ثقافة

جمعية للنقد والبحوث

أخيراً.. وبعد لقاءات عديدة واجتماعات متواصلة استطاع اتحاد الفنانين التشكيليين تأسيس جمعية النقد للبحوث التشكيلية التي انتخبت أمانتها ورئيسها، كما انتخبت رئيسها الفخري الدكتور عفيف بهنسي الذي ساهم في وضع اللمسات الأولى لفكرة إقامة هذه الجمعية مع بقية الأعضاء المؤسسين، ويعتبر تأسيس الجمعية الخطوة الضرورية الأولى في حياة الاتحاد التنظيمية، نحو تأسيس بقية الجمعيات التي يتألف منها “النحت والتصوير الزيتي والديكور …” وحسبي أن في ذلك تطوراً في الجانب التنظيمي والأدائي النقابي لمجموع هيئات الاتحاد، التي تقع على عاتقها مسؤولية تطويره وتفعيل دوره في الحياة الثقافية والفنية العامة، كما تساهم في تنظيم آلية التواصل وتفعيل الصلة بين الأعضاء عبر فروعهم، مع بقية أهل الاختصاص والمهنة الواحدة، وبالعودة لشؤون الجمعية الجديدة التي تعتبر من الجمعيات الأبرز لما ستتولى من مهام، فضلاً على الميراث الأدبي والعلمي النقدي والتاريخي الذي تركه أعلام النقد التشكيلي السوري ومؤرخوه، هؤلاء كان لهم حصة من الوفاء لابد من توجيه الثناء للمؤسسين حين اعتبروا تلك الكوكبة من النقاد الراحلين هم المؤسسين للجمعية، هذا الموقف هو اعتراف بفضل ذلك الجيل على مسيرة الفن وفضلهم في توثيق وأرشفة ومواكبة الحركة التشكيلية، في حين لم ينالهم إلا شرف الرسالة التي وصلت، ويشهد لهم بتطور الفنون التشكيلية السورية خلال العقود الأخيرة ووصولها إلى مصاف العالمية.
كما ستتبنى الجمعية الوليدة بناء هيكلها الاجتماعي وإطار معارفها وتتوسع  من خلال التواصل مع كل الجهود التي تخدم قضية الفن والفنانين، سعياً نحو تأليف أوسع قاعدة مؤثرة في الفكر والموقف، والدور الذي يليق بالحركة التشكيلية السورية التي تنتمي إلى حضارة سورية العريقة، وبالتالي تستحق مواكبتها والاحتفاء بها وتصويب ما يمكن أن يمسها، وملازمتها نحو تدوين الصفحة التي تستحق، لأن هذه الفنون هي المرآة النظيفة لمجتمعاتها وذاكرتها، فكم من الأعلام والجهود تشتت في النسيان وبعض المدونات البعيدة عن جمهورها؟ مع أنهم جزء من ذاكرتنا الوطنية، وهم الذين كرّسوا حياتهم خدمة لمجتمعاتهم وخدمة الوعي والرسالة الإنسانية.
بالتأكيد لن تكون الجمعية وصائية على أي جهة إعلامية، لكنها ستتواجد من خلال استقطاب كل من يكتب في الجانب التشكيلي مهما كان دوره صغيراً في ممارسة فعل النقد عبر وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي، بغية ضبط حالة المشاعية في النشر وتصويب مهمة الناقد وتعزيز دوره في الحيز المقروء والمسموع، وصولا إلى تطوير الذائقة الفنية وغرس فضيلة الجمال الحقيقي في مجتمعنا، علنا ننتصر على قبح ما أصابنا من ويلات الحرب وبشاعتها.
أكسم طلاع