ثقافة

دُريد لحّام : المؤسسة العامة للسينما ربّما لا تراني ممثلاً ملائماً

صاحب ظاهرة النجم السوري الأوّل في السينما والمسرح والتلفزيون، “غوّار الطوشة” الذي وصلت شهرته أن يرتدي  له الأطفال أقنعة كرتونية في الأعياد تُشد إلى الأذنين  رغبةً منهم في تقمّص معاني الشخصيّات المحببة التي أتقن أدائها، الفنان الذي راج اسمه على ألعاب ومأكولات باتت اليوم جزءاً من اللاشعور الجمعي الشعبي السوري، لا شكّ حين يتحدّث عن واقع السينما السورية فيجب الإصغاء إليه ، ويجب أن توزن كلماته بموازين الذهب، فعندما تكون في حضرة هذا الاسم الكبير تشعر أنّه لن يُغدر بك، فهو  أكبر من شركات الإنتاج وأحابيلها، فليس ثمّة ما يُضطرّه إلى المجاملة والمداراة، إنّه لم يُعرف عنه يوماً أنّه سعى إلى دور بل الأدوار هي التي كانت تسعى إليه، ومع كل هذا فإنّه يتكلّم كعادته بتواضع ولباقة وكياسة ودبلوماسية، ليس عن خشية، وإنّما عن ذوق رفيع وخبرة ضاربة بجذورها تصل إلى عظم الدراما السوريّة، فضلاً عن ذلك فإنّ ما يميّز أفكاره هو البساطة وسهولة الفهم ومراعاة المستويات المختلفة للجمهور في التعليم والعمر والمشارب الثقافية، ذلك ما يطالب به السينما السورية التي وصف بعض أفلامها بأنّها “حزّورة” في حوار لافت ظهر فيه على  شاشة  قناة الإخبارية السورية  بتاريخ (21-نيسان 2015) مع الزميلة “أريج الفرزلي في برنامج سينما، ففي سؤال عن: لماذا لم يدخل بوابة المؤسسة العامة للسينما يُجيب “عبد الودود”: هم لم يفتحوا الباب ولا مرة حدث أن اخبروني انه يوجد دور ممكن أن يناسبني، ولا مرة طلبوا إلي أن أتعاون معهم. فالمؤسسة ربما لا ترى إنني ممثل يلائم أفلاماً جادة أو شيء من هذا النمط”!
وفي سؤال آخر لافت عن: ما المطلوب لإنعاش السينما، يجيب بطل “التقرير” إجابة غير متوقعة لا تخطر على بال، لكنّها تُشبه البديهة، فيقول “ازدهار السينما يبدأ من نظافة حمام السينما، السينما ليست فيلماً نصنعه ونضعه في علب، السينما جمهور وصالات، إذا صنعت فيلماً ولو كان “ذهب مع الريح”، وليس ثمّة صالة تعرضه فسوف يبقى الخلل”. وفي سؤال آخر عما إذا كانت السينما تستطيع التوفيق بين معادلة المهرجان والجمهور، يُجيب: “طبعا جميل أن يأخذ  فيلم سوري مهرجان بمكان ما، لكن في بعض الأحيان تكون الأفلام للمهرجانات وليست للجمهور أبدا.
وفي التفاتة ذكيّة ولمّاحة منه لجوهر إشكالية السينما السوريّة، يروي بطل مسرحيّة “كاسك يا وطن” هذه الحادثة ذات الدلالة فيقول: “منذ مدة قبل بدء الأزمة  حضرنا فيلماً سورياً وفوجئت أن الصالة لا يوجد فيها إلا أنا وزوجتي وابني وزوجته، انتهى الفيلم خرجنا، أنا أريد أن أتكلم وابني  يريد أن  يتكلم، قال لي: بابا ماذا  فهمت من الفيلم؟ قلت له والله أنا كنت أنوي أن أسالك نفس السؤال، ونحن نعتبر أنفسنا  لدينا حداً أدنى من الثقافة السينمائية، يعني عندما يقومون بصناعة فيلم حزورة، فهو حتما يفقد تواصله مع الناس”.
وكان من أهم ما جاد به في ذلك اللقاء عندما سألته المذيعة: هل للسينما قوانين برأيك؟ فأجاب: هناك مقولة مهمة جدا،قالها الخالد “حافظ الأسد”: لا رقابة على الفكر إلا الضمير، يجب أن يكون ضميرنا هنا هو القانون والرقيب على ما نريد تحويله إلى عمل سينمائي، يجب أن نفهم الحرية بحدودها الصحيحة، ليس  كل ما يخطر في البال نستطيع  أن نصرّح به، مثلاً إذا كان  احدهم لا يعجبه الدين الفلاني. إذا صرح بهذا تحدث فتنة طائفية، ليس كل شيء نفكر فيه يصلح لأن نصدره. الحرية يجب أن نفهم تماما ما هي حدودها”.
تمام علي بركات