ثقافة

الطفولة السورية في زمن الحرب..

انتصـار للحب والجمال أينما يحلون يكون للحياة معنى مختلف وللألوان بهجة، فراشات جاءت من مختلف أنحاء القطر، اجتمعت لتشدو بلحن الانتصار إيذانا باستمرار الحياة وبقاء شعلتها وقّادة، ويحمل عنوان المهرجان “أغنية الطفل السوري الأول” الذي تقيمه منظمة طلائع البعث في أوبرا دمشق على مدى يومين، شيئاً من الظلم بحق ما قدم، لأن المهرجان لم يقتصر على الأغنية بل كان كرنفالاً فنياً ضم الكثير من الاسكتشات واللوحات الراقصة من الفنون الشعبية والوطنية، التي قدمت بكل براعة على خشبة المسرح والتي عكست جهوداً واضحة يشكرون عليها.
وقد تحدث د. عزت عربي كاتبي رئيس المنظمة عن دور الموسيقا في تعزيز التربية الأخلاقية، والإسهام في تطهير نفوس الأطفال وتنشئتهم بطريقة سوية، من هنا جاء اهتمام المنظمة بالموسيقا ورعايتها وإبراز الطاقات والمواهب وتنمية حس  المنافسة الشريفة بين الأطفال، سيما وأننا بمرحلة صعبة نواجه بها الدماء والحرب بالعلم والثقافة والفن .
ورأى رئيس مكتب التربية والطلائع القطري الرفيق أركان الشوفي في المهرجان تعبير عن الانتصارات التي تتحقق على مساحة الوطن، فالموسيقا والفنون هي لغة الحب والبناء والحياة في مواجهة لغة الإرهاب والدم.
وعبرت إحدى المشاركات عن سعادتها بهذه المشاركة من خلال بعض الاسكتشات، مؤكدة أن المهرجان فرصة للقاء أطفال مبدعين من مختلف المحافظات، كما أنه يقدم رسالة لمن يدعم الإرهاب في سورية، أن أطفال هذه البلاد على موعد دائم مع الحياة والفرح والانتصار.
طفلة أخرى أهدت مشاركتها لقوات جيشنا الباسل، التي تقدم دماءها من أجل بناء مستقبل مشرق للأطفال، في وطن يكون الأمن والحب عنوانه الأساسي.
كذلك قُدمت مجموعة من الاسكتشات وأغنيتين بعنوان “من أطفال سورية – رسالة إلى العالم” وفقرات من الغناء الافرادي والكورال وبعض اللوحات الراقصة، في حين خصص الجزء الثاني للاستماع إلى المواهب المشاركة في مسابقات الفروع وتقييم أداء الأطفال.
المؤسف في المهرجان، الذي من المفروض أنه يعني كل من لهم علاقة بالموسيقا والغناء، أنه اقتصر على من لهم علاقة مباشرة بتدريب الأطفال والإشراف على المسابقة والتحكيم، والسؤال أين الفنانون والموسيقيون الذين نطالع في كل يوم الإعلانات لحفلاتهم وأمسياتهم وأين كتّاب الأغنية؟ أم أن هؤلاء غير معنيين بأغنية الطفل والنهوض بها، أليس من المفترض أن تكون المبادرات الذاتية هي الدافع لحضور هؤلاء.
رغم كل شيء يبقى المهرجان خطوة هامة، تفتح الباب على مصراعيه للنظر في واقع أغنية الطفل، ومحاولة رسم ملامح واضحة للنهوض بها، خصوصاً في ظل الواقع غير المرضي الذي تعيشه الأغنية عموماً، وهذا ما قد يتفق عليه غالبية من لهم علاقة بالمجال الفني، مع ضرورة التأكيد على ألا يكون المهرجان في دوراته اللاحقة غاية بحد ذاته، بل أن يكون بحق أرضاً خصبة للأخذ بيد الأطفال المبدعين على مساحة الوطن، وفسحة حقيقية للمنافسة الشريفة هدفها الأول والأخير الاهتمام  بشخصية أطفالناً والارتقاء بثقافتهم.
يختتم المهرجان فعالياته اليوم بإعلان نتائج المسابقات للمراحل العمرية المشاركة والأغنيات الفائزة.
حضر الافتتاح وزراء التربية والتعليم العالي والسياحة ورئيسي اتحادي شبيبة الثورة والكتاب العرب، وبعض رؤساء وممثلي المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وعدد كبير من الأطفال وذويهم.

جلال نديم صالح