ثقافة

ثراء دبسي.. عودوا إلى المسرح فهو انتماؤكم الأول

حلّت الفنانة القديرة ثراء دبسي ضيفة على ملتقى الإبداع الذي عوّدنا المعهد العالي للفنون المسرحية، على إقامته بشكل دوري للاحتفاء بتجارب أعطت الفن الكثير ومهدت لمكانته الاجتماعية، والفنانة دبسي تمثل إبداع وريادة الزمن الجميل -كما وصفها فوتومونتاج لبعض أعمالها الذي افتتح به الملتقى- وهي قامة فنية كبيرة تركت بصمات فارقة في عالم التلفزيون والإذاعة وكانت رائدة على خشبة المسرح التي تعبّر عن شغفها فيها بدعوتها الجميع للعودة إلى تلك الخشبة التي تمثل الانتماء الأول على اعتبار أن المسرح هو أبو الفنون.

فنانة رائدة
لم يخف عميد المعهد الدكتور تامر العربيد الذي منح دبسي في ختام الملتقى درع المعهد، اعتزازه بتكريم من شاركت بأول عرض مسرحي في تاريخ المسرح القومي  في سورية فدبسي – كما يوضح العربيد- فنانة رائدة إنسانياً وسلوكياً وفنياً وهي مخزون لتجربة إبداعية نسعى للاستفادة من خبرتها وليس فقط الاحتفاء بها، كما وأبدى الناقد سعد القاسم عبر إدارته للحوار، سعادته بصاحبة الصوت الرخيم  التي ساهمت في المسرح بشكل يفوق أي مساهمة ناهيك عن عملها في الإخراج الإذاعي وأعمالها التلفزيونية، فهي تمثل الجيل الذي كافح لأجل مكانة الفن.

الزمن الجميل
عادت بنا دبسي إلى الزمن الجميل من خلال حديثها عن بداياتها في فرقة هواة كان لها الحظ بالمشاركة وحصد الإعجاب الكبير في مهرجان القاهرة، لتتلقى بعد ذلك عائلة دبسي اتصالاً يطالب بمشاركة ابنتها ثراء دبسي في المسرح القومي على الرغم من أن عمرها لم يبلغ 18 عاماً في ذلك الوقت، ومع بداية مشوارها في المسرح القومي توالت الأعمال المسرحية التي أثبتت  قدرة ثراء كفنانة مسرحية حقيقية، تقول دبسي: “المسرح هو عشقي وانتمائي، وهو التواصل والحياة بكل معناها، فهو يعلّم الإنسان كيف يصبح حراً والخشبة تمنحني شعوراً لا يوصف، داعية أبناء الخشبة للعودة إليها وعدم تركها مهما كانت الصعوبات، منوهة إلى إصرارها في كل عام على تقديم عمل مسرحي.

أعمال مسرحية
وعلى الرغم من أنها لم تستطع تحديد أقرب الأعمال المسرحية إلى قلبها، إلا أن دبسي اعتبرت أن مسرحية “البرجوازي الصغير”هي التي أثبتت وجودها على الخشبة، أما البطولة المطلقة فكانت في “قطر الندى”، بينما كانت “الأشجار تموت واقفة” علامة فارقة في تاريخ المسرح القومي بسبب إنجازها بوقت قصير، موضحة أنها قدمت أعمالاً كثيرة مترجمة وكلاسيكية، بمشاركة عدة مخرجين عمالقة، مشيرةً أنه على الخشبة يضطر الممثل لإيجاد حلول فورية لمشاكل طارئة، وتحدثت بكل حب عن بعض المواقف المربكة التي تعرضت لها، كما تطرقت إلى بعض الأسماء الكبيرة الذين عملت معهم أمثال: عبد اللطيف فتحي، رفيق سبيعي، نهاد قلعي وغيرهم.

كواليس وطقوس
كما ذكرت دبسي أن كواليس العمل المسرحي هي منبع العطاء، أما البروفات والتحضيرات فهي تؤدي إلى زخم أكبر بالأداء واهتمام أكثر بالتفاصيل، ورأت أن الأمور في السابق كانت منظمة بشكل أفضل وكان العمل بالفطرة وحسب الاهتمام والاندفاع الشخصي، كما كان للمسرح ألقه مع وجود موسم مسرحي وإقبال جماهيري أكبر، فحضور المسرح كان طقساً اجتماعياً متعارفاً عليه، مستغربة من تبدل أحوال المسرح ووصولها إلى ما آلت إليه من تراجع في هذه الأيام، فالجمهور اليوم أكثر جهلاً بالمسرح من ذي قبل.

عالم الإذاعة
ولأن الممثل الحقيقي يترك بصماته في مجالات الفن المختلفة، كان لدبسي حضورها اللافت أيضاً في المجال الإذاعي الذي دخلته عبر إصرار وتدريب رافق امتلاكها لخامة صوت مميز رخيم، كذلك كان لها مكانها في الإخراج الإذاعي، حيث أكدت دبسي أن  المهم هو قوة الصوت والنطق السليم والاستفادة من ملاحظات المخرج، ولأن  التواضع سمة  الكِبر، لا تعتبر دبسي نفسها قد وصلت  بعد إلى مرادها، لذلك لا تسمح لنفسها بالشعور بالرضا عما قدمته، فهي تؤكد أنها مازالت تتعلم حتى هذه اللحظة وتصبح أقرب من الناس، ثم تختم حديثها بعشقها الأكبر لـ “خشبة المسرح” التي وحدها ما تبّقى في الذاكرة.

لوردا فوزي