ثقافة

مهرجان سينما الشباب مستمر لغاية 13 الجاري

على الرغم من عمره القصير استطاع مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون في دورته الثانية التي بدأت مؤخراً وتستمر لغاية 13 من الشهر الجاري أن يتحول لأهم حدث سينمائي في سورية بعد غياب مهرجان دمشق السينمائي وقد ضم في دورته الحالية نحو 26 فيلماً تم إنجازها ضمن مشروع دعم المؤسسة العامة للسينما للشباب.
وأكد نضال قوشحة من المؤسسة العامة للسينما أن المهرجان في دورته الحالية تحول لاحتفالية كبيرة وأتاح المجال لعرض كل الأفلام التي أنتجت عام 2014 وقد حرصت المؤسسة على أن تكون جميعها ضمن المسابقة الرسمية طالما أنها تبنّتها إنتاجياً، وليتاح للقائمين عليها فرصة المنافسة مع زملائهم ولتقييمها من قِبَل لجنة تقييم تضم خيرة العاملين في الشأن السينمائي، منوهاً قوشحة إلى أن المهرجان استضاف في دورته الحاليّة عدداً من الأفلام العربية والمحليّة وبعض الضيوف الرسميين من مصر، إضافةً لأفلام محلية تعرض بالتوازي مع المسابقة، مبيناً أن المؤسسة في كل دورة تسعى لتقديم ما هو جديد وأن هناك العديد من التصورات قيد النقاش والحوار للانتقال في الدورة القادمة إلى مرحلة أكثر تطوراً.
مشروع غاية في الأهمية
أما الفنان محمود خليلي بطل فيلم “متصوّف” إخراج محمد موسى والمشارك ضمن المسابقة فقد بيّن أن مشروع المؤسسة العامة للسينما في دعم الشباب غاية في الأهمية لأنه يقدم فرصاً كثيرة لمجموعة من الشباب الموهوبين والذين يمتلكون مشاريع وأحلاماً سينمائية مشروعة، وقد جاء هذا المهرجان ليسلّط الضوء على تجارب سينمائية لشباب يمتلكون الجرأة وروح المغامرة وحب السينما، واصفاً خليلي هذه التجارب بالطازجة وقد شارك في ثلاثة منها، مبيناً أن أهم ما يميزها أنها لثلاثة مخرجين مختلفين في منطق التفكير وفي ذائقتهم الفنية وهذا برأيه يبشّر بمستقبل سينمائي سوري جيد، خاصة وأن هذا المشروع قدم مجموعة من الأسماء والتجارب الهامّة والتي ستكون قادرة على منافسة الكبار في المستقبل إذا تمَّ الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم دون مصادرة رغباتهم الفنية ووجهات نظرهم، وإذا تم إعطاء إمكانيات أكبر للمتميزين منهم. وكفنان ذي خبرة طويلة في مجال الفن أكد خليلي أنه لم يتردد في التعامل مع مخرجين شباب، مبيناً أن ذلك لم يأتِ من فراغ، خاصة وأنه لا يغامر بالفن، إلّا أنه اعتاد أن يعطي نفسه الوقت ليختبر مع من سيعمل.
حدث هام في سورية
وبعد مشاركته للمرة الثانية في هذا المهرجان من خلال فيلمه “حبر الآن” بيّن المخرج المهند حيدر أن مهرجان الأفلام القصيرة أصبح حدثاً هاماً في سورية لذلك دعا لاستمراره وتطويره شكلاً ومضموناً، منوهاً إلى أن الأفلام المشاركة حتى الآن تبشّر بالخير سينمائياً في سورية، لذلك نوّه بضرورة الاحتفاء به أكثر من قِبَل المؤسسة على صعيد التنظيم والإعلان عن عروضه قبل فترة وجيزة من إقامته لمتابعته من قِبَل أكبر جمهور ممكن خاصة وأن المهرجان واستمراره بعروضه المتميزة قادر على خلق ثقافة سينمائية، موضحاً حيدر أن المهرجان خير وسيلة لإطلاق أفلام الشباب، مذكراً أن فيلمه “سما” الذي شارك في الدورة الماضية قد شارك حتى الآن في 7 مهرجانات دولية، مشيراً إلى أنه انتقل عبر فيلمه “حبر الآن” لأسلوبيّة سينمائية مختلفة عمّا قدمه في فيلمه السابق “سما” الذي اعتمد فيه لغة درامية بسيطة في حين أن لغته السينمائية باتت أعقد في “حبر الآن” مع غياب شبه كامل للحوار فيه، معترفاً أن هذا الأسلوب مجازفة في السينما إلا أنه تعمّد الذهاب إلى ما هو أصعب في فيلم يتناول العالم الداخلي للإنسان السوري في ظل الظروف الحاليّة بعيداً عن مظاهر العنف والدم والانفجارات.
المستقبل للفيلم القصير
وعبر المخرج محمد موسى عن سعادته وهو الذي يشارك في المهرجان للمرة الأولى من خلال فيلمين هما “متصوّف” و”ظل الجليل” بعد أن كان مجرد متابع له في دورته الماضية، مؤكداً على أهمية المشروع والمهرجان الذي يتيح عرض هذه الأفلام وهذا هو الإنجاز الحقيقي بالنسبة له لأن الجمهور برأيه هو الذي يقيّمه مبيناً أن فيلمه “متصوّف” كان قد شارك في مهرجان كان خلال هذا العام وقد كانت مشاركته مفاجئة للذين كانوا يعتقدون أن لا حياة في سورية وأثبت وجوده أن الحياة مستمرة وهناك من يعمل ويصنع أفلاماً.. وعن “متصوف” أوضح موسى أنه لم يبخل كمخرج عليه بشيء ليقول من خلاله أن النأي بالنفس عمّا يحدث حولنا أمر مستحيل بعد أن طالت ولامست الحرب كل واحد منا، موضحاً موسى أن السينما السوريّة على الرغم من قلّة إنتاجها سينما متميّزة وذات ذائقة فنيّة عالية المستوى وقد استطاعت ولا سيما في السنوات الأخيرة تكوين هوية سينمائية سوريّة مؤكداً على أن المستقبل سيكون للفيلم القصير الذي يناسب عصرنا السريع، وسيكون منافساً قوياً للسينما الروائية الطويلة.
العمل مع المؤسسة حلم
أما المخرج والسيناريست قصي الأسدي الذي سبق وأن شارك فيلمه “القبّار” في الدورة الأولى للمهرجان فقد أشار إلى أن مشروع سينما دعم الشباب الذي تبنّته المؤسسة هام جداً وقد نجح في استقطاب واكتشاف مواهب شابة جديدة لتنشئ من خلاله جيلاً سينمائياً للمستقبل، منوهاً إلى أن العمل مع المؤسسة كان حلماً لأي مخرج وقد تحقق من خلال هذا المشروع الذي أنتج أعمالاً دعمت مادياً ومعنوياً ورأت النور عبر احتفالية كبيرة متمنياً أن يتوسع هذا المشروع من خلال زيادة عدد الأفلام وزيادة الميزانيّة المخصصة لها وفتح المجال للمتميزين لتقديم مشاريع روائية طويلة داعياً القطّاع الخاص للمساهمة مع المؤسسة لتحقيق هذه المشاريع ودعمها وإطلاقها. خاصة وأن السينما السوريّة تميزت وتألقت حتى في ظروفنا الحاليّة، مع تأكيده على ضرورة إقامة تظاهرات للفيلم القصير ليشاهَد على نطاق واسع.
أمينة عباس