ثقافة

“سنابل الأمل”.. أطفال يعدّون مجلتهم

لم تغب يوماً إبداعات الأطفال من رسم وشعر وقصة وخاطرة عن صفحات مجلة الأطفال “أسامة” التي تصدرها وزارة الثقافة، حيث أفردت المجلة باستمرار حيزاً من صفحاتها لهذه الإبداعات، إيماناً منها بأن من حق الأطفال أن يساهموا ولو بجزء بسيط، برسم ملامح مجلتهم التي قاربت الخمسين من العمر وما تزال فتية تنبض بالحياة والأمل. واليوم ومع إصدار ملحق مع العدد الأخير من المجلة تحت عنوان “سنابل الأمل” بمناسبة يوم الطفل العالمي تخطو المجلة خطوة مهمة وبعيدة في هذا المجال عندما تعطي الأطفال فرصة كي يقوموا بمهمة إعداد الملحق كاملاً واتخاذ جميع الخطوات التي تؤدي إلى ذلك من تعيين رئيس للتحرير من الأطفال وأعضاء هيئة تحرير منهم، يتولى كل واحد منهم مهمة محددة وجانباً من الملحق كي يقوم بإعداده، مما خلق حالة إيجابية من التنافس بين الأطفال (هيئة التحرير) فبذل كل واحد منهم أقصى جهده لإعداد مادة صحفية تفوق أهمية مادة زملائه، الأمر الذي أفضى إلى مجموعة من المواد المتميزة التي وجدت طريقها إلى صفحات الملحق، وهي مواد مختلفة المشارب تبعاً لاهتمامات معدّيها، فكانت هناك المواد الفنية والرياضية والعلمية والتاريخية والحوارية، وكان أبرز ما لفت النظر من مواد الملحق ذاك الاهتمام الذي أولاه السيد وزير الثقافة لهيئة التحرير عندما استقبلهم وأجاب على استفساراتهم وتساؤلاتهم، والتي تم نشرها في الملحق مع مجموعة من الصور التي ترصد تفاصيل اللقاء.
وقد حرصت أسرة التحرير من الصغار على أن تكون مواد مجلتهم منوعة وشاملة، فكانت منها مادة عن تاريخ المدارس، وأخرى عن الفنان شارلي شابلن رائد فن التمثيل في السينما العالمية، وثالثة عن كأس العالم بكرة القدم، بالإضافة إلى العديد من المواد الإبداعية كالرسومات التي زيّنت الصفحة قبل الأخيرة.
هذه التجربة التي علّمت الطفل المشارك كيفية إعداد المادة الصحفية ينبغي ألا تتوقف عند هذا الحد لأن ما قدمته من مؤشرات يؤكد أن الطفل قادر على صنع أي شيء إذا توفرت له الإمكانيات ووجد من يأخذ بيده ويرشده ويقدم له النصيحة ويدلّه على أخطائه، فالطفل مادة خام قابلة لأن تتكون بالطريقة التي نختارها له، فإما عملاً وجهداً فإبداع، وإما كسلاً وتواكلاً فإخفاق.
أمينة عباس