ثقافة

شام إف إم بصوت أطفالنا

أمينة عباس
اعتادت وسائل إعلامنا الاحتفال بذكرى انطلاقتها من خلال إعداد برامج خاصة بهذه المناسبة، تخرج من خلالها عن نطاق البرامج اليومية الروتينية، وغالباً ما كانت هذه البرامج تأخذ صيغة التجديد في الشكل والمضمون والابتعاد عن الأشكال التقليدية للبرامج الإذاعية والتلفزيونية.. ولأن أطفال سورية يستحقون الحياة والفرح، ولأنهم دفعوا جانباً من ثمن الحرب العدوانية على بلدهم من طفولتهم وسعادتهم، كان إصرار إذاعة “شام إف إم” على أن يكونوا صوتها وهي تطفئ شمعتها التاسعة، حينما احتفلت ثاني أيام العيد بعيد ميلادها التاسع، وقد خصصت هذا اليوم من أيامها لأطفال سورية، فكانت الفرحة أفراحاً لعيد الفطر المبارك وعيد الإذاعة ومشاركة الأطفال في تقديم الفقرات الإذاعية، بل وإعدادها واختيار مضامينها.
لقد فتحت “شام إف إم” أبوابها واستوديوهاتها للأطفال وأحلامهم فعبّروا عما يريدون، وتحدثوا عما يحبون ويعرفون، فكانوا ورغم كل شيء قادرين على الطيران في سماء الحلم فأضاؤوا ملايين الشموع وسط الظلام.
لا نتمنى أن يكون ما فعلته إذاعة “شام إف إم” حين أفسحت المجال لأطفالنا ليكونوا صوتها مجرد خطوة منفردة في عالم إعلامنا، بل ينبغي أن يكون نبراساً لمختلف وسائل إعلامنا، كي يحتل طفل سورية اليوم المكان الذي يستحقه أمام الكاميرات وخلف الميكروفونات، وعلى خشبات المسارح وفي المراكز الثقافية، لأن أطفال سورية يستحقون أن يكون لهم صوتهم المسموع، وهم أهل لذلك.
إذاعة “شام إف إم” فتحت قلبها قبل استوديوهاتها لأطفال سورية، وتستحق إدارتها وإعلاميوها كل التقدير على ما بذلوه خلال اليوم الاحتفالي من جهود جبارة، أثمرت ارتياحاً لدى المتلقي الذي أصبح يميز الجهد المبذول في عملية الإعداد والتقديم، وكل ما يحيط بالعمل الإعلامي عامة والإذاعي خاصة من ظروف قد تكون قاهرة، لكن الإرادة والتصميم على تقديم عمل متميز، يبقى هو الأساس الذي ينبغي الاستناد إليه والعمل على تطويره وإغنائه.