ثقافة

مع بدء احتفالية يوم الرقص العالميّ اليوم الفنان معتز ملاطيه لي: “أرقص لتكون”

أصبح الاحتفال بيوم الرقص العالمي والذي يصادف 29 نيسان تقليداً سنوياً لقسم الرقص التعبيري في المعهد العالي للفنون المسرحية، ويبيّن الفنان معتز ملاطيه لي في حواره مع “البعث” كأستاذ في القسم ومشرف على احتفالية يوم الرقص العالمي والذي كان أول من دعا إلى الاحتفال بهذا اليوم في سورية أن احتفالية “أرقص لتكون” هي تتويج لجهود الطالب أثناء العام الدراسيّ واختبار حقيقيّ له.

جزء من امتحانات الطلاب
ويوضح ملاطيه لي أن القسم سمح في احتفالية هذا العام أن يشارك الطلاب برقصات من تصميمهم بعد أن قامت لجنة مختصة باختيار الأفضل منها، علماً أن المشاركة في هذه الاحتفالية ستكون جزءاً من امتحانات الطلاب تقديراً للجهود التي بذلوها، موضحاً أن الاحتفالية عبارة عن عرض مدته ساعة ويُقدَّم على مدار ثلاثة أيام: اليوم الأربعاء والخميس والجمعة في المعهد المسرحي على خشبة مسرح سعد الله ونوس وهو يضمّ 11 لوحة راقصة متنوعة (رقص كلاسيكي وحديث وجاز وإيماء ومسرح حركي) ولا يخفي ملاطيه لي أن التحضيرات لهذه الاحتفالية لم تكن بالأمر السهل في ظل العدد القليل من الطلاب بعد أن سافر البعض وتوقف البعض الآخر نتيجة الظروف الحالية.. من هنا شارك في هذه الاحتفالية 14 طالباً فقط وقد شكَّل ذلك ضغطاً كبيراً عليهم بحيث أن بعضهم شارك في خمس أو ست لوحات، مشيراً إلى أن إصرار القسم على الاحتفال بهذا اليوم هو جزء من إصرار السوريين على الحياة وعدم التخلّي عما يحبون القيام به مهما كانت الظروف قاسية، مبيناً أنه لا أحد تخلى عن مهمته وما يحب القيام به في أحلك الظروف فلماذا على الراقص أن يفعل ذلك خاصة وأن الشعب السوري هو شعب محب للحياة والفرح وهو الذي حضر عروضه وشجعها في أقسى الظروف، في الوقت الذي انتقد البعض هذه العروض بحجة أن الناس يموتون وهم يرقصون.. من هنا يشدّ على يد كل سوري شجاع أصرَّ على أن يمارس حياته كما يريد لا كما يريد الآخرون، رافضاً الاستسلام، موضحاً في الوقت ذاته أن الرقص لم يكن بعيداً عما يحدث في بعض العروض التي تناولت الأزمة وإن كان يبيّن أن لوحات الاحتفالية ليست كذلك لقناعته أن يوميات الأزمة قد تم تناولها كثيراً وفي أكثر من عمل.

أول من دعا للاحتفال بهذا اليوم
ويفخر ملاطيه لي بأنه كان أحد المشاركين في الاحتفالية الأولى ليوم الرقص العالمي في أوروبا أثناء وجوده في تشيكيا للدراسة، وبأنه أول من احتفل بهذا اليوم في سورية من خلال فرقته “جمرة” عام 1994 مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته هذه الفرقة والتي تعرّف عليها الجمهور السوري عام 1994 عندما قامت بافتتاح احتفالية يوم المسرح العالميّ، منوهاً أنها قدمت عروضاً نالت الإعجاب محلياً وأوربياً وشاركت إلى جانب الفرقة الملكية الهولندية واللندنية والتشيكية في أول مهرجان يقام بمناسبة يوم الرقص العالميّ، وقد كتبت عنها الصحافة آنذاك كثيراً، مؤكداً أن الظروف المحيطة بعد ذلك لم تشجعه على الاستمرار فيها، مؤكداً أنه لا ينوي إعادة تشكيلها أو تكوين أية فرقة أخرى لأن ذلك ليس بالأمر السهل ويتطلب إمكانيات مادية كبيرة، معتمداً في تقديم عمل من الأعمال على استدعاء من يراه مناسباً من الراقصين.

خيرة الراقصين
وأكد ملاطيه لي وهو الذي شارك في إرساء دعائم قسم الرقص حيث تم استدعاؤه إلى هذا  القسم بمجرد افتتاحه عام 1997 برئاسة د.هبة بيروتي، أن القسم خرَّج عدداً من الراقصين الذين أصبحوا اليوم يعملون مع أهم الفرق الراقصة كفرقة كركلا على سبيل المثال، منوهاً إلى أن العديد من العروض التي قدمها طلابه ومنها  العرض الذي قُدِّم عام 2010 وتمّ التجوال فيه في بعض البلدان الأوربية قد حقق نجاحاً كبيراً وأُعجِب به المهتمون والنقاد وأشادوا بالإمكانيات والطاقات التي يتمتع بها طلابنا، وقدرتهم على أداء الكثير من أنواع الرقص وبنفس النجاح، وهذا ناتج من طبيعة المنهاج المقرر في القسم والإفادة التي قدمها الخبراء في فترة من الفترات على مدار ثلاث سنوات، والتي أنجبت خيرة الراقصين في سورية مثل يارا عيد وحور ملص وغيرهما، مشيراً إلى الجهود الحالية التي تبذلها نغم المعلا وغيرها من الكادر التدريسي، معترفاً في الوقت ذاته بأن تطورنا في مجال الرقص بشكل عام مازال بطيئاً، وهذا يعود إلى العقلية والذهنية التي نعمل بها والتي تقوم على عدم الالتزام وعدم التواضع وهدر الوقت والرغبة في الوصول بسرعة قياسية دون أن ينكر أن الأزمة أثرت بشكل كبير على القسم من خلال غياب الخبراء الذين كان يتم استقطابهم، بالإضافة إلى سفر الكادر المحلي، الأمر الذي أثَّر كثيراً حيث أصبح الضغط كبيراً على عدد قليل من المدرسين، وبالتالي يعترف أن هكذا وضع غير صحي إلا أنه لا خيار آخر أمام القسم من أجل الاستمرار وعدم التوقف، ويأسف ملاطيه لي لأن معظم الفرق الراقصة التي كان لها حضور قد سافرت أيضاً وأصبحت تعمل خارج البلد.

برامج الرقص غير نزيهة
وعن برامج الرقص التي تعرضها بعض المحطات العربية اليوم يرى ملاطيه لي أنها برامج تجارية وغير نزيهة بشهادة من شاركوا فيها والذين أكدوا أن التصويت لا وزن له في حسم النتائج، وغالباً ما تكون الأمور مدروسة ومرتبة وفقاً لسياسة المحطة التي تقوم ببثها.
وينوه ملاطيه لي إلى أن المجلس الدولي للرقص التابع لليونسكو اختار الراقص الكندي بوكو تلي لكتابة كلمة يوم الرقص وكانت هذا العام عبارة عن فيديو يتحدث فيه عن عالم الرقص وحبه الكبير له، مسلطاَ الضوء على يومياته في هذا العالم: كيف يتمرن وهو المعاق جسدياً منذ ولادته.
ويختم ملاطيه لي حواره مؤكداً أن الرقص أفضل طريقة للتعبير وأصدقها باعتبار أن الكلمة قد تكون غير صادقة أحياناً وهو جزء من حياتنا وكل واحد منا يرقص بطريقته سواء في حالات الفرح والحزن والغضب وهو أفضل وسيلة تفريغ عاطفي ونفسي.

أمينة عباس