ثقافة

“المتشائم” رواية العشق المعتق

ليس من السهل أن نتناول عملاً روائياً عدد صفحاته 342 صفحة، ببضع كلمات، لكننا هنا سنحاول تسليط الضوء، ولفت الانتباه إلى عمل روائي، على غاية من الأهمية، عمل استطاع شد الانتباه إليه، وإلى مبدعه: (الكاتب الايرلندي – رونان بينيت – الدكتور في التاريخ، والصحفي الحّر)، والذي صدرت له عدة أعمال روائية منها: (السجن الثاني، أطاح به الغرباء ، نار ومطر)، وغيرها من الأعمال الأدبية.
“المتشائم” الصادرة عن دار التكوين – دمشق 2015 – بترجمة  أسامة اسبر هي مثلما قالت عنها (دوريس ليسنغ) حائزة نوبل:  “هذه الرواية المليئة بالدم، تنبض بالفعل والجنس وتسلّط الضوء، على دولة افريقية في مجرى تغيّر عنيف”.
ونجد هناك رأياً لـ توني ماستروجيو: “ردّاً على من قال إنّ الإثارة الأدبية دفنت مع غراهام غرين، تبرهن رواية المتشائم، أن الروايات التي تحتوي على المكائد السياسية، ما تزال قادرة على أن تكون معقدة أخلاقياً وغنية بالشخصيات، إن بينيت موهبة رئيسية، وذهن من المرتبة الأولى”.
رواية المتشائم تعتبر من الروايات الهامة جداً، التي صدرت في السنوات الأخيرة باللغة الانكليزية، وترتقي إلى مستوى روايات غراهام غرين وكامو، وأندريه مالرو، وغيرهم..
هذه الرواية انتخبتها صحيفة (لوس أنجلوس) كأفضل رواية لعام 1999
يبدأ (رونان بينيت) روايته بطريقة، التأريخ – كانون الأول – ( 1960) نهر سانكورو :
– “ما الذي ينبغي أن أبحث عنه الآن ؟ ليس نهر سانكورو عريضاً كنهر الكونغو، وخاصة عند هذه النقطة حيث تعبر السفينة . ” ص 5
(ليوبولدفيل) تشرين الثاني – 1959: ” أحبّك ، أحبّك دائماً – إنيس، أطوي الكلمات التي هي من زمن آخر وأضع الرسالة بعيداً، أنا محرج من الميلودراما الخاصة بي . ولكنني هنا لأنني أعرف، أن هذه فرصتي الأخيرة كي أجعل الحب يعمل بالنسبة لي، وأنا خائف من أنني سأفشل. “ص 11.
يتابع (بينيت) بناء عالمه الروائي، تحديداً في هذا العمل على، التاريخ ، والفصول الروائية. رواية : (المتشائم) رواية تمتلك تلك القدرة المذهلة، على متابعتها، تدور أحداثها جغرافياً  في (الكونغو – البلجيكية)..
هي رواية تعلن عن قصة حب وغرام معتق، غرام وحب موغل بالقدم، تدور محاورها الأساسية بين: (الروائي – جيمس جيليسباي)، والصحفيّة المثالية النارية (إنيس سابيناني) يتبعها جيليسباي  إلى افريقيا، فيما كانت علاقتهما تتدهور.
كانا على عكس ما يكونه حبيبان، فقد كان الراوي (جيليسباي) بعيداً عن السياسة ومتيّماً بإنيس إلى درجة المرض، بينما هي مهووسة بالدراما السياسية المتكشفة للأحداث في الكونغو، وعالقة بالتاريخ وعبادة البطل.
وقد دخلت في علاقة حب وهيام جديدة مع افريقي، في بلاد ستدمّر نفسها فيما تولد من جديد، ينغمس جيليسباي في العنف والخيانة، ودفعه الحب إلى فعل نبيل أخير.
هي رواية أطلقت عليها عدة تسميات: رواية حب، سياسة، تاريخ، رومانس الخ، على حين يرى فيها الناقد روب ستاوب : – “إنّ هذه الرواية هي أهم رواية تشويقية صدرت في الأعوام الأخيرة “.
أحمد عساف