ثقافة

إيناس لطوف تستعد بشوق لحفلها في الأوبرا

بعد الأصداء الإيجابية للحفل الذي قدمته في الشهر الثاني من هذا العام وردود الفعل على أغنياته، تبدو الفنانة إيناس لطوف بشوق لحفلها الذي تستعد له ليوم غدٍ وقد اختارت مجموعة من الأغنيات لكبار الفنانين، بالإضافة لأغنيتها الخاصة الأخيرة، وكما عوّدت متابعيها على التنوع والاختلاف بما تقدمه على المسرح فإن الحفل -كما تؤكد- لن يخلو من مفاجآت غير متوقعة.

المنبر الأول
وتبيّن لطوف في حوارها مع “البعث” أن مسرح الأوبرا يعني لها الكثير ككل فنان غنى على خشبته، فكيف لها وهي التي تنتمي لهذا المكان الذي تعتبره يخصها كون دراستها كانت في المعهد العالي للموسيقى، الذي كان المنبر الأول لإيصال صوتها ومشروعها الفني للناس وقدمت على خشبته أجمل العروض وأهم الحفلات مع أهم الفرق، لذلك تنتظر بحب وشوق دائم حفلاتها عليه، مشيرة لطوف إلى أنها سعيدة بكل النشاط الذي قدمته ضمن إمكانيات متواضعة جداً وإنتاج خاص تقريباً وظروف عامة صعبة أثّرت على الجميع، موضحة أنها راضية نوعاً ما عن كل ما قدمت من خطوات رغم طول الفترة الزمنية بين الخطوة والأخرى، وهي ترى الخط البياني صاعداً لمسيرتها الفنية، وقد نجحت في وضع بصمة تظنها بدأت تتميز وتختلف، وهذا ما يجعلها مصرّة على الاستمرار وإكمال الحلم والمشوار رغم كل الصعوبات التي مرت بها، كرمى لكل من يحبها وينتظرها ويؤمن بفنها وصوتها، منوهة إلى أن المرحلة الحالية التي تعيشها في مسيرتها الفنية انتقالية وتحتاج بعض الوقت لتتضح معالمها، فهناك برأيها الكثير من المحاولات من قبل الشباب المغنّين والموسيقيين السوريين للنهوض بالفن والثقافة والموسيقى بخبرات محلية فرضت نفسها، إلا أن قلّة شركات الإنتاج وضعف التسويق والترويج لها يجعلها محاولات خجولة، والقليل منها يبصر النور ويصل للناس، ومع هذا ستصرّ لطوف على استمرار مشروعها للتأكيد على الكلمة السورية، متمنية أن تختار وتنطلق بوقت قريب بما تفكر به على الصعيد المحلي والعربي والعالمي من خلال ثقافتنا وكلمتنا وموسيقانا.

بعتّلّك سلامي
وتميل لطوف إلى الغناء الرومانسي والعاطفي وكل كلام يجعلها تقيم حواراً مع المستمع والمتلقي، باحثة دوماً في أغنياتها عن الفرح والحب، ولا تنفي أنها ككل السوريين الذين قرروا البقاء في سورية على الرغم من الحرب الشعواء، وقد تأثرت بها كما تأثر الجميع، إلا أنها مستمرة في العطاء وسعيدة بما تقدمه وتعتبره إنجازاً حقيقياً لها، مؤكدة أن الحرب غيّرت في نفسية الجميع، وزادت حساسيتنا تجاه كل الأمور، لكن بالإيمان والحب سنقوى ونستمر، موضحة أننا في عصر السرعة، والناس بحاجة للفرح، وهذا الأمر ساهم في ظهور الكثير من الأغنيات التي لا تحمل قيمة فنية عالية ولكنها حملت فرحاً أو بسمة للناس في ظروف صعبة، وبالمقابل كانت هناك محاولات من البعض لتقديم أغنيات سورية حقيقية، بعضها فرض نفسه، وأخرى لم تصل بعد للناس، منوهة لطوف إلى أننا نملك أهم الكتّاب والملحنين الشباب القادمين بقوة، وأن بعض الأسماء بدأت تتكرس في العالم العربي، مؤكدة أن الإعلام الفني القوي والتسويق أهم عنصرين نفتقدهما في ساحتنا الغنائية على الرغم من اعترافها أن الاهتمام والتحسن على هذا الصعيد صار ملحوظاً في فترة الأزمة أكثر من قبل، ومع هذا ما زالت هناك أمور كثيرة تنقصنا لنستطيع أن ننافس، على الرغم من أن سورية تملك أهم المبدعين والفنانين الذين لم نعرف أن نقدمهم بالشكل المطلوب بسبب ضعف التسويق.
وعن المنافسة بينها وبين زميلاتها من الفنانات السوريات تبيّن أنهن صديقاتها، ونجاحهن يفرحها، وتبارك كل خطوة تخطوها أي واحدة منهن، خاصة وأن هدفها وهدفهن واحد في هذه الظروف، وكلهن تخرّجنَ من نفس المكان الذي يعلّم الفن الراقي والموسيقى المدروسة المميزة، ليكون مشروع الجميع أن يبقى اسم سورية عالياً، منوهة إلى أن كل واحدة بدأت طريقها في وقت مختلف عن الأخرى، أما الغيرة الفنية فالمفروض برأيها أن تكون موجودة بهدف المنافسة الشريفة في تقديم ما هو جديد، مشيرة إلى أنها أطلقت مؤخراً أغنية “بعتّلّك سلامي” من كلمات سامر نصور وألحان حسن حسن وتوزيع هادي كريم، ولهذه الأغنية وقع خاص لديها على مستوى الكلام والموسيقا، وقد أسعدتها ردّة فعل الناس عليها، متمنية أن تنال كل أغنياتها حقها ونصيبها من الانتشار لأن كل واحدة منها أُنجزَت بحب، معترفة أن لأغنيتها الأخيرة “بعتّلّك سلامي” خصوصية بدعوتها كضيفة شرف لحفل انتخاب ملكات جمال لبنان في ساحل العاج وقبولها في ماجستير التربية الموسيقية، في حين تؤكد أن أغنيتها الوطنية “بكم يا حماة الديار” كانت إضافة لأرشيفها في إذاعة دمشق بعد غياب، خاصة وأنها أُنْجزت بطريقة مختلفة لتُبثّ في عيد الجيش، ويؤسفها أنها لم تأخذ حقها الذي تستحقه وهي من كلمات أحمد نعمان ولحن صدّيق دمشقي، كما تعلن لطوف أنها ليست ضد الأغنية الشعبية، وترى في وجودها ضرورة، خاصة في وقتنا الحالي وهي قالب من القوالب الغنائية التي فرضت نفسها على مر الزمن، لكن ما هو مؤسف برأيها أن كثيرين شوّهوا مفهومها لتصبح هذه الأغنية مقرونة بما هو  هابط ولا قيمة له.

مدرسة الغناء
أما مشاركتها في برنامج “ذا فويس” قد شكلت مفصلاً آخر في مشوارها وحققت لها الشهرة والانتشار على مساحة الوطن العربي بشكل عام وسورية بشكل خاص، على الرغم من أن أهم الحفلات والمشارَكات لها كانت قبل البرنامج، إلا أنها اضطرت بعد التخرّج للمشاركة فيه لإيصال صوتها بشكل أسرع، معترفة بأن هذه البرامج هامة لتحقيق الانتشار الواسع والسريع، وتعطي فرصة لمن لم يغنِّ على مسرح، ويحزنها عدم متابعة هذه البرامج للمشتركين بعد خروجهم منها، الأمر الذي يسبب الكثير من المشكلات لبعضهم، ولذلك تنصح لطوف كل من يريد المشاركة فيها أن يتعب على نفسه كثيراً ليكون جاهزاً لما بعد المشاركة، لأن الشهرة التي تحققها تتطلب منهم المضي قدماً وعدم العودة إلى الوراء مهما كان الثمن، لذلك ولتعزيز ما أنجزته لطوف في مسيرتها الفنية تصر على متابعة دراستها الموسيقية في الماجستير، معتبرة أن هذه الدراسة تمنحها المعرفة والدعم الكبير في زمن غير مضمون ومستقبل لم يعد واضح المعالم كما قبل، أما وجودها في معهد صلحي الوادي كمدرِّسة في قسم الغناء فتراه وجوداً طبيعياً ضمن أسرة حقيقية لها، وهو المكان الذي تشتاق له ولا تحب أن تغيب عنه، متمنية له كل النجاح كأكاديمية موسيقية تهيئ للاحتراف والإبداع من أعمار صغيرة لتأهيلها للمعهد العالي وما بعد، وهي تفتخر بانتمائها لأسرته كمدرِّسة للغناء الشرقي وهو الاختصاص الذي تخرجت فيه، مؤكدة أنها تسعى مع طلابها ليكونوا مميزين ومختلفين دائماً.
ولأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورة في حياتنا الإعلامية تملك لطوف حساباً شخصياً على فيس بوك لنشر أخبارها الجديدة والترويج لحفلاتها، وهو مرتبط بحسابها على تويتر وانستغرام، مبينة أنه وبعد حفلها غداً ستشارك مع مجموعة من المغنين السوريين ونخبة من الموسيقيين في احتفالية يوم وزارة الثقافة التي تقام في دار الاوبرا، بالإضافة إلى التحضير لأغنية جديدة ومجموعة من الحفلات.

أمينة عباس