ثقافة

سهام يوسف وقعت روايتها “التوأمان- أمي وسورية”: عـشـقـي لـيـس طــارئـــاً

 

لم يكن توقيع رواية الكاتبة سهام يوسف في مكتبة الأسد أمس مجرد احتفاء برواية تضاف إلى المكتبة السورية فحسب، بل كان احتفاء بابنة رعت أمها وأخلصت لها، لكنها لم تنس أمها الكبرى سورية في محنتها وهذا ما حاولت أن توثقه بصدق من خلال صفحات روايتها التي تحمل عنوان “التوأمان- أمي وسورية”.
وقد تحدثت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية د. بثينة شعبان بهذه المناسبة قائلة: لم أشعر يوماً أن الكاتبة كانت بعيدة عما يعيشه وطنها  خصوصاً في ظل هذه الحرب، فقد جاءت مع والدتها إلى سورية وأخذت تهتم بها خلال مرضها، لكنها لم تنس وطنها لأنها تربت على يد أم علمت أبناءها عشق هذا البلد والإخلاص له. وجه الحرب الحقيقي
ورأى البطريرك أغناطيوس  أفرام الثاني أن الكتاب له خصوصية يحاول تأريخ الأزمة من خلال رواية  تجمع بين شخصية أم الكاتبة والأم الأكبر سورية، ويظهر وجه الأزمة والحرب على سورية، وبالتالي يمكّننا من فهم معاناة الإنسان السوري في ظل هذه الظروف بعمق وشفافية.

رسالة إنسانية وتربوية
أما الكاتبة سهام يوسف فقالت لم يكن عشقي للأمة الخالدة سورية عشقاً طارئاً إنما هو موروث يجري في دمائي، وقد جسدته بكل صدق وواقعية وهي تجربة شخصية حاولت أن أقدم في فصولها رسالة وطنية وتربوية من خلال “التوأمان” أم النسب والدم وأم الهوية والانتماء. وعبّرت يوسف عن سعادتها بتوقيع الكتاب تزامنا مع الاحتفالات بأعياد آذار وتحرير تدمر من الإرهاب، آملة أن يكون الاحتفال الأكبر قريباً بتحرير كامل الأرض السورية تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

إضافة مهمة للمكتبة العربية
وعلى هامش حفل توقيع الرواية الذي قدمته الإعلامية إلهام سلطان أقيمت ندوة نقدية حول الرواية بدأها د. رزق الياس رئيس موقع الرأي السوري حيث رأى أن الكتاب إضافة مهمة للمكتبة العربية، يعبر عن تجربة واقعية تظهر بوضوح التلازم بين القيم الأخلاقية الفردية والقيم الوطنية، فالكاتبة روت معاناتها وهي في وطن الاغتراب من محنتين الأولى شخصية وهي مرض والدتها والثانية قضية وطنية وهي المأساة التي أصابت وطنها، وقد تداخلت المحنتان وكأنهما توأمان لا ينفصلان حيث تروي الكاتبة الأحداث الواقعية وسمات الأشخاص الحقيقيين الذين قابلتهم بأسلوب واقعي عاطفي يجعل القارئ يعيش الحدث، وقدمت صورة ارتباط المواطن بوطنه. وتتميز الرواية على حد تعبير رزق بصدق المشاعر والدعوة للتضحية من أجل سورية وهذه القيم الوطنية والتربوية نحن أحوج ما نكون لغرسها في نفوس المواطنين في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها بلادنا، خصوصاً أننا دخلنا في مرحلة الإعمار وإعادة البناء.

لا تخضع للمصطلحات النقدية
ووصف الكاتب قمر الزمان علوش الرواية بالبساطة إلى درجة الإعجاز، وتبرز جمالية القصة من خلال التفاصيل والروح التي تتغلغل في كل جملة، حيث أبرزت تفاصيلها بوضوح العلاقة القوية في النسيج الثقافي بين كل المكونات السورية. ورأى علوش أن الرواية من النوع الذي لا نستطيع إخضاعه للمصطلحات النقدية المتعارف عليها، بل نقرؤها بالروح وهناك محاولة جادة من قبل علوش لتحويل هذه الرواية إلى فيلم تلفزيوني بحكم أهميتها.

خارج إطار التجنيس
بدوره رأى د. نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب أن الرواية إضافة مهمة للمكتبتين العربية والسورية، وهو أول عمل سردي يحكي سيرة الانتماء والهوية والحقيقة فيما يحدث في سورية بهذه البساطة الآسرة، فالروح الساردة في النص روح بسيطة تنتمي إلى السهل الممتنع وتقدم عالماً سورياً فياضاً بالألفة والمحبة والتعاضد بين أبناء المجتمع السوري، ويقدم الكتاب من وجهة نظر الصالح موضوعاً في غاية الثراء المعرفي والروحي، فالكاتبة لا تروي سيرة أمها ولا ذاتها ولا سيرة سورية فقط، بل إن كل من الشخصيات التي يتضمنها الكتاب تروي بعضاً من سيرة الألم السوري والمعاناة، وسيرة السوريين الحقيقيين، وهو خارج إطار التجنيس فلا نستطيع أن نصنفه على أنه سيرة أو رواية أو حكاية، لأنه يجمع بينها كلها وما يميزه أنه يعرّف القارئ على الجغرافيا السورية.
جلال نديم صالح