ثقافة

مابين عام مضى وآخر نستقبل تباشيره.. أدباؤنـا يسـطرون أمنيـاتـهـم ومـشـاريعهم لـعـام جـديد يـستبشرون فـيـه خـيـراً

يرحل عام ويأتي عام جديد يحملنا إلى زمن من ضوء ومسرات، لاشيء يوقفنا ولاتعب يهدنا نتأبط معنا شمس الصباح وضجيج دمنا. نتأمل تفاصيل سنة مضت، وبداية سنة جديدة نجهل ما تخبئ في جعبتها.. هي فرصة لنقف مع أنفسنا نراجع حساباتنا، ونضع تصورات لمنجزنا الشخصي والإبداعي، وقد توجهنا لعدد من أدبائنا ومثقفينا بسؤال حاولنا أن يكون مغايرا عن أسئلتنا المعتادة عن إنجازاتهم الماضية، ومشاريعهم للسنة الجديدة (هل لديك  تصوّرك الخاص لهذه السنة؟ هل أنت من الذين يضعون أجندة لأعمالهم، أو تضع مخططاً أولياً لسنة مقبلة؟ ما هي مشاريعك أو أمنياتك، التي تنوي العمل عليها وتحقيقها في عام 2016 على الصعيدين الإبداعي والشخصي؟ وقد قاربت بعض الإجابات سؤالنا والبعض الآخر دارت أسئلتهم في فلك التصورات والأمنيات العامة، وقد كان القاسم المشترك لهذه الإجابات زوال هذه الغمة عن بلدنا وعودة الأمن والأمان الذي افتقدناه طويلاً بسبب الحرب التي جرّت على بلدنا وإنساننا الكثير من الخراب والدمار.

مشاريع أدبية
الأديبة المتألقة نجاح إبراهيم تحمل في جعبتها تلالاً من المشاريع الأدبية التي تمثل  جزءاً من أحلامها وعنها تتحدث: “أنا عاشقة للحلم لأنه حالة استثناء في هذا الخراب، وكما نفكر أن نكون استثناء هذا يعني أننا نرغب بالآتي، بل ونعشق خطو قدومه. أتمناها سنة جديدة تجّب ما قبلها من آلام وصعوبات وقهر وضياع.. أتمناها أن تلقي بثقل ما حملت في السنوات السابقة، وتدخل فضاء رحباً من الضياءات.  واعتقادي أن أمنيتي هذه ستأتي ولو بجزء مما أتصوره وأبتغيه.
ولا تضع الأديبة إبراهيم أجندة لإنجاز أعمالها، إنما تسجل أفكارها في أجندتها الخاصة لتختمر، وحينها تعود إليها فتفتح تلك الجرار وتملأ كؤوسها فيشف الشراب ألقاً. وتضيف: بالتأكيد أملك التخطيط الأولي لمشاريعي، لكن لست أدري إن كنت أستطيع المشي في طريق وضعت صوى على جانبيها ولم يأت سيل أو رياح لتجرفني بعيدا عنها. أوجاعنا كثيرة، لكن ليس غير الإبداع ما ينقذنا من الأوجاع، ويخفف أثقال الحياة. هذا ماقاله زرادشت وهذا ما أؤمن به”.
وتتابع إبراهيم حديثها عن مشاريع كتابية كثيرة لديها منها: “دراسة نقدية موسعة أقوم بها لعدد من السرد القصصي لكاتبات سوريات تناولن الأزمة في وطننا، وأنا بصدد وضع الرتوش الأخيرة لهذا العمل ليظهر كتابي إلى النور”.
أما على الصعيد الشخصي تقول إبراهيم: “أتمنى أن تنتهي هذه الحرب التي يعانيها وطني الحبيب سورية، وأن تتحرر مدينتي الرقة من أيدي التكفيريين، وأعود إلى منزلي الرابض على كتف البحيرة، أحصي السطوع الذي فقدته، ورفرفات أجنحة النوارس وصيحاتها وهي تلتقط الأسماك الصغيرة بمناقيرها”.

مشاريعنا مستمرة
بينما ترى الكاتبة والقاصة المتجددة هالا مرعي أنه في أفق مشوب بالغيب لا يمكن وضع مشاريع بتواريخ محدودة، فالسنة المقبلة هي زمن مرهون بالنسبة لأي مواطن سوري بأمان الوطن ومجريات أحداثه، وفي ظل ذلك تبقى مشاريعنا، أحلامنا مستمرة، ومنها إصدار مجموعة قصصية أخرى بعنوان “رقص بلا إيقاع” جاهزة منذ عام، ولم يتسن لي نشرها. تعلّمت أن الجري واللهاث لا ينسجم مع طبيعة العمل الأدبي الذي يتطلب الكثير من الجهد والصبر والتأني، آمل بعين الواثق أن النخل الذي يحمل الرطب لا بد وأن تأكل من ثماره الأعين والقلوب. السلام لوديان بلادي ونخيلها وأرضها وترابها فأجمل الأماني أن يبقى الوطن.

أهداف وطموحات
الشاعر نزار بني المرجة من الذين يضعون أهدافا وطموحات يعمل على تحقيقها خلال هذا العام يحدثنا عنها: “في طليعة أمنياتي انجاز دراسة أعمل عليها منذ سنوات بعنوان (تجليات سيرة النبي يوسف في الشعر العربي الحديث) أيضا لديّ مجموعة شعرية جديدة أتمنى خروجها إلى النور خلال العام القادم إن شاء الله،  فضلا عن طموحي لتنفيذ فكرة تأسيس رابطة لأصدقاء الأدب الفارسي، يمكن أن تنهض بجانب من مهمة المثاقفة بين الأدبين العربي والفارسي، بالتعاون والتنسيق مع عدد من الأدباء السوريين والعرب”.

بلا أجندات
الكاتب يوسف الجادر يحاول مقاربة الواقع في رؤيته للحياة، فيطلق العنان لأفكاره دون أن يقيدها بزمن أو حالة، والكتابة لديه تأتي حسب الحالة والظرف الذي يعيشه حيث لا يسجن نفسه ضمن برنامج أو وقت محدد إذ يقول: “لست من الذين يضعون أجندات محددة للعمل لسنة كاملة هذا يستنهض الكثير من الجهود وخصوصاً أننا في عالم متغير، فلا الأمكنة تكفل بقاءها ولا دلالتها أمام التغيير المستمر والانتقال من مكان إلى آخر.
بالنسبة للمستوى الشخصي قد أضع بعض الأجندات لزمن قصير، لكنه ما يلبث أن يتغير وهذا طبيعي، لكن على المستوى الإبداعي فطالما أترك علاقتي الجدلية بين البياض والسواد في الكتابة إذ تفرض هذه الكيمياء حضورها في لحظة الكتابة وبلا تصور أو أجندة، لكن بعد الحضور وخروج النص من ذروته الإبداعية يبدأ العمل على تصوراته الجديدة من حيث الفكرة والدلالة. أما من ناحية الأمنيات فلا تخرج أمنية بأجنحتها البيضاء إلا وأمنية الخلاص من الوجع اليومي الذي تعيشه حبيبتنا سورية، هي حلمنا الكبير وأمنا التي نحلم بأن تتعافى وتبقى أجمل البلاد.

الأمل والتفاؤل
الشاعر قحطان بيرقدار ينطلق فيما يخص المقبل من الأيام، دائماً من الأمل الذي يشكل بوصلة لخطواته فيقول: “أنظر إلى الغيب الذي ينتظرني، بعين الأمل التي تشع تفاؤلاً. هذا الأمل الذي أبتكره إن لم يكن موجوداً، وأبحث عنه حين يكون ضائعاً، لكنه في كل حال أملٌ ليس هلامياً وليس فارغاً، لأنه يستند في داخلي إلى قاعدة متينة من الجد والسعي والتعب والصبر والعمل وعدم الاستكانة إلى مجرد التمني أو الترجي. من هنا بالتحديد أبني تصوري الخاص ليوم جديد أو شهر جديد أو حتى سنة جديدة، والله ولي التوفيق”.
أما من حيث وضع أجندة لأعمالي -يتابع بيرقدار- فبالتأكيد، “لا أخوض غمار أي عمل دون أن أكون قد وضعت خطة ما لتنفيذه، مهما تكن هذه الخطة بسيطة، أنطلق مما لدي من وسائل وقدرات وإمكانات مهما كانت متواضعة، وأبني عليها خطتي لتنفيذ ما أراه مهماً من أعمال وإنجازات. أحياناً لا تسعفنا ظروف الحياة وصعابها بالوقت الكافي للتخطيط أو الدراسة، لكنني رغم ذلك أحاول، ولو بالقدر اليسير، أن أعرف إلى أين أنا أسير، وكيف أسير، ولماذا أسير، ولا ريب أنه في أحيان كثيرة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”.
وبالنسبة لمشاريعه أو أمنياته التي ينوي العمل عليها وتحقيقها في عام 2016 على الصعيدين الإبداعي والشخصي؟ فيضيف بيرقدار: “على الأقل، أنوي إصدار مجموعة شعرية جديدة لي، إذ إن آخر مجموعة أصدرتها كانت في عام 2008، وقد آن الأوان لأصدر جديداً، خصوصاً أنّ تجربتي تطورت نوعاً ما، وفي حوزتي عدد لا بأس به من القصائد، كتبتها خلال السنوات الماضية. كما أنوي أيضاً مواصلة حضوري الشعري الفاعل من خلال الأمسيات والمهرجانات والملتقيات رغم كل الظروف وكل الصعوبات. وكذلك مواصلة العمل لزيادة الثقافة من خلال القراءة والمتابعة الدائمة لكل جديد يهمني في تجربتي الأدبية، مع أمنياتي للجميع تحت سقف وطننا الحبيب أن تكون سنة 2016 سنة خير، وسنة انطلاق نحو سورية الحبيبة، وقد تعافت من كل ما شهدته من آلام ومحن خلال السنوات الماضية”.

محكومون بالحلم
ورغم كل السواد والألم الذي نعيشه منذ سنوات خمس تبقى نبضات الحلم ترافق رحلة الشاعر أوس أسعد الحياتية والإبداعية وعن جديد هذا الإبداع حدّثنا: “في كل صباح أجد نفسي واقفةً أمام سؤالٍ وجوديّ كبير: هل ثمّة ما يمكن تسميته جديداً في حياتنا، سوى التردّي والدمار، في زمنٍ الهدم الكبير واللّابناء، لكنّني سرعان ما أتراجع منطقيّاً، بوعي لمقولة الحياة والتطور السائر باتجاهٍاتٍ شاقوليّةٍ وأفقيّةٍ/ فلكي نتناغم مع طبيعة الحياة، يجب علينا السير في ركابها، حيث الجديد الوافد دوماً، رأيناه أو لم نره، حدسناه أم لم نحدسه، فتلك مسألة تتعلّق بالكائن وقدرته على النفاذ إلى عمق المجهول، منقاداً وراء شموع الاستبصار والكشف. فإلى أي مدى يمكننا التقاط إشارات هذا الجديد، ذاك هو السؤال، حقّاً. وسنكون سعداء لو تيمّمنا ببعض مائه، وهذا بدوره يتطلّب منّا امتلاك ذاتٍ متجدّدة، أو ذهنيّة ديناميكيّة قادرة على الالتقاط، وهذا ما سعيت إليه دوماً وسأسعى ما حييت، متمثلّاً قول المهاتما “غاندي” بما في معناه بأن أدع شرفاتي مفتوحةً على الريح، شرط ألا تقتلعني من أرضي وجذوري، فالحياة تليق بتسميتها تلك، بمقدار ما أضيفه وتضيفه من فعلٍ وعطاءٍ وفرح لي وللآخرين”.
على المستوى الوطني والإنساني يتمنى الشاعر أوس أسعد أن تحمل السنة الجديدة بشائر الحلّ الحقيقيّ ويقتنع الجميع بأنّ حوار العقول أهمّ من قرع طبول الحرب والدّم، فيضيف: “لقد شبعنا موتاً وخراباً، وكل ما من شأنه إيقاف هذا الخراب سيكون جديداً لنا ولتاريخنا المحتقن، وأنّ تصبح “المواطَنة” حقيقة لا مجرّد شعار سياسي في سوق المحاصصات، فهي ثقافة قبل كل شيء، وأن تلغى المناطقية والشخصانية والمحسوبيّات والاستزلام وأن نخرج بجرأة من ضبابيّة المصطلحات الانفعالية حول حبّ الوطن بألّا يبقى قيمة “متعالية” فوق الواقع، فالوطن هو جغرافيا وواقع وثقافة وكرامة وتأمين فرص عمل وعدالة اجتماعية، وتوزيع عادل للثّروة وتحفيز للكفاءات واستقطاب للعقول والخبرات، والأهم من كل ذلك أيضاً، الاعتراف بالآخر الذي يختلف عنا ويخالفنا الرأي، وإتقان فنّ الإصغاء لداخلنا أولاً ولدواخل الآخر وهواجسه ثانياً”. ويتابع: أمّا على المستوى الشخصي والإبداعي “أحبُّ أن  أصحو صبيحة العام الجديد لأجد منابر ثقافية تقدّر جهد الكاتب والمبدع بمختلف تجلياته، الفكرية والروائية والشعرية والتشكيلية والمسرحية..الخ.. وأن تحترم مشاريعه وتحفّزها بكلّ سبل البقاء والاستمرار الكريمة، بمعنى أن يكون ثمة ما يمكن تسميته بـ “تفرّغ الكاتب، أو المبدع”. وأن تلغى الرقابة على الإبداع. ألا يحقّ لنا بأن نحلم بذلك؟! وكيلا يبقى كلاماً في الفراغ  فإننا نأمل تحقيق ذلك من خلال اتحاد كتابنا الذي ننتمي إليه، خاصة بقيادته الجديدة المنفتحة على الجديد/ وكذلك من وزارة ثقافتنا الموقرة/ وعلى المستوى الإبداعي الذاتي، فأسعى لإصدار مجموعة شعريّة جديدة، تمّ وضع اللمسات الأخيرة عليها، وكتاباً نقديّاً أجمع فيه قراءتي النقدية والثقافية المختلفة لبعض التجارب الروائيةّ والشعريّة السورية، ومجموعة قصصيّة صغيرة بحاجة لبعض التأنّي، قبل نشرها. وبما أنّنا يحقّ لنا أن نحلم أمام البياض الذي سيستوعبها مهما علتْ، فإننا نريد أحلاماً واقعية نتمنى أن تستوعبها فضاءات الواقع والممكن، فنحن بحاجة لأحلام تشبهنا، وهي ما لم ولن أفرّط فيه أبداً، وهو تكثيف القراءات وتنويعها أكثر فأكثر انسجاماً مع قولٍ كنت قد قلته في حوار قديم، واتخذته شعاراً لي وهو: “القراءة كثيراً والكتابة بالقطارة” فأنا من المؤمنين بأنّ ثمة ما يمكن قوله وفعله مهما تردّى الواقع وضاقت مساحة الحلم، لأنّنا حقيقة، شئنا أم أبينا، محكومون بالأمل”.

لا أؤطّر عملي
ويتحدث الأديب والشاعر مفيد أحمد عن رؤيته للعام الجديد قائلاً: “من ناحية الإبداع لا أؤطر عملي بتاريخ معين. بالتأكيد هناك أفكار وهواجس تنتظر أن تتبلور، وهذا رهن بظرف معين رغم أننا لا يمكن أن نغفل عامل الزمن، فالفكرة الملحة بالتأكيد ستكون مثل شمس قيد الشروق أو طفل قيد الولادة نستطيع تخمين وقت تبلورها وظهورها”.
ويضيف أحمد: “الآن اعمل على مجموعة قصصية أغلب موضوعاتها يمس الأزمة، أنهيت خمس قصص منها وهناك ما يعتمل في ذهني. أيضا أنوي أن أعود إلى رواية اكتبها من أجواء القرن التاسع عشر ومكانها مدينة صافيتا، توقفت عن كتابتها منذ فترة، سأعمل على المضي في كتابتها العام القادم، إضافة إلى فكرة مجموعة شعرية ربما تكتمل”.
أما من حيث المنجز فهناك “مجموعة قصصية ستصدر عن دار ليليت في مصر في مطلع العام القادم حسب ما هو متفق عليه، وهناك رواية بعنوان “الدوار الجنوبي” أنهيتها منذ فترة وانوي إصدارها خلال هذا العام”.
وأمنياتي على الصعيد الإبداعي “أن أحقق ما أنوي عمله، لأن الإبداع كما أسلفنا ليس كأي عمل آخر ننجزه بجدول زمني، وعلى الصعيد الشخصي أتمنى أن نتجاوز هذه الأزمة، وأن أغدو أكثر هدوءاً، فقلقي يجعلني أقارب الغليان”.

الكتابة قدري
أما الشاعر والمسرحي حكيم مرزوقي فيقول: “أول مشاريعي هو أني عازم على التخلص من الكسل الذي أعتبره من ألدّ أعدائي ـ إذا كان لدي أعداء ـ فلقد مارست الشرود والتأمّل وحتى مصادقة الناس وقراءة الآخرين أكثر ممّا يجب، وآن الأوان لننفض هذا الغبار والقيام للكتابة التي اعتبرها قدري الذي يلاحقني ولا ألاحقه كما يفعل الكثير من أشباه المبدعين وضعاف الموهبة”.
ويتابع مرزوقي: أما عن أمنياتي الخاصة فهي دوام الصحة والاستقرار المعيشي لأسرتي التي أعتبرها أعز وأول وآخر ما أملك، وذلك لتحقيق جزء من مشاريعي الكثيرة المعلّقة والمدسوسة في أدراج المكتب والذاكرة، والتي ذهب معظمها أدراج الرياح أيضا بسبب الوضع السوري تحديدا، فبعد خروجي من الشام ازددت تيها وأصبحت أشبه “سمكة برية” ذات وجود أسطوري”.
والأديب مرزوقي من الناس الذين يرغبون في تدوين برنامج أعمالهم في مفكرات خاصة إذ يقول: “أنا من الناس الذين يشترون دفاتر ومفكرات قصد تنظيم عملي ونشاطي في اليوم الأول من السنة، ثم أهملها في اليوم الثاني وأعطيها لأطفالي كي يشخبطوا عليها, سأحاول هذه السنة بجدية، وألزم نفسي بالحد الأدنى من تقسيم الوقت بين الكتابة والقراءة والعمل الإخراجي، خصوصا وأن لدي التزامات مهنية في الإخراج والكتابة وإقامة ورشات عمل في المسرح، وكذلك شريط سينمائي طويل مع شركاء أجانب لا يتسامحون مع الإهمال”.
وأهم الأمنيات وأجملها لدى المرزوقي “أن تكون سنة خير على سورية أولاً، لأن تعافي سورية يعني عودة المحبة والسلام إلى كل العالم وكل عام ونحن نحلم كي تستمر الحياة”.

الاهتمام بالمسرح
ويأخذ المسرح الحيز الأكبر من اهتمام المخرج المسرحي نزار جنيدي مؤسس فرقة “أبو خليل القباني” التي ولدت من رحم الأزمة فيقول: “جل ما أتمناه ويتمناه أي إنسان محب لوطنه هو أن تنتهي الأزمة في بلدنا الغالي، لأنه بانتهائها يمكن أن تتحسن ظروف المرء، وبالتالي يمكن أن تتهيأ له أرضية أفضل لتحقيق ما يصبو إليه. وأنا ككل إنسان له طموحاته وأحلامه التي يرغب بتحقيقها في مجال يحاول الإبداع فيه. وباعتباري عاشق ومدمن للمسرح منذ الطفولة أتمنى أن يكون عام 2016 مميزاً من ناحية تقديم عروض مميزة، وأتمنى من الإعلام وخصوصا المرئي الاهتمام بمسرحنا وبما نقدمه لأنه يلامس الواقع الذي نعيش، وهو قريب جدا من الناس، والدليل على ذلك التفاعل الجماهيري الرائع والحضور الكثيف والمميز لعروضنا، ومع إطلالة العام الجديد أطمح أن يكون هناك برنامج عمل متكامل يقود فرقة “أبو خليل القباني” نحو نجاح اكبر، ويحقق طموحاتي بانتشارها على مستوى سورية وخارجها بأعمال مميزة”.
ومن ناحية أخرى لدي عدد من النصوص الدرامية، التي أتمنى أن ترى طريقها للتنفيذ، وللأسف شركات الإنتاج التي تواصلت مع أصحابها ومن دون ذكر أسماء على ما يبدو يعتمدون على الأسماء المعروفة أكثر من جودة النص، لذلك أتمنى أيضا في العام 2016 أن أكون محظوظا بان ترى أعمالي النور”. ويختم المسرحي جنيدي بالأمنية الأغلى لديه وهي أن يعود الأمن والأمان لربوع وطننا الحبيب، ويفوح عبق الياسمين الدمشقي على كامل الأراضي السورية.

مواجهة القبح بالجمال
الشاعر سمير حماد يعبر عن إيمانه بالأدب والشعر الذي يتحسس آلام المقهورين والضعفاء, ومعاناتهم وجراحهم, وبالتالي إيصالنا إلى إنسانيتنا، لهذا نتعلق به, ولا نغادر القصيدة إلا إلى قصيدة أخرى. يقول: “لم ولن يغيب الوطن عن قصائدي لحظة, سأظل مستمرا في مواجهة القبح, باحثا عن الإنسان والجمال والحب، فنحن بحاجة للشعر في أيامنا هذه أكثر من أي وقت مضى, فبالشعر, نواجه الحرب، ونحن شهود على المأساة والجرائم التي ترتكب بحق بلدنا وإنساننا”.
ويتابع: في العام الجديد وفي كل لحظة سأستمر في الكتابة عن أناس لايقتلون, ولا يفسدون, عن أناس  يحبون ويعشقون ويحمون الحقيقة, وهؤلاء على ندرتهم هم غايتنا, سأظل أتحدث عن جمال الحياة, وعن الحب, وعن الطفولة والعصافير، سأستمر في الكتابة عن الأطفال, فلدي مجموعات أربع, مطبوعة, ومجموعات أخرى سأحاول طباعتها, فالأطفال زينة الحياة, وأزهارها, وغدها ومستقبلها”.
سنتخلص في العام القادم من الإرهاب هكذا يقرأ الشاعر حماد الأحداث, وهذا هو منطق الأمور, فالخطأ لايمكن أن يستمر إلى مالانهاية, كما أن أهم ما يشغله, المساهمة في اللقاءات الأدبية واغنائها, لسد الطريق أمام الغثّ من الأدب والشعر خاصة الذي بات يحاصرنا في كل مكان نرتاده, حتى أنه حسب قوله يكاد يوافق ذلك الشاعر الذي كتب في وصيته, اكتبوا على شاهدة قبري, لقد مت من قراءتي لكثير من الشعر الرديء. كما أنه سيكتب عن سورية دائما، الشعب والأرض والحضارة والرمز والحب, عن الوطن المعذب وعن السوري الذي تحول من عاشق إلى قاتل, وكيف يعود إلى جنة الإنسان من جديد.
سلوى عباس