ثقافة

ورشة عمل “الثقافة والإعلام” دعوة لمنهجية تكرس التواصل والتعاون الثقافي الإعلامي

يتقاطع الإعلام مع مختلف مناحي الحياة، حيث يتم تسليط الضوء على الكثير من الإنجازات، وكذلك هي الفعاليات الثقافية التي لابد أن يتم التنسيق بين القائمين عليها وبين المؤسسات الإعلامية لتصل وتلقى التأثير المنشود. وفي ورشة عمل “الثقافة والإعلام” التي أقيمت أول أمس في المتحف الوطني بدمشق تم  بحث سبل التعاون بين الثقافة والإعلام وفق مجموعة محاور هي: تحديد آلية العمل المشترك والتواصل وكيفية إضافة القيمة للإعلام في المجال الثقافي، تطوير الإعلام الثقافي الموجه للطفل بالإضافة إلى مضمون الإنتاج المشترك بين الثقافة والإعلام، حيث قسمت الورشة إلى مجموعات عمل ضمت مجموعة من المثقفين والإعلاميين ممن يملكون خبرة في العمل الإعلامي، وقدمت كل مجموعة عدداً من المقترحات تمت مناقشتها للوصول إلى توصيات تكون دليل عمل في التعاون الثقافي الإعلامي، لتلافي الأخطاء الحاصلة وتحقيق تواصل ونتائج أفضل.
وقد أشار معاون وزير الثقافة توفيق الإمام إلى أن العلاقة بين الإعلام والثقافة هي علاقة تكاملية تشاركية لا يمكن الفصل بينهما، فلولا الإعلام لما كان هناك أهمية للنشاطات الثقافية، موضحاً أن الوزارة ارتأت إقامة ورشة العمل بمشاركة وسائل الإعلام بكل مجالاتها للخروج بورقة عمل لخطة لاحقة، وتبيان نقاط القوة والضعف.

منهجية العمل
في بداية الورشة ذكرت د. لبنى بشارة مديرة التنمية الإدارية في وزارة الثقافة محددات ورشة العمل، ولفتت إلى أن منهجية الورشة هي تحديد منعكسات الأزمة في النشاط الثقافي، وتحديد المفاهيم للمضامين الفكرية الحاملة لهذا النشاط، والبرامج التي سيتم التركيز عليها والتشبيك مع جهات حكومية لتحقيق النتائج على كل المستويات، مع العمل على الانتشار الثقافي ضمن مراكز الإيواء وتعزيز البناء الثقافي للمواطن السوري، وضرورة القيام ببناء قواعد بيانات والاستفادة منها في تطوير الأداء وغيرها من الأعمال الممنهجة القابلة للقياس والتقويم، مضيفة أن العلاقة بين الثقافة والإعلام هي علاقة تبادلية، وتنبع ضرورة التنسيق بينهما من حقيقة أن الثقافة مستقرة نسبياً فهناك حاجة ملحة لتفعيل دور الإعلام بهدف تسريع التطور الثقافي. مشيرة إلى أنه عندما يتم تحديد مقترحات مشتركة سيؤدي ذلك  للوصول إلى آلية عمل تسهل وصول الأهداف الوطنية لوزارة الثقافة والاهتمام بالمبدعين والموهوبين الشباب، وأيضاً اختراق عالم الطفل الالكتروني بأدوات وأسلوب مناسب فالثقافة بحاجة لتغطية الإعلام لعملها الثقافي لتوضيح العمل وإيصاله لأوسع شريحة.
منتج جذاب
ولفت د. جهاد بكفلوني مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن العلاقة  بين الثقافة والإعلام يجب أن تكون علاقة تكاملية، وأن يكون التنسيق والتعاضد أساس العلاقة دون أن يحمّل كل طرف اللوم للآخر، فالثقافة كما الإعلام هي أسلوب حياة وطريقة تفكير، منبهاً من أن يتحول الإعلام إلى صورة تنقل الأطياف بشكل اعتباطي، فالثقافة لا ترسل المنتج جاهزاً للإعلام، كذلك ليس المطلوب من الإعلام تعديل ثقافة المنتج، وعندما يكون هناك تنسيق سينتج منتجاً ثقافياً جذاباً يصل للكل.

تعاون محتوم
من جهته أوضح مدير المراكز الثقافية إياد مرشد أن الإعلام والثقافة هدفهما ورسالتهما واحدة، وكلاهما يخدمان الإنسان وهذا الأمر يحتم التعاون بينهما، موضحاً أن أهمية النشاط الثقافي تكمن في متابعة الجمهور له من خلال إضاءة الإعلام على هذا النشاط، وهذا الترابط  بينهما هام ويدل على أن نجاح الثقافة هو نجاح للإعلام وخدمة للوطن والمواطن.

وسائل تواصل جديدة
ورأى الأديب  سمير عدنان المطرود أن ورشة العمل هي محاولة لرصد آلية عمل قد تكون مفيدة للمستقبل، لإثراء الجانب الإعلامي بالأخبار الثقافية وإثراء الفعاليات الثقافية بالفكر الناضج، فالعلاقة جدلية ولذلك نسعى للوصول إلى آلية تساعد في إرساء الفكر الحالي، وإعادة صياغة المتغيرات الثقافية وتعزيز المفاهيم الثقافية، مؤكداً أننا نريد من الثقافة أن تكون بما تقدمه من فعاليات حاملاً باتجاه الحد من الأزمة، أما فيما يتعلق بالحالة العملية فعلينا أن نبحث عن وسائل جديدة للتواصل، لافتاً إلى أنه تمت المناقشة مع الزملاء والتوصل لمجموعة مقترحات كوجود مؤتمر صحفي قبل الفعالية وجلسة تقويمية بعدها بالإضافة إلى أهمية النقد الذي يخدم الحالة الثقافية ويشير للجيد كما السيئ.

الإعلام هو الأكثر قرباً
ولاشك أن بحث العلاقة بين النموذج الثقافي الذي يقدمه المثقفون ووسائل الإعلام التي تعلن عن المنتج الثقافي وتسويقه، هو أمر في غاية الأهمية –حسبما ذكر الشاعر نزار بريك هنيدي-  خاصة مع وجود فوضى عارمة تخص العلاقة بينهما، لذا نحن اليوم بحاجة ماسة لإعلاميين متخصصين بالحالة الثقافية، قادرين على نقل الحقيقة وتقويم المنتج الثقافي لتوضيح ما يضيفه هذا المنتج وما يقدمه للجمهور، موضحاً أن التواصل بين الثقافة والإعلام ضروري خاصة أن العاملين في كلا الجانبين يهمهم الوصول إلى المتلقي ورفع السوية الثقافية وتقديم المعرفة والمتعة،  وبما أن الإعلام هو الأكثر قرباً من الجمهور فهو يكون الوسيط بين المبدع وصاحب العمل الثقافي والجمهور. وفيما يخص المقترحات ذكر هنيدي أننا نفتقد متخصصين بثقافة الطفل وعلينا الاهتمام بكيفية صناعة الإعلان والتوجه للطفل بلغته التي يحبها، مع ضرورة ربط أنشطة الطفل مع المدارس وأماكن تواجده.
إنتاج مشترك
كذلك تمت مناقشة محور ثقافة الطفل والإنتاج المشترك بين الثقافة والإعلام، حيث تحدثت الإعلامية وفاء العلي من الفضائية السورية بأنه تم وضع مجموعة  مقترحات حول تطوير الإنتاج المشترك وتعزيز الإعلام الثقافي للطفل، مع ضرورة الاهتمام بالمواهب والتعاون مع وزارة التربية، وتعزيز دور المجتمع الأهلي ودعم الأنشطة الثقافية مادياً ومعنوياً، وضرورة تعريف الطفل بالتراث المادي واللامادي لأنه سيكون المسؤول عن صونها في المستقبل بشكل يليق بسورية، لافتة إلى ضرورة تعزيز وسائل التكنولوجيا والبرامج الترفيهية التي من خلالها نوفر للطفل معلومة ثقافية بطريقة جذابة، ولم تغفل العلي الإشارة إلى ضرورة إنتاج برامج مشتركة منوعة ترعاها كلتا الوزارتين وتحديد الرسالة من كل نشاط ثقافي وقيام الإعلام بإيصال الرسالة للجمهور المستهدف.
لوردا فوزي