ثقافة

أندريه ريو .. لمسة سحرية وأسلوب كلاسيكي متجدد

يستدعي عالم الموسيقا الراقية موهوبين حقيقيين لقضاء الوقت في الاستماع إلى سحر فنهم، والابتعاد عن ضوضاء العالم، وعازف آلة الكمان الأسطوري أندريه ريو هو من بين هؤلاء المبدعين الذين يشهد لهم عشاق الموسيقا.
ولد ريو في مدينة ماستريخت الهولندية في الأول من تشرين الأول عام 1949، ونشأ وسط عائلة موسيقية، وعمل مع والده، وحمل اسمه نفسه “أندريه”، كقائد اوركسترا للسيمفونيات في ماستريخت، وأبدى أندريه “الابن” إعجابه بعمل والده، وبالاوركسترا، وهو في سن الخامسة من عمره، فبدأ العزف على آلة الكمان، ثم التحق بالمعهد الموسيقي الملكي في لييج، وفي الكونسرفتوار ماستريخت.

فن متنقل..
أسس ريو اوركسترا يوهان شتراوس عام 1987، وكانت في البداية عبارة عن اثني عشر موسيقياً، ونظّمت أولى حفلاتها في الأول من كانون الثاني عام 1988، ثم توسعت ليصل عدد أعضائها إلى 43 عضواً في عام 2008، واستضاف فيها أندريه مغنين كباراً آخرين لمشاركته، منهم: موريسيا لاورس، كارمن مونارشا، وبلاتين تينورز، ويلقب أندريه أيضاً بسفير موسيقا الفالس، وهي عبارة عن رقصة وموسيقا كلاسيكية نشأت في النمسا وألمانيا، وانتشرت في أنحاء العالم بعد أن كتب الموسيقار النمساوي يوهان شتراوس الابن مقطوعته “The Blue Danube ” عام 1866.

سحر العزف
يتميّز أندريه بلمسته السحرية، وأسلوبه الكلاسيكي المتجدد من خلال تشكيله للفرقة، واختياره الموسيقا، والشكل العام لحفلاته الموسيقية التي يقيمها دائماً في مسرح كبير مفتوح لا يقل عدد الحاضرين فيه عن خمسة آلاف مستمع وأكثر، ويأتي إليه محبوه من جميع أنحاء العالم ليستمعوا إلى موسيقا نقيّة خيالية، تأخذهم إلى عالم آخر، وتلامس أوتار كمانه قلوب مستمعيه، وتكاد تخلو معزوفاته من الكلمات تماماً عدا القليل منها، والتي تشاركه فيها فرق اوبرا غنائية أخرى، وفرقة الاوركسترا الخاصة به مكونة من فتيات يصر أندريه أن يظهرهن بمظهر خاص من خلال ارتداء فساتين واسعة، مثل أميرات ديزني، ويعزفن في هدوء وثبات، وتعلو وجوههن ابتسامة ساحرة لا تفارقهن طوال العزف، أيضاً يرتدي الرجال في الفرقة الزي الرسمي الكامل، ويجلسون بالهدوء نفسه أثناء العزف، وبعد انتهاء العزف يلتفت لأعضاء فرقته ويحثّهم على الوقوف للجماهير احتراماً أثناء التحية، فيبدو المظهر العام رائعاً ينقلنا إلى عالم بعيد عن كوكب الأرض.

معزوفاته
له عدة ألبومات، ومئات المعزوفات الموسيقية الرائعة التي تروق لسامعيها، ولكل معزوفة عرض خاص يصحبها قبل العزف، وهو ما يضيف لمسة أندريه السحرية على تلك العروض الكبيرة، وتتميّز بعض هذه المعزوفات بهدوء ساحر، وشجن ممتع، والبعض الآخر بالحيوية، وهي العنصر الأساسي فيها، وقد استطاع ريو أن يبيع عدداً كبيراً من معزوفاته حتى وصلت إلى 10 ملايين أسطوانة في أكثر من 30 بلداً.

عائدة أسعد