ثقافة

في اليوم الوطني للتشجيع على القراءة

القراءة ألوان الفرح
بأعمارهم الصغيرة نسج أطفال المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة حكاياتهم ولوّنوا قصصهم في اليوم الوطني للتشجيع على القراءة عبر أساليب مختلفة “مسرح عرائس-مسرح خيال الظل-حكاية مع الجدة-صورة وحكاية-رسم من وحي الحكاية-أشغال يدوية وتدوير مواد لتشكيل شخصيات الحكايات-حكاية مع الحكواتي” فتعددت الطرق، والهدف واحد هو تشجيع القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة.

القراءة على مدار العام
لم يكن اليوم الوطني للتشجيع على القراءة صباح أمس في حياة المركز الإقليمي مجرد يوم عابر في مسيرته، أو أنه يوم يتم الاحتفال به ومن ثم يمضي هكذا حتى العام القادم، بل هو كما أكدت السيدة كفاح الحداد في تصريحها لـ “البعث” تتويج لعمل يتم على مدار العام، وقد ضم هذا اليوم أنشطة هي بالأساس لا تتوقف لا في الأيام التي قبله ولا التي بعده، لأن مشروع تشجيع الطفل على القراءة تبنّاه المركز بالتعاون مع مديرية ثقافة الطفل وبرعاية كريمة من وزارتَي الثقافة والتربية منذ عام 2013 يتم إعداده عادةً على مدار العام حتى يتوج بهذا اليوم، خاصة وأن المركز الإقليمي من أهدافه التوجه لكل المعنيين بالطفولة، وفي هذا اليوم توجه للأطفال بشكل مباشر عن طريق أنشطة لهم ولأولياء أمورهم ولأمناء المكتبات، مبينة الحداد أن التشجيع على القراءة من أهم المشاريع التي يعمل بها المركز كونه يسعى إلى تنمية الإبداع والخيال والتحصيل اللغوي لدى الطفل في مرحلة 3-6 سنوات، خاصة في ظل الوضع الحالي والغزو التكنولوجي الذي يغزو حياتنا، مشيرة إلى أن التشجيع على القراءة يتم من خلال أنشطة متعددة مغرية للطفل وذلك بهدف أن يظل الكتاب صديقاً له.
وبيّنت الحداد في نهاية تصريحها أن فعاليات مماثلة تقام اليوم في ريف دمشق-السويداء-اللاذقية، مؤكدة أن هذه الفعاليات ستعمم مستقبلاً على كل المحافظات السورية لأن التشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة هي اللبنة الأساسية في تعزيز حب الطفل للكتاب في عالم غزته العولمة والتكنولوجيا.
تعميم التجربة على المحافظات
أما أ.عصام خليل وزير الثقافة الذي جال على جميع الأنشطة التي أقامها المركز في هذا اليوم فأكد في تصريحه للصحفيين أن القراءة هي الفعل الأكثر حيوية وحاجة للإنسان، وهي الحاجة الوحيدة التي تبقى مرافقة له، لذلك كما بيّن وزارة الثقافة تسعى دائماً لتأمين اعتياد أو ثقافة القراءة لدى الأطفال لأنه بمقدار ما نزرع بأطفالنا الرغبة والحاجة إلى القراءة بمقدار ما ننتج جيلاً متوازناً واعياً قادراً على إعادة إنتاج قدراته المعرفية التي اكتسبها من خلال قراءاته بطريقة عصرية، مشيراً إلى أن نشاط وزارة الثقافة في هذا الاتجاه يتكامل مع نشاط وزارة التربية التي يتم التنسيق معها لإقامة مثل هذه الفعاليات، منوهاً إلى أن وسائل معرفية متعددة تستقطب اليوم أطفالنا وشبابنا وهي تنافس الكتاب. من هنا كان الواجب أن يتم السعي بكل السبل والوسائل لاستقطاب أطفالنا إلى حالة القراءة لأنه من خلال ما تنتجه وزارة الثقافة من كتب تقدَّم المعرفة والثقافة الإيجابية لهم، وهي كتب تعمل على تعزيز قيم وغرس مفاهيم وتنمية الطاقات والقدرات الذهنية للطفل، وهذا لا يتم برأيه إلا عبر خطاب جذاب يستطيع أن يستقطب اهتمامه، مشيراً كذلك إلى دور الثقافة البصرية التي أصبحت أساسية والتي تسعى وزارة الثقافة لتعميمها أيضاً كالتجربة التي تعمل عليها اليوم من خلال إرفاق قرص الكتروني مقروء ومسموع مع مجلة “أسامة”.
وختم خليل تصريحه بالإشارة إلى أن فعاليات هذا اليوم هي بداية للتعميم على المحافظات جميعها بهدف نشر هذه الثقافة على المجتمع السوري بأكمله.
التعاون مع جميع الجهات
في حين أوضح وزير التربية د.هزوان الوز أن مرحلة الطفولة المبكرة تتناسب مع تنمية مهارات الأطفال وهي مرحلة هامة تتكون فيها شخصية الطفل وأفكاره وميوله، لذلك يجب إعطاء الأولوية لها، فكلما بكّرنا في تثقيف الطفل في هذه المرحلة كان استعداده للتعلم أكبر، مشيراً إلى أهمية القراءة في تنمية مهارات الطفل، وخاصة ما يتعلق بالخيال والإبداع والثقة بالنفس، ولفت وزير التربية في تصريحه إلى أهمية استمرار التعاون القائم بين وزارتَي التربية والثقافة ومدّ جسور التعاون مع جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية سعياً إلى النهوض بواقع الطفولة المبكرة.
دعم قصة الطفل
أما أ.مي حسن المدربة في المركز والمشرفة على الورشة التدريبية لتشجيع القراءة للطفل فأشارت إلى أن الورشة مكون من جزأين، الأول مع أولياء الأمور، والثاني مع أمناء المكتبات، وتم الحديث في هاتين الورشتين عن كيفية تشجيع الطفل على القراءة وحب الكتاب ليصبح من عاداته اليومية، مع التأكيد للمتدربين على ألا تتوقف المسألة عند قراءة القصة للطفل وضرورة أن تتبعها أنشطة مغرية، مبينة حسن أن ورشة اليوم هي جزء من مجموعة فعاليات تقام في هذا اليوم الذي أصبح طقساً من طقوس المركز، مؤكدة على أن خلق طفل قارئ أمر عظيم الأهمية وقد بات المركز يتلمسه من خلال العلاقة الجميلة التي أصبحت قائمة بين الأطفال والكتاب، حيث صارت القصة جزءاً من حياتهم اليومية في زحمة التكنولوجيا واستبعاد البعض للكتاب، منوهة إلى فقر مكتبتنا السورية بالإنتاجات المحلية التي تخاطب الطفل في رحلته المبكرة، ولذلك بيّنت أنه يتم التحايل على هذا النقص شكلاً ومضموناً من خلال عمليات التعديل على القصص الموجودة لتكون مناسبة للطفل ومحققة لأهدافها وغاياتها .
وفي ختام كلامها دعت حسن جميع الجهات لدعم كتاب قصة الأطفال وتوفير الإمكانيات المادية لأن استثمار الطفل في هذه المرحلة العمرية كبير جداً ويضمن لنا نتائج عظيمة في شخصية الطفل في المستقبل.
أمينة عباس