ثقافة

“الخطاطون السوريون ..إبداع لا ينتهي” أسماء تزين خارطة الإبداع العربي

الخط العربي الذي هو تاج الفنون وأرقاها بلا منازع، كان النجم والبطل الذي مثله خير تمثيل الخطاطون السوريون الذين تركوا بصمة حروفية حاضرة إلى يومنا هذا، حيث تعرفنا إلى نماذج من إبداعاتهم من خلال الباحثة إلهام عزيز محفوض والخطاط كمال الكردي في ندوة “حرفتي مهنتي.. الخطاطون السوريون إبداع لا ينتهي” والتي قدمت لنا الكثير من المعلومات الغنية عن الخط العربي وتعريفاته وأنواعه، بطريقة سلسة ولطيفة بعيداً عن أسلوب التلقين، حيث تعرّف معظم الحضور على أعمال أهم الخطاطين السوريين الذي ربما غابوا عن أذهان البعض أو حتى لم يسمعوا بإنجازاتهم أو أسمائهم، وعلى الرغم من قلة عدد الحضور إلا أن التفاعل كان لافتاً وحملت بعض المداخلات إضافات جميلة وخفيفة الظل تؤكد على حميمية الكتابة بخط اليد وضرورة عدم اتخاذ حروف لوحة الكمبيوتر بديلاً عنها.

دليل الأمة
ويبدو شغف أمينة الخط العربي محفوض بـ”الخط” جلياً من خلال اهتمامها به وحرصها على تفعيل دوره حيث تقول “الخط دليل الأمة الناطق وأداة اتصالها المرتبط ارتباطاً وثيقاً بنقل أفكارها بسهولة، وهو الفن الإبداعي الذي توّج الحضارة العربية الإسلامية. ويمتاز عن الخطوط الأخرى في تجاوزه لمهمته الأولى وهي نقل المعنى إلى السمة الجمالية بسبب ارتباطه بمضمون رائع آمن العرب والمسلمون بإعجازه البلاغي والبياني وهو القرآن الكريم” وعن المؤثرات في الخط العربي لفتت محفوض إلى أنها أربعة عند بعض الباحثين “الخطاط، الحبر، القلم،الورق” وخمسة عند بعضهم الآخر”قوة الأخماس، حدة الملماس، لمعان الأنقاس، جودة القرطاس،حبس الأنفاس” مضيفة أن العبقري في الخط العربي هو الملّم بأسرار الحرف وصورته الفنية، مما يتيح له التمتع بجمال التشكيلات الخطية وتشابك الحروف فيما بينها.

الخط وأنواعه
ولأن سورية مهد الحضارات ومنها انطلقت أول أبجدية في أوغاريت، فإن ارتباطها بتطور الخط العربي جاء طبيعياً حيث سارت الكتابة العربية مع التاريخ، وقد نوهت محفوض إلى أن الثلث هو أصعب الخطوط وأكثرها جمالاً، بينما يعتبر الكوفي أقدمها، أما الرقعي فهو ما نكتب به في حياتنا اليومية.

فرسان الأدب
ولم تنس محفوض الاهتمام الذي ناله الخط العربي في سورية، وخطاطوها الذين  تمثلت عبقريتهم بما خطته أناملهم من روائع جسدت الابتكار والتجديد، وتفننوا في فن الخط حتى أعادوا لدمشق مجدها الزاهي، وكانوا حلقة وصل بين الماضي والحاضر، كما تعلم على أيديهم نخبة من الخطاطين أصبحوا من فرسان الأدب والفن، وعرّجت على بعض الرواد الذين شكلوا حركة النهضة  في فن الخط العربي منهم الخطاط موسى الجلبي وآثاره الكثيرة في دمشق وبيروت وفلسطين والخطاط أحمد الزيناتي الذي كان منزله مركزاً لعدد من الخطاطين، ومقصداً لمحبي الخط العربي، والخطاط محمد صبحي البيلاني الذي حاز على المرتبة الأولى  في مسابقة معرض دمشق الدولي 1936، وأيضاً الرائد الدمشقي الأول في فن الخط ممدوح الشريف الذي انفرد بقواعده في خط الثلث والكوفي، وغيرهم كثر من مبدعي الخط العربي.

حسن وجمال
ورأى الخطاط كمال الكردي أن الخط العربي هو انعكاس للشخصية فالخط الحسن ينطوي على أخلاق حسنة، وتعلم أصوله من خالص النعم، فالخط العربي يتميز بالفن الرفيع والرسم الدقيق وكتابة الحروف بقالب من الحسن والجمال، داعياً إلى تعليم الأطفال جمالية الخط العربي منذ الصغر.
لوردا فوزي