلاقات الثقافية.
وخلال افتتاح المهرجان تم فتح السجل الأبيض في بهو المجمع لجمع مليون توقيع طوعي غايته إعلان الحب لدمشق يوقع عليه كل المشاركين والضيوف، وهو دعوة لكل سوري خارج سورية إلى التضامن مع دمشق من مكانه، ودعوة لكل إنسان في العالم عبر وسائل الإعلام الوطنية والحليفة ووسائل التواصل الاجتماعي، لإرسال التواقيع إلى صفحة المهرجان الرسمية لتثبيتها على السجل الأبيض الذي دشنه معاون وزير الثقافة توفيق الإمام، ودعا في كلمته إلى أن نعلن جميعاً الحب والعشق لدمشق ولكل الأرض السورية. وأشار إلى أن دمشق تعي جيداً أنها جميلة، لمجرد أنها دمشق فهي جميلة حد الدهشة، ودمشق التي ترفض أن تموت تعرف أنها لن تعيش جميلة إلا إذا قاومت فهي حاضنة الثقافات وموطن الياسمين. كما أكد الإمام أن وزارة الثقافة قدمت الدعم بكل إمكانياتها المادية والمعنوية لإنجاح هذا المهرجان، وهذا الحشد الجماهيري الملفت للانتباه يؤكد أن السوريين مصممين على متابعة العمل الثقافي بكل مستوياته.

عرض رياضي
ابتدأ المهرجان بعزف للفرقة النحاسية لاتحاد شبيبة الثورة– رابطة قاسيون وبعرض تايكوندو لفريق نادي العمال “أطفال المهارة” بقيادة المدرب توفيق كنعان الذي أوضح لـ “البعث” أن العرض الرياضي الذي قُدم ومدته 30 دقيقة يحتوي فقرات مختلفة مشيراً إلى أن عدد اللاعبين المشاركين حوالي 24 لاعباً تتراوح أعمارهم بين (3– 30 سنة) وأبدى سعادته واستعداده للمشاركة بكل ما يخدم بلده الحبيب.

حب  الوطن هو الدافع
كما ضم المهرجان معرضاً فنياً تشكيلياً للفنانة وفاء الحافظ التي رأت أن عنوان المهرجان بحد ذاته يشكل الدافع الأكبر للمشاركة، فهو دليل انتماء ومحبة وعطاء، وبدون الحب النابض بالوطن لن يكون الاستمرار ممكناً، كما اعتبرت الحافظ أن كل فنان مهما كان نوع الفن الذي يمارسه له دوره بالنهوض بمجتمعه من خلال اختصاصه، فتأريخ المراحل يعتمد على الفن الذي يعكس التطور والرقي، والفنانة الحافظ التي اعتمدت لوحاتها على الطبيعة السورية من مختلف المحافظات، وعلى التراث ولوحات البورتريه، أكدت أنها تعمل بعواطفها وإحساسها أكثر من اعتمادها على أمور تقنية. وعن سبب اختيارها للحارات القديمة لتعبر عن دمشق أوضحت أنها رسمت البداية المشرقة لدمشق لتؤكد أحقية ما وصلت إليه من عراقة عبر التاريخ.

معرض للتراث المعاصر
كما وشغل معرض التراث المعاصر للفنان التشكيلي عدنان تنبكجي حيزاً في المهرجان بكل ما احتواه من قطع غاية في الإبداع والفن، حيث أوضح تنبكجي أن حبنا لدمشق نعبر عنه من خلال منتجاتنا وثقافتنا المهنية، فسورية غنية واهتمام الوزارة هو ما يساعدنا على الاستمرار وإقامة هكذا معارض هو الدليل على أن حب دمشق باقٍ لا يموت. وضم المعرض مجموعة من الخشبيات والجلديات والنحاسيات، وعنها تحدث تنبكجي قائلاً:  النحاسيات تأخذ مساحة أكبر لأن سورية اشتهرت فيها، واليوم طورنا المنتج بطريقة جميلة وأعطيناه لوناً، أما الخشبيات فنستخدم  طريقة فنية لحفره بكل أنواعه.

بضعة وعشرين بطلاً
واختتم المهرجان بحفل لجوقة أطفال سنا للغناء الجماعي بقيادة الفنان حسام الدين بريمو الذي نوه أن جوقة سنا جزء من المشهد الثقافي السوري بكل اعتزاز فعلى الرغم من أعمارهم الصغيرة، إلا أنهم استطاعوا تقديم 65 دقيقة من الغناء المتواصل أدوا خلالها مجموعة أناشيد لطيفة مثل (خالي عنده ست صبيان، في عنا شجرة، عبده التاجر، ماما زمانها جاية، بليلة من آذار وغيرها) وأشار بريمو إلى أنه  يعتبر هؤلاء الأطفال أبطالاً قائلاً: كنا ستين طفلاً صرنا بضعة وعشرين بطلاً ولن نصبح صفراً مهما فعلوا، كما رافق الجوقة عزفاً من أروكسترا ندى.

الحب نبض سورية
قدمت الحفل الإعلامية إلهام سلطان التي شددت على أن الحب هو نبض سورية والوطن والشارع، ورغم كل ما نمر به الحياة لن تتوقف، وهذه الفسحة المتنوعة من الثقافة السورية ضمت مختلف الأعمار ليعلن المشاركون جميعاً حبهم لدمشق المقاومة ولسورية المتجددة  بكل تفاؤل وأمل، وأكدت سلطان أننا سنحضن هذا الوطن ونضمه لقلبنا ونعلن له الحب ما حيينا. وحضر المهرجان الأستاذ أحمد الأحمد عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية وأمين حركة الاشتراكيين العرب، وفضيلة الشيخ عارف شعبان عضو مجلس الأمناء في مؤسسة القدس الدولية، وعدد من الشخصيات الثقافية والأدبية في سورية.
لوردا فوزي