ثقافة

هل أصبحن أجمل؟

جُمان بركات
مع تقدم العمر تفقد الفنانات جمالهن وجاذبيتهن مما يدفعهن إلى الاعتزال والابتعاد عن الأضواء لفترات طويلة، إلا أن ظهورهن بشكل مفاجئ في بعض المناسبات قد يسبب صدمة لمعجبيهن بسبب التغيير الكبير الذي طرأ على ملامحهن، أما اليوم فالصدمة لا تأتي من الشيخوخة أو الكبر فقط، وإنما من تغيير ملامح الفنانات “الشابات” بطريقة مرعبة ومخيفة من عمليات التجميل الكثيرة التي أصبحت من أولويات حياتهن، أو بمعنى آخر “موضة وحاجة ملحة”. فاليوم تُقبل الفنانات على كل ما يجعلهن جميلات أمام شاشة السينما والتلفزيون أو على صفحات المجلات والجرائد ليظهرن بطلّة جميلة أمام الجمهور فيفرطن باستخدام البوتوكس الذي يعطي نتائج عكسية، ويفقدن القدرة على إظهار تعابير الوجه الحقيقية والتحكم بالانفعالات الضرورية لكل موقف، وتتغير علامات الحزن والقلق مع مرور الوقت.
في الحقيقة، لم تعد مستحضرات التجميل “المكياج” كافية لملاحقة أحدث صيحات الموضة والجمال فمقاييس الجمال الطبيعي قد تغيرت، ومع اختلاف وسائل التجميل عبر العصور  اضطرت الكثير من الفنانات لمحاربة علامات التقدم بالسن والظهور بـ “لوك” شبابي عن طريق استخدام عمليات التجميل، التي تقوم بها أهم وأشهر نجمات هوليوود، حتى تستطيع منافسة نجمات الجيل الحالي، واستطاعت بذلك الكثير منهن استعادة الثقة في أنفسهن.   وبالعودة إلى الوراء، فقد تفاقمت ظاهرة عمليات التجميل في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي فأصبح شائعاً رؤية الممثلين في أشكال مختلفة ومواصفات متغيرة في مواضع متعددة من مسلسل واحد دون الإعلان عن سبب التغيير المفاجئ في الشكل، إلى أن كسرت الممثلة “فيليس دلير” (المعروفة بأدوارها الكوميدية) هذا الحاجز النفسي وأعلنت عام 1971 عما أجرته من جراحات تجميلية، وبذلك فتحت الباب على مصراعيه أمام الجميع، وكانت النتيجة “الطبيعية” تواجد هذه السوق الرائجة للجراحات التجميلية وهذه الطلبات اللا محدودة للعاملين في مجال السينما، واستمر نمو وتفاقم عمليات التجميل وجرّاحيها “المتساهل بكل بساطة في الاستجابة للباحثين عن شكل معين أو شبيه لأي فنانة”، وبالتالي يمكن القول إن هوليوود أصبحت المرتع الخصب لذلك النوع من جراحة التجميل.
ومن باب الطرافة، فقد تسببت عمليات التجميل الكثيرة بطلب طلاق وتعويض لصيني، رفع دعوى قضائية ضد زوجته كونها غررت به وخدعته بمظهرها وغيرت شكلها الخارجي قبل الزواج حيث قامت بعدد “لا بأس به” من عمليات التجميل دون التصريح عنها، ولكنها في النهاية ظهرت كذبتها من خلال انتقال الجينات الأساسية إلى ابنتها، المولودة مؤخراً، والتي وصفها والدها بـ”القبيحة” بشكل لا يعقل مما اضطره لطلاقها، وفي النهاية يمكن القول: “مافي شي بيضل مخبى”.
في الواقع، قامت نجمات كثيرات بعمليات تجميل للوجه شملت حقن الوجه وشد البشرة وتكبير الصدر والشفتين وتعديل الأنف وأصبح الشبه بينهن كبير، لكن الخوف من علامات التقدم في العمر يشكل أحد أكبر مخاوف النجمات اللواتي قد تحرمهن من لعب أدوار البطولة، بالإضافة إلى الظهور بالشكل الملفت والجميل الذي أصبح هاجساً كبيراً لديهن، ولكن السؤال يبقى هل أصبحن فعلاً أجمل؟.