ثقافة

وسام الشاعر يقدم مقطوعات عالمية من مدارس مختلفة

أحيا عازف الأكورديون وسام الشاعر أمسية موسيقية في إطار مهرجان العزف المنفرد على مسرح الأوبرا، وقد قدمت في الأمسية مدارس موسيقية مختلفة من الكلاسيك والفالس والتانغو إضافة إلى مقطوعات عربية وسورية، لم تكن للعزف المنفرد فقط، إذ تكاملت الأركان الفنية فيها من حيث العزف المنفرد والتشاركية في العزف والغناء والمشهد الراقص، كما تميّزت بمقطوعة من الفلكلور الروسي.. ولأول مرة يعزف الشاعر مقطوعة شركسية.
اتسمت الأمسية أيضاً بخاصية التأليف الموسيقي كما في مقطوعة “لونغا نهاوند” التي ألّفها وسام الشاعر، الذي وجّه رسالة من مسرح الأوبرا بأن الجيش العربي السوري ليس فقط من يحمل السلاح، وإنما كل من ينشر الثقافة السورية الأصيلة التي عمرها آلاف السنين والمتجددة من خلال التواصل الحضاري لسورية مهد الحضارات إلى العالم هو جندي من جنود جيشنا”.

فالس شوبان
بدأ “الشاعر” الأمسية بعزف مقطوعات عالمية منها مقطوعة “إبسونسيس” لآستور بيازولا، ومارش تركي لموتسارت المتصف بخصوصية المارشات الموسيقية وقد عزفها بتصرف –كما ذكر- وبدا إعجاب الجمهور بالمقطوعة الأهم وهي فالس لشوبان، مقطوعة كُتبت على البيانو وحوّلها “الشاعر” إلى مقطوعة على الأكورديون. استخدم فيها تقنيات الآلة من حيث التدرج اللحني والأبعاد الصوتية معتمداً على تقنيات جديدة في طريقة إصدار الصوت من الآلة، منها الغليسندو (الزحلقة) إذ استخدم هذه التقنية من آلة الأكورديون الثابتة التون حيث تمكن من تغيير تون العلامة إلى ثلاثة أبعاد، وهذه التقنية فريدة من نوعها على آلة الأكورديون آلة النفخ الخشبية الهوائية، إضافة إلى المؤثرات الصوتية الأخرى (الفيبراتو والتريمولو)-ترجيف الصوت.

لونغا نهاوند
في القسم الثاني من الأمسية تشارك الشاعر مع عازف البيانو إياد جناوي ومؤسس فرقة التانغو السورية بمقطوعة فصل الربيع لآستور بيازولا من كونشيرتو الفصول الأربعة، وبدأت بداية صاخبة وقوية بتوازي المسارات اللحنية بين البيانو والأكورديون، تابع بعدها الشاعر عزف مقطوعة شرقية “لونغا نهاوند” من تأليفه تميزت بإيقاع سريع في بعض المواضع بمشاركة مازن حمزة بضربات خفيفة على الطار، لتشترك الآلات الثلاث الرق والكمان والأكورديون بمقطوعة من موسيقا الزمن الجميل “ألف ليلة وليلة” لأم كلثوم وتمكنت هذه الآلات من عزف مقتطفات من المقدمة الموسيقية التي عزفتها أوركسترا ضخمة، وكان للكمان دور واضح فيها، وانتهت بقفلة الأكورديون.

مقطوعة مهداة إلى حلب
وعاد الشاعر بالذاكرة إلى كلاسيكيات الموسيقا التصويرية العربية المصرية باختياره مقطوعات لحسن أبو السعود، بدأها بتقاسيم منفردة ثم بمشاركة الكمان والطار-مازن حمزة- فعزفوا موسيقا ليالي الحلمية. ولم يشكل الكمان دوراً هاماً على صعيد المشاركة في العزف فقط، إذ قدم شيخ البساتنة مقطوعة مهداة إلى حلب الجريحة باحت نغمات الكمان بحزنها وصمودها تابعها بأغنية ياأسمر اللون بتصرف.

بيذكر بالخريف
تغيّر المسار اللحني للأمسية بالأداء الغنائي العاطفي لرؤى معروف لأغنية بيذكر الخريف لفيروز “بتذكرك كل ما تيجي لتغيم وجهك بيذكر بالخريف”، والتي أعاد وسام الشاعر توزيعها الموسيقي، والملفت البداية مع اللحن المعدني البراق بمشاركة العازف علي أحمد على آلة إكلوكن شبيل كصولو مقدمة توحي ضرباتها الناعمة بوجع الخريف وأنين الحنين، ليدخل الأكورديون بلحن هادئ ومن ثم يعلو صوت البيانو بعد الفواصل الإيقاعية المعدنية، وقد أضفت هذه الأغنية جمالية خاصة وانتهت أيضاً بقفلة ضربات آلة إكلوكن شبيل، وتابعت بأغنية ياقصص مع الإيقاعيات والبيانو والأكورديون، وقد تفاعل الجمهور معها في هذه الأغنية.

تانغو وشيشان
أما مفاجأة الأمسية فكانت في القسم الأخير منها على نغمات تانغو كلاسيك لآستور بيازولا بمشهد راقص مثير بين (لبنى وعمار) وبمشاركة البيانو والأكورون والإيقاعيات، وقد أعجب الجمهور بتكاملية المشهد الموسيقي الراقص الذي غيّر من مسار الأمسية ونقلها إلى أجواء حالمة. وفي نهاية الأمسية قدم وسام الشاعر لأول مرة مقطوعة شركسية بعنوان شيشان، كون الشركس يمثلون جزءاً من النسيج الاجتماعي السوري، وتطلبت جهداً من العازف لخصوصيتها المبنية على الإيقاع  الراقص السريع جداً، تقاطعت بعض نغماتها مع المقطوعة الأخيرة التي اختتم بها الشاعر الأمسية وهي مقطوعة “العيون العميقة” من الفلكلور الروسي.
ملده شويكاني