ثقافة

محطات من مهرجان اللاذقية تنبض بالحياة..والمجد والخلود لأرواح منارات سورية الأبرار

فعاليات متنوعة ومعرض رائع للرسم والنحت وندوات فكرية وثقافية وأمسيات شعرية وفنية أحياها أدباء وفنانون، كانت محطات هامة في المهرجان الأول الذي أقامته الأمانة العامة للثوابت الوطنية في سورية في دار الأسد للثقافة في اللاذقية تحت عنوان: (اللاذقية تنبض بالحياة).
تميزت لوحات المعرض الفني الذي شمل الرسم والنحت بتجسيد الواقع المؤلم لمعاناة السوريين والإرادة القوية على الثبات والتصدي للمؤامرة الكونية على سورية الحبيبة، وعكست هذه اللوحات بكل صدق وحساسية تلك الآلام مصورة بنفس الوقت الآمال المرجوة بالنصر المحتم.

انتماءات حضارية
وعبر الأب اسبيردون فياض عن غنى المعروضات وانتمائها إلى مدارس مختلفة واقعية وتكعيبية وانطباعية من مدارس الرسم، بالإضافة إلى الرسم بالألوان الزيتية والمائية والرسم على الورق والتلوين على الخشب والمنحوتات متنوعة ما بين حجرية وخشبية وبرونزية، وتقدم صورة عريقة عن فناني بلدنا الحبيب وخاصة استخدام خشب الزيتون وتطويعه لإخراج قطع فنية متميزة بعروق الزيتون الجميلة.
كما تحدث الفنان أكرم مصطفى عن مشاركته بأعمال نحت متنوعة استخدم فيها الحجر والخشب للحديث عن حضارات سورية الأم ومنها عشتار تتكلم وعمرها ستة آلاف سنة ونيف، ولوحة عن عالم الروح والجسد، ولوحة أخرى مميزة تروي الهيمنة الأمريكية صور فيها رأس الفساد في العالم (الشيخ الأمريكي) والأمم المتحدة توصد أبوابها أمام الشعوب الفقيرة، ووجه الإرهاب مكشرعن أنيابه لالتهام خيرات الشعوب وضحايا الإرهاب على أرصفة الأمم المتحدة.
كما عرض الفنان منحوتات أخرى على الخشب تحت عناوين “صرخة شهيد، وصرخة طفل وجسد الأمة المهترئ والمنخور”، ومعه سورية المنتفضة حاملة هموم العرب الوطنية والقومية.
وعبر الفنان نزار علي بدر(جبل صافون) عن أعماله العشرة المشاركة في المعرض التي شكلها من حجر البازلت قائلاً: هذه اللوحات تظهر حالة الأسى والحزن للحالة المؤلمة والصعبة التي يمر بها قطرنا الحبيب، منوها إلى تجسيد أعمال تعبّر عن النصر القريب والخلاص من السرطان الذي حل بوطن الفينيق.

حضور الطفولة
وكانت لرسومات الطفل الموهوب جابر حسين حضورها الجميل والمعبّر في المهرجان حيث صوّر فيها الحرب القذرة ضد سورية مستعينا بعفويته وصدق مشاعره وبراءة الطفولة لما تشهده من إرهاب طال البشر والحجر والشجر ومتفائلا بالإرادة الجبارة للشعب السوري والنصر القريب.
وتحدث الفنان بسام بيضون عن إيحاءات رسوماته إذ قال: مازال نور البشرية متقدا منذ 7000 عام ونحن من علّمنا العالم إرادة الحياة وأن قطرة الدم السوري تبقي عليها، ولن تغتال أرواحنا أي قوة في العالم، وقد عبّرت عن كل لون في لوحاتي حيث استخدمت الألوان الزيتية عن حكايات عديدة فأنا أعشق الحرية والصدق بأحاسيسي تجاه نفسي وتاريخي بطريقة شرقية من روح الشرق.
وشهد المهرجان أمسية شعرية رائعة تغنى الشعراء فيها بحب الوطن وقيمة الشهادة ولعل قصيدة الشاعر سومر يوسف بعنوان (الشهيد) أكثر ما عبرت عن الحالة حيث عبر فيها عن مكنونات العز والفخار بأرواح شهدائنا العظام نقتطف بعضاً من أبياتها:
وحدهم يغلقون دائرة الشمس    انحناء فأركز البيكارا
وحدهم يسرقون من موقد العمر             رمادا ويشعلون جمارا
الزنود السمراء أجلب للحق       إذا شط شرعة ومزارا
يا حماة الديار يا بسمة الله                        وشد الدجى علينا الحصارا
كما ألقى الشاعر سامي الأسعد قصيدة بعنوان (هنا سورية) تحمل كلماتها المحبة للوطن وأنات الوجع والحزن على ما حل به والأمل والتطلع والإيمان بمستقبل آمن زاهر اخترنا منها هذه الأبيات:
هنا دمشق يا كل الورى  فلتشهدوا
قبل الزمان وفوق المكان شامنا تخلد
يا وطني الموجوع خمس عجاف مرت
وأنت تصارع البغي الحقود تتمرد
حماة الديار إنكم قسم وأيم الله
جار الكماة أي جيش حين تسدد
هذي الجباه مأمورة تعيد نسغ النور
بطاهر قميص يوسف ويعقوب يسجد
وعبر المشاركون في المهرجان عن أن الحياة في سورية ستبقى نابضة بالحب والشعر والأدب متمثلين في مشاركاتهم  شعور السوريين بجذوة الثقافة المتقدة بالنفوس وعن التمسك بشجرة الوطن التي روتها دماء شهدائنا الطاهرة لنحافظ على الإرث الحضاري الذي بدأ من اللاذقية عاصمة الشهداء وامتد إلى ساحات الوطن كلها.

اللاذقية- عائدة أسعد