ثقافة

“المراسل التلفزيوني والحربي” في ورشة عمل في كلية الإعلام

 

لا بدّ أن يترافق الجانب الأكاديمي الذي يدرسه طالب كلية الإعلام مع الجانب العملي فيتعلم كيف يقف أمام الكاميرا، وكيف يبث كلماته ويتدارك الأخطاء على الهواء مباشرة، وكذلك عليه أن يتعلم فنون التعامل مع الميكروفون، ولذلك يضطرّ الطالب في أغلب الأحيان للالتحاق بدورات عملية تعليمية لدعم دراسته الأكاديمية، التي غالباً ما تكون مكلفة ولا يستطيع تحمل نفقاتها، وسيكون من الجيد مشاركته في بعض ورشات العمل التي تكسبه خبرة عملية تساعده لاحقاً في خطواته الإعلامية، لذا يمنح المركز الدولي للتدريب وتنمية المهارات الإعلامية والإدارية بالتعاون مع كلية الإعلام فرصة ذهبية للطلاب، عبر إقامة ورشات عمل مجانية تتناول جوانب عملية مختلفة سواء في التقديم التلفزيوني أم التحرير الصحفي أو إعداد تقارير إعلامية وغيرها، وقد ركزت ورشة العمل التي أقيمت مؤخراً في كلية الإعلام بعنوان “المراسل التلفزيوني والحربي” وحاضر فيها الإعلامي أبو طالب البوحيه الذي قدّم للطلاب المشاركين في الورشة معلومات مكثفة وغنية تختصر خبرته العملية، وتضعها أمام كل راغب، على كيفية الخوض في  العمل الميداني.

نتائج عملية

بعد أن لمع اسم الإعلامي البوحيه في ميدان الصحافة والسياسة والتدريب الإعلامي جاءت مشاركته في هذه الورشة كتجربة تدريبية جديدة، تحدّث عنها لـ”البعث” قائلاً: من خلال هذه الورشة نقدّم مادة فعلية حقيقية يمكن أن تعطي نتائج حقيقية لهؤلاء الطلاب، الذين من خلالهم يمكن أن تقدّم سورية أنموذجاً جيداً ومتميزاً وناجحاً للإعلامي الذي يدخل كل البيوت، ويرى البوحيه أن افتقار جامعة دمشق للجانب العملي لا يعني أن يكون الطالب بعيداً عن تنفيذ مهامه ومهاراته الإعلامية، بل يجب عليه متابعة الورشات والدورات التي تقيمها المراكز المختلفة، وخاصة المركز الدولي الذي يحرص على التواصل والتعاون الوثيق مع كلية الإعلام. ولفت إلى أن هذا التعاون هو نافذة جيدة ومهمة لنجعل من طلبة كلية الإعلام في جامعة دمشق في مصافّ كليات الإعلام في المنطقة وفي العالم، وأكد أن هذا التعاون هو دليل جهود خيّرة من الكلية والمركز، تحفّز الطلاب الذين يوجدون في الورشة بأعداد كبيرة، ما يعني أن هناك رغبة وإرادة من هؤلاء الطلاب لتحقيق نتائج عملية من أجل الوصول إلى الهدف الذي يريدون تحقيقه من خلال دراستهم للإعلام، التي يمكن أن تغني الشأن العام، ويرى البوحيه أن المعلومات التي قدّمها بسخاء للطلبة الموجودين ستشكل رصيداً لهم يكون بوصلتهم في العمل الميداني، ووعد أن يصدر في الفترة المقبلة مجموعة فيديوهات قصيرة جداً ومكثفة على صفحة فيسبوك، ليستفيد منها الطلاب، ودعاهم إلى السعي الدائم للمعرفة واستزادة المعلومات.

جيل إعلامي

تندرج الورشة المجانية ضمن مجموعة ورشات يقيمها المركز الدولي لتحقيق رسالته في إعداد جيل من الإعلاميين المتمكنين، عبر أحدث التطوّرات الفنية والتحريرية والتقنية لتحقيق التميز في الأداء عبر استراتيجية تنافسية عامة متوافقة مع البنية الإعلامية السورية، وتقديم تخصصات إعلامية حديثة وأساليب تدريبية مترافقة مع حالات عملية تؤدّي إلى رفد المؤسسات العامة والخاصة بكوادر متميزة لرفع المستوى الإعلامي.

وقد أوضحت المديرة التنفيذية للمركز آية العلي أن الهدف الأساسي من الورشة هو نقل التجربة العملية إلى أرض الواقع، ومع عدم وجود جانب عملي في كلية الإعلام يتخرج الطالب دون أن تمسك يداه الميكروفون أو يقف أمام كاميرا تلفزيونية، لذلك وبالاتفاق مع الكلية اتخذ قرار إقامة ورشات عمل مجانية مستمرة في الكلية وفي المركز الذي يمتلك مجموعة من القاعات تتيح للطالب تجارب عملية مفيدة، فهناك قاعة تدريب تلفزيوني تضم استوديو تصوير تلفزيونياً مزوّداً بأحدث التجهيزات والتقنيات، وهناك قاعة تدريب إذاعي وتحرير وغرفة أخبار وقاعة معلوماتية، وهذه القاعات جميعها متاحة للطالب بشكل مجاني ضمن أيام الورشات، وأكدت الصدى الجيد الذي تلقاه هذه الورشات لدى الطلاب، عبر قيام المركز بدراسة الصدى بعد كل ورشة، وكان المركز كما أوضحت العلي قد أقام عدة دورات بالتعاون مع مدربين من لبنان وسورية والعراق تناولت مجالات مختلفة (التقديم التلفزيوني، والتحرير الصحفي، والمراسل الحربي، ومهارات المراسل التلفزيوني، والتصوير التلفزيوني، وتقديم نشرات الأخبار، والتقديم الإذاعي، والمونتاج، وإعداد تقارير إعلامية، وهندسة صوت، وقيادة حاسب آلي)، ونوهت إلى أن رسوم هذه الدورات مقبولة ومنطقية ويتم حسم 50% لطلاب كلية الإعلام، وأشارت إلى أن معايير اختيار المدربين الإعلاميين لهذه الورشات تتم حسب الخبرة التي يحملها المدرب من خلال حقيبته التدريسية والتدريبية التي نخضعها للمناقشة، وبعدها يتم الإعلان عن إقامة دورة تحت إشرافه.

لوردا فوزي