ثقافة

بعد نجاحها في “ضبوا الشناتي” لوريس قزق: إذا لم أتحدث عن المسرح عن ماذا سأتحدث؟

على الرغم من انتمائها إلى عائلة فنية بامتياز “والدها مصمم الديكور محمد وحيد قزق وعمها الفنان فايز قزق وزوجها الفنان كرم شعراني وشقيقها الفنان وسيم قزق” إلا أن فن التمثيل الذي نما في داخلها لم يكن بفعل الوراثة أو العدوى وهي التي يدرك كل من يشاهدها أو يقترب منها أن الفن يجري في عروقهاـ تعيشه كما تعيش حالة حب لا حدود لها، وتعترف الفنانة الشابة لوريس قزق في حوارها مع “البعث” أن إصرارها على تحقيق ما تحلم به هو الذي جعلها موجودة في عالمها عالم التمثيل ،الذي تحبه وتنتمي إليه على الرغم من معرفتها أن طريقه صعب وطويل.< حزتِ في العام 2014 على لقب أفضل فنانة شابة عن دورك في مسلسل “ضبّو الشناتي” فماذا تحدثينا عن خصوصية هذا العمل بشكل عام وخصوصية مشاركتك فيه بشكل خاص؟
<< مشاركتي في مسلسل “ضبّو الشناتي” للكاتب ممدوح حمادة والمخرج الليث حجو كانت المنعطف الأساسي في تغيير وتحديد مساري في الوسط الفني، والوقوف أمام نجوم كبار كان عاملاً مهماً في الثقة بالنفس والأداء، فالعمل تحدث عن هم المواطن السوري وهو السر برأيي الشخصي الذي أعطى للمسلسل الأفضلية بين الأعمال الأخرى التي قدمت العام الماضي، فكان متابعوه كثراً وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وبالتالي حققتُ الانتشار.
< إلى أية درجة ساعدك هذا اللقب على تعدد فرصك هذا العام؟ وكيف تفسرين أن معظم المخرجين لا يستثمرون نجاح بعض الفنانين بالشكل المتوقع؟
<< هذا اللقب حقق لي جزءاً كبيراً مما أريد، ولكن الممثل يظل يطمح ويحلم ويتطور ويبحث عن فرص جديدة إلى آخر لحظة من عمره، أما عن عدم استثمار المخرجين نجاح الممثلين وخصوصاً الشباب فهذا السؤال يجب أن يوجَّه للمخرجين، أما أنا فمهمتي كممثلة تكمن في انتقاء أدواري والعمل على أدوات الشخصية التي أجسدها لتمييزها عن البقية، وأعتقد أن مهمتي ليست في أن أفرض نفسي على أي مخرج كما يفعل البعض أو أن أجبر أحداً على مشاهدة الأعمال التي أشارك فيها وإنما الاجتهاد والمثابرة في عملي.
< يتفق الجميع على أن الفنان في بداية طريقه يقبل بما يقدم له من أعمال رغم قناعته في كثير من الأحيان بعدم أهميتها، حدثينا عن هذه المرحلة وعلى أي أساس برأيك تكثر أو تقل فرص الفنان لا سيما في بدايته؟ ومتى يصل الفنان إلى مرحلة يستطيع فيها انتقاء أدواره؟
<< يجب أن أعترف أن أصعب مرحلة في مسيرتي هي لحظة تخرّجي من المعهد العالي للفنون المسرحية حين انتقلتُ من مرحلة إلى أخرى، ولا أنكر أنني تغلبتُ على صعوبتها بالإرادة والبحث المستمر عن الطرق الصحيحة والمساعدة لسلوك الطريق الذي أريده بشكل صحيح وواضح دون أية خسارة، وأشير إلى أنني في البداية عُرِض علي العديد من المشاركات ولم أرفض أياً منها، ففي مرحلة الانتشار كانت مهمتي بذل كل جهدي للانتشار بمشاركات عديدة مع تعدد المخرجين بغض النظر عن سوية العمل الفني وهذا ما يفعله الكثيرون شريطة أن يجتهد الممثل بوضع بصمته الخاصة به على أي دور يُعرض عليه، أما متى ينتقي أدواره فهذه المرحلة تأتي بعد الفرصة التي تقدمه بشكل متكامل فتشكل المنعطف الأساسي في مسيرته الفنية.
< تتشابه الشخصيات التي يوكلها المخرجون للفنان في كثير من الأحيان، فكيف تتحايلين على هذا الموضوع لعدم الوقوع في مطب التكرار؟
<< لم يعرض علي أحد حتى الآن أية شخصية تشبه الأخرى، ولكن في القادم من الأيام إذا حصل هذا الشيء فليس هناك شخصية تشبه الأخرى بكافة تفاصيلها ومفرداتها برأيي، ففي الحياة شخصيات ذات مهن وحِرَف متشابهة، وتوجد شخصيات حدثت معها نفس الأحداث، لكن كل منها يعالج الحدث أو يتناول المهنة بمفرداته وأدواته الخاصة.
< تتحدثين عن المسرح دائماً وعشقك له فما الذي يحكم رغبتكِ في الوقوف على الخشبة بشكل عام ومسرح الصغار بشكل خاص؟
<< أولاً أنا خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن الطبيعي جداً أن أعشق المسرح وأن أتحدث عنه مراراً وتكراراً، فإذا عن المسرح لم أتحدث فعن ماذا سأتحدث؟.. ثانياً في المسرح لا يوجد خاص وعام، فالمسرح مسرح سواء كان للكبار أم للصغار، وبالعموم لستُ مختصة بمسرح الأطفال وفي رصيدي بعد التخرج مسرحية واحدة للأطفال هي “بعباع الطماع” مقابل مسرحيتين للكبار كان آخرها “دائرة الطباشير” إخراج أيمن زيدان والتي أتاحت لي فرصة تجسيد عدة شخصيات  في عمل مسرحي واحد وكنت سعيدة جداً للنجاح الكبير الذي حققته  ومن هنا أؤكد أن أي ممثل يغريه الوقوف على خشبة المسرح الذي يستطيع  فيه أن يظهر ما في أعماقه في الوقت الذي لا يجرؤ فيه على فعل ذلك في حياته اليومية، وهنا لا بد أن أشير إلى أن المسرح هو المتنفس الحقيقي الوحيد للممثل.
< تخرجتِ في العام 2011 فهل أنت راضية عما أنجزتِ بشكل عام؟ وأي طموح لديك؟
<< الرضا دائماً مسألة نسبية، لكن في المجمل أقول إلى حد ما أنا راضية عما قدمتُه حتى الآن، أما الطموح فهو شيء لا يُدرَك لأنه في كل مرحلة من المراحل  التي يمر بها الفنان يكبر أكثر وأكثر، وبالتالي يمكن القول أنني ما زلت في أولى درجاته كما لا يمكن أن أحصر الطموح بشيء واحد فقط.
< ذكرينا بمشاركتك هذه السنة؟.
<< شاركتُ هذه السنة في مسلسل “دنيا 2015″ و”دامسكو” و”باب الحارة الجزء 7″ والمميز بينها كانت مشاركتي في “دنيا” حيث كنت ضيفة لثلاث حلقات بشخصية ايميلي الخادمة الأجنبية، وأشير إلى أن تأدية الممثل لشخصية أجنبية  ليس بالأمر السهل أبداً وقد سعدت بنجاح الشخصية خاصة وأن ظهورها لم يكن يعتمد على المظهر أو الشكل الخارجي بل على طريقة التفكير والسلوك.
أمينة عباس