ثقافة

بعد نيله جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الاسكندرية السينمائي: أسرة فيلم “الرابعة بتوقيت الفردوس” مكرمون في بلدهم سورية

لازال فيلم “الرابعة بتوقيت الفردوس” يحصد النجاح في مختلف المحافل الفنية داخل وخارج سورية، وقد كرم  وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل أمس أسرة الفيلم بمناسبة فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في فئة المسابقة الكبرى لدول البحر الأبيض المتوسط في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ31 حيث نالت الممثلة نوار يوسف جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة مناصفة عن دورها في الفيلم نفسه، وقد أوضح الوزير أن تكريم الفنانين السوريين هو تكريم لسورية التي كانت دائماً مصدراً من مصادر الحياة، وتثبت أنها مستمرة في إنتاجها وعطائها، كذلك رأى خليل أنه تكريم للجيش العربي السوري المقدس الذي يحمي بتضحياته أحلام الشعب السوري، لذلك نفخر ونعتز بكل من يقدم منجزاً يجري تكريمه في الخارج،  لافتاً إلى أن الشعب السوري يقدر فنانيه جميعاً، لا سيما أنهم عبّروا عن التزامهم بقضاياهم  وانتمائهم لهذا التراب الطاهر من خلال مقارباتهم لما مر في سورية، فما قدموه ألقاً وإبداعاً سيظل لحظة فارقة في تناول هذه الحرب غير المسبوقة، وفي إبداء الرأي الوطني للشعب السوري. كما تمنى خليل أن يكون هذا التكريم حافزاً ليقدم الفنانون أفضل ما عندهم ويعبروا عن الشعب السوري الذي قدم تضحيات كبيرة تستحق مزيداً من العمل والإبداع.

جائزة غير مسبوقة
“الرابعة بتوقيت الفردوس” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وقد أشار مديرها الأستاذ محمد الأحمد إلى أن الكثيرين  يستغربون أن المؤسسة خلال سنوات الأزمة زادت الإنتاج والمشاركات والإنجازات، فهي كانت تحارب التخلف بالفكر والثقافة والحضارة، لافتاً إلى أن فيلم “الرابعة بتوقيت الفردوس” حصد جائزة وحظي بتكريم لم يحظ به فيلم من قبل، منوهاً إلى أن الدول العريقة تقدم إنتاجاً عريقاً، وسورية بلد ينتمي إلى  جذر حضاري وربما هذا سبب رئيسي في استهدافها من قبل دول لا تملك تاريخاً وحضارة، مضيفاً أن سورية قدمت في سنوات الأزمة نتاجاً فكرياً وموسيقياً وسينمائياً لافتاً. وتحدث الأحمد عن ثناء الفنانة الهام شاهين من لجنة التحكيم في المسابقة على الفيلم باعتباره يعبّر عن مناخ سينمائي لا يشبه غيره،  ونوهت أنه كان هناك إجماع على نيله الجائزة الذهبية، إلا أن بعض أعضاء اللجنة الأجانب مالوا إلى الفيلم الألباني.

غير متوقعة
كما لفت مخرج فيلم “الرابعة بتوقيت الفردوس” محمد عبد العزيز أنه لم يكن قد توقع حصول فيلمه “الرابع” على هذه الجائزة، معتبراً أن الجائزة ليست المعيار الحقيقي لتقييم الفيلم، فهناك أفلام عظيمة تخرج بدون جوائز، منوهاً إلى أن مهرجان الإسكندرية من أفضل سبع مهرجانات في العالم العربي، وهو مهرجان كبير ولجنة التحكيم فيه هي لجنة دولية، مما يعطي إنصافاً للجوائز الممنوحة بعيداً عن أي بعد سياسي، ورأى عبد العزيز أنه على الرغم من كونه لا يملك حساسية إيجابية أو سلبية تجاه التكريم، إلا أنه يعطي قيمة معنوية لأننا في ظرف حساس، وهو إثبات على أننا قادرين على تقديم منتج حضاري وثقافي رغم الحرب، وأضاف عبد العزيز أنه لا يضمّن أفلامه أية رسالة محددة  بل بعض الأفكار والمفاهيم ، وفيلمه “الرابعة بتوقيت الفردوس” ينتمي لسينما جديدة من حيث الشكل وهو مقترح جديد للفيلم السينمائي الجديد، مؤكداً أن أفلامه جميعها تتضمن إغراقاً بالنسيج السوري  هذا الكنز الذي يمثل التعددية الثقافية، وملامسة هذا النسيج هو هدف رئيسي من خلال إلقاء الضوء على المكونات في سبعة خطوط.

وسام شرف ومسؤولية
وأعربت الفنانة  نوار يوسف الحاصلة على الجائزة عن سعادتها بها وأنها تعتبرها  وسام شرف يحمّلها مسؤولية، خصوصاً أنها ماتزال في عمر صغير وتمنت لو أنها نالت  الجائزة في بلدها، لذا أهدتها إلى سورية، ونوهت يوسف إلى أن الدور مكتوب بطريقة قوية ومغرية لأي ممثلة، وقدمت الشكر الأكبر للمخرج محمد عبد العزيز الذي بدونه لم تكن لتحظى بهذه الجائزة في تجربتها السينمائية الثالثة.
لوردا فوزي