ثقافة

ثلاث تجارب مختلفة في معرض صالة الشعب

ثلاث تجارب مختلفة لثلاث فنانين تشكيليين(عناية بخاري،رامي صابور،بسام ناصر) جمعهم إحساس عالٍ ووسائل فنية راقية وإصرار على العمل، وتقديم الأفضل رغم ظروف الحرب. فالفن لا يعرف استكانة بل هو عنوان دائم للعطاء والفرح، فاجتمعوا في معرض فني في صالة الشعب للفنون الجميلة برعاية وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل وإتحاد الفنانين التشكيليين. “البعث” أثناء تواجدها في المعرض التقت بالدكتور إحسان العر رئيس الاتحاد الذي اعتبر أنه عندما يتعرض المتلقي لتجارب منوعة ومختلفة، ولأكثر من فنان يغني التجربة التشكيلية التي لا تكون عندها محصورة بتجربة واحدة، وفي هذا المعرض كل لوحة لأي فنان مشارك هي تجربة بحد ذاتها، ففي كل منها نرى ما لا نراه في الأخرى  فما يميز المعرض هو احتواءه لتجارب ثلاثة فنانين أحدهم يعمل بشكل قريب من التجريد والواقعية والآخر يعمل على البورتريه وأيضاً الفنانة عناية التي قدمت المناظر الطبيعية بالحبر الصيني، ووجه العر الشكر لهؤلاء الفنانين القادرين على العمل ضمن هذه الظروف وإنتاج أعمال فنية  تدعو للجمال والتفاؤل والفرح، فهذه هي مهمة الفن التشكيلي. وتحدثت الفنانة عناية بخاري عن تجربتها التي ابتدأت منذ سنة التسعينيات وهي اليوم تعيد إنتاجها مرة أخرى من خلال التعبير عن الطبيعية، فالبخاري كما ذكرت تبسط كل ما تراه، لذا قامت بتبسيط الطبيعة لرموز بتقنية طباعة الشاشة وهذه النظرة التعبيرية للطبيعية فيها نقل لإحساس خالص. ورأت البخاري أن المشاركة مع أكثر من فنان تغني الجميع وهي دعوة جميلة للعمل كمجموعة، مع الإشارة إلى أن كل فنان قدم منظوره الخاص ولا يجمعنا سوى  الفكر الذي نقدمه والمعاناة التي نعيشها.
وفي قراءة نقدية تشكيلية لتجارب الفنانين في المعرض أوضح الناقد عمار حسن لـ “البعث” أننا أمام أعمال لثلاثة فنانين مختلفين فنرى أن صابور قدم التكنيكات والمعالجات اللونية من خلال فضاءات تجريدية، حيث يقدم مهاراته بصياغة اللون عبر لمسة لونية جريئة وقوية، لكن برأيي الشخصي لم يقدم هاجسه، أما ناصر فقد قدم المرأة بصياغات مختلفة مع التركيز على البورتريه فهو يملك القوة في معالجة السطح التصويري وتقديم العديد من الرموز السورية، لكنه في الوقت ذاته لم يربط المرأة وجودياً ولم يقفز بها قفزة معرفية أكثر فقدمها كشكل، أما البخاري فقد قدمت تجربة غرافيكية قوامها اللمسة المائية وهي تجربة لا تعتمد على الريشة بل على تدفق الماء واللون بوقت واحد مما يشكل عاصفة من الألوان المقدمة بحرفية عالية.
لوردا فوزي