ثقافة

اتحاد الفنانين التشكيليين والدور الفاعل

أكسم طلاع
تعقد هذه الأيام المؤتمرات الانتخابية في اتحاد الفنانين التشكيليين على مستوى هيئات الفروع في المحافظات، استعداداً لعقد المؤتمر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية قبل نهاية العام، ومن ثم سينتخب المؤتمر أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد، كما سنشهد تسمية رئيس اتحاد جديد خلفاً للراحل حيدر يازجي الذي شغل موقعه الدكتور إحسان العر نائب الرئيس، وفي حسابات اتحادية أو نقابية، يعتبر المؤتمر القادم للاتحاد من المؤتمرات الهامة في مسيرة الاتحاد بسبب الظروف التي تعيشها البلاد نتيجة العدوان والإرهاب، ما يفرض مسؤوليات كبيرة على الفنانين التشكيليين واتحادهم العتيد في التلاؤم مع معطيات فرضت واقعاً تنظيمياً ومهنياً لابد من التعامل معه بصيغة أكثر شفافية وجرأة، لنجعل من اتحادنا العريق في طليعة الاتحادات الفنية العربية والعالمية، لما يمتلك من خزانة فنية كبيرة وثرية، فضلاً عن كيانه المؤسساتي الوطني الصامد والفاعل في الجسد السوري الموحد بمؤسساته واتحاداته الحاضرة بدورها الوطني المشرف.
واتحاد الفنانين التشكيليين ليس مجرد منظمة شعبية تعمل لتحقيق أهداف نقابية محددة تتراوح بين الشعارات العالية، وبين مسائل مطلبية متعلقة بالمهنة، ومشاغل الشأن المالي والتنظيمي، وصولاً إلى صناديق التقاعد، وإعانة الوفاة.. على أهمية هذه المشاغل يبقى الاتحاد هو إحدى الواجهات الحضارية لسورية، فمن الضرورة إعادة قراءة واقع الاتحاد، وتقييم أداء مفاصله الإدارية والتنظيمية والفنية على مستوى الفروع، ومن ثم بالمستوى العام، وصولاً إلى تناول المسائل الهامة في حيوية دور الاتحاد على المستوى الإقليمي والعالمي، وتواصله مع الفنانين التشكيليين خارج البلاد لدعم الموقف الوطني السوري في مواجهة قوى الشر والظلام، والتواصل مع المبادرات الفنية السورية في المغترب، ودعمها، وتوسيع دائرة حضورها، من خلال مشاركتها مع الجهات ذات الصلة، وبالأخص التي تعنى بالحضارة والإبداع والهوية السورية الحضارية.
يعتقد البعض أن العمل الإبداعي هو عمل فردي محض، لكن جوهرة المبدع الحقيقية والإبداع الحقيقي هو الخدمة الجليلة التي يمكن أن تعيشها الإنسانية  في سلامها المبدع، وفي نعمة الجمال ورسالته الرفيعة، ما يتطلب توافقاً منظماً بصيغة مجتمع الفنون القادر على التأثير، وفتح الباب العريض أمام دور أهل الفن في مجتمعهم، ومنحهم الثقة بأدواتهم من خلال توفير البيئة التي يستحق أن ينمو الجمال فيها، واتحاد الفنانين التشكيليين بدوره النقابي والوطني يحمل رسالة المبدعين، وهو التعبير المنظم والخلاق عن أهل الفنون.