ثقافة

“ملتقيات” لخلـــق تنميــة ثقافيــة

من أجل المواءمة بين أعضاء اتحاد الكتاب العرب وأصدقائه، وبهدف إعادة الشباب إلى الاتحاد ونشاطاته بعد حالة الابتعاد عنه وعن المؤسسات الرسمية لاعتقادهم أن لها خصوصيتها وأن إمكانياتهم غير ناضجة وأدبهم لم يتجلَّ بالشكل الذي ينبغي.. أراد الاتحاد ممثلاً بفرعه في دمشق دعوتهم ليكونوا حاضرين وفاعلين فيه بشكل عملي وحقيقي في الموضوعات التي سيقوم بطرحها على جمهوره المتنوع من خلال أمسيات أدبية وفعاليات ثقافية متنوعة وملتقيات عديدة تنوعت عناوينها.

أنشطة حقيقية
وقد بيّن رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتّاب محمد الحوراني أن هذه الملتقيات تأتي كإنطلاقة لسلة من الملتقيات القادمة، خاصة وأنه استطاع تشكيل جمهور خاص به بعد أن تعامل الفرع معه بمصداقية كبيرة، وعبر أنشطة ثقافية حقيقية لا مزيفة تواكب ما يعيشه ويعانيه، مؤكداً أن الفرع نجح في استقطاب جمهور من نوعية مختلفة ،من خلال حرصه على تقديم برنامج يتم وضعه بالتشاور مع أصدقائه بعيداً عن ديكتاتورية اتخاذ القرار في هذا المجال، وغالباَ ما يتم الأخذ بعين الاعتبار وضع أنشطة ثقافية يحتاجها الشباب والمجتمع السوري، مع تأكيده على أن الفرع لديه استعداد لاستقبال جميع الأفكار لتنفيذها على أرض الواقع.. من هنا وضمن الخطة المستقبلية القريبة ستكون الأولويات لتناول موضوعات عديدة، منها العلاقة ما بين المثقف والسياسي والفكر النهضوي وسيادة الدولة الوطنية ومفهوم المواطنة.

حراك ثقافي
ورأى د.نزار بني المرجة في هذه الملتقيات التي يقيمها الاتحاد في جميع فروعه، حراكاً ثقافياً جديداً يتم من خلاله تناول العديد من الموضوعات بمشاركة أسماء تنتمي لأجيال مختلفة واختصاصات متنوعة، لتمثل هذه الملتقيات وبما يتخللها من حوارات ونقاشات بناءة، وسيلة وضرورة لخلق تنمية ثقافية عند المواطن السوري في طل وجود زوايا معتمة من الضروري تسليط الضوء عليها، خاصة وأن المواطن السوري مستهدف في كيانه وثقافته.. من هنا لا بد من التصدي لهذا الاستهداف من خلال وجود ما يعزز الثقافة الوطنية.
واختلف رأي الكاتب والإعلامي عماد نداف مع ما قيل مقراً بتراجع وتيرة النشاط الثقافي إلى حد كبير في سورية، مع وجود عزلة كبيرة بين المواطن والمثقف، موضحاً أنه اليوم لا يستطيع الحديث عن نشاط ثقافي يليق بالسوريين وحضارتهم ويرتقي لما يحدث في سورية منذ نحو ست سنوات، في وقت كانت فيه الأسماء الثقافية السورية تصول وتجول. وتساءل نداف ماذا يعني أن نلتقي في لقاء ثقافي وأن يجتمع عدد من الكتاب والمثقفين، وأن يقام في فترة سابقة معرض للكتاب ويأتي الناس لشراء الكتب ومشاهدة معرض وفيلم تليفزيوني وينصت لمحاضرة، في الوقت الذي كانت تتساقط فيه القذائف على دمشق؟ إنها برأيه إرادة الحياة لدى السوريين، وهذا مادفعه للدعوة للبحث عن السر المفقود  للعلاقة التي تربط المثقف بالجمهور لتأصيل هذه العلاقة، وخلق حالة من التلاقي بينهما وإلا ما من حل سوى أن ينزل المثقف إلى الجمهور، أو أن يبحث هذا الجمهور عن كاتبه الحقيقي الذي لم يجده بعد، والذي كان في يوم من الأيام يتجمهر لسماعه، وحتى لا يجحف نداف بحق الأنشطة الثقافية التي تقام هنا وهناك عبر المؤسسات الرسمية، لم يلغِ أهميتها ورآها نشاطاً طبيعياً لكتّابها وجزءاً من مهمتهم، مع اعترافه بأنها عجزت حتى الآن عن نسج تلك العلاقة التي أرادها نداف أن تقام بين المثقف والجمهور.
كما أثنت د.أيسر ميداني على أهمية  الملتقيات التي تقام لضرورتها، والأهم بالنسبة لها أن يسودها تفكير جماعي وعصف فكري، بعيداً عن التلقين ومجرد الاستماع، لأن المعالجة الفكرية من قبل الجميع تساهم في إيجاد أو تلمس حلول لمشاكلنا، سعياً لتحقيق مجتمع البناء والحضارة، ومن هنا أشارت إلى أهمية الموضوعات التي طرحت في ملتقيات سابقة.

حرب ثقافية
أما د.ناديا خوست فتحدثت عما يفترض أن تتناوله  هذه الملتقيات وبأية طريقة، مؤكدة أنه بات من غير المقبول اليوم الحديث فيها بشكل وجداني، وإن وجدت هذه الوجدانيات فيجب أن تتبع الواقع وما يحدث، لأن الأدب والفن يجب أن يعكسا الصورة الحقيقية لما نعاني منه في ظل الحرب.
أمينة عباس