ثقافة

ندى محفوض: شغفي بالتمثيل لا يوصف

تستعد الفنانة الشابة ندى محفوض للمشاركة في الفيلم السينمائي “طريق النحل” إخراج عبد اللطيف عبد الحميد الذي اختارها لتكون ضمن فريق عمله بعد اختبار أجراه لها مع عدد كبير من الممثلات، مشيرة في حوارها مع “البعث” إلى أن هذا الاختبار يحملها مسؤولية كبيرة وسيستفز ما بداخلها لإظهار ما تمتلكه من موهبة لتكون عند حسن ظنه بها.

ملامح
وكانت محفوض قد انتهت مؤخراً من تصوير مشاهدها في الفيلم القصير “ملامح” مبينة أنها سعيدة بتجربتها السينمائية الأولى من خلال “ملامح” إخراج وائل طه، خاصة وأنها تميل للتكثيف وعدم الإطالة الذي يحققه فن السينما وتعتمده مسلسلاتنا التليفزيونية في كثير من الأحيان دون تبرير منطقي، في حين أن الفكرة في السينما تأخذ حقها الطبيعي من الوقت والمساحة دون زيادة أو نقصان، حيث تكون فيها الأفكار مدروسة بعناية فائقة، معترفة أن مشاركتها في “ملامح” أغنت تجربتها، خاصة وأن العمل في الدراما التليفزيونية يختلف اختلافاً كبيراً عن العمل في السينما، رافضة تقييم عملها فيه لأنها كانت فيه ممثلة ولم تكن خلف الكاميرا لتفعل ذلك، وبالتالي هي لا تستطيع أن تقيم نفسها بموضوعية إلا بعد عرضه أمام الجمهور.. وعن سلبيات وإيجابيات التعامل مع الوجوه الشابة تنوه محفوض إلى أن إنجاز عمل من قبلهم يعني أن جميع المشاركين من ممثلين ومخرجين وكتّاب تنقصهم الخبرة التي تجعل الفنان قادراً على تجاوز المطبات، لكن ما يعوض ذلك عندهم هو الشغف الذي يتملكهم والحب الذي يكون حافزاً لتقديم ما هو أفضل والاستمرار بالبحث دوماً عن ما هو جديد، ولولا الشغف والحب لما بقي منهم من يعمل، خاصة في ظل الظروف الصعبة الحالية.

محطة ضرورية
وتؤكد محفوض أن الفيلم القصير نوع مهم في السينما لأنه يطرح فكرته بطريقة مكثفة، وبعد مشاركتها فيه تعززت لديها فكرتها بصعوبة هذه النوعية من الأفلام وقدرتها على طرح أفكار بشكل مختزل، موضحة أن تجربتها الأولى “ملامح” لن تختلف عن تجاربها اللاحقة على صعيد الشغف والجدية، وما سيختلف فقط هو الخبرة التي ستكتسبها من عمل لآخر.
وتتحفظ محفوض على القول بأن الفيلم القصير هو فيلم لا يشاهده أحد، لأنها ترى أن هذا القول ليس دقيقاً في الوقت الحالي، خاصة أن جمهور السينما بدأ يهتم بالرمزية التي يعتمدها الفيلم القصير بعد أن مل من المباشرة في الطرح والتي لم تعد تستهويه وأصبح قادراً على التقاط إشاراتها بعد أن ابتعد الكتّاب أنفسهم في كتاباتهم عنها، ولا تخفي محفوض أن مهرجان الأفلام القصيرة لعب دوراً كبيراً في تعويد الجمهور على مشاهدته والاعتياد عليه، وهذا برأيها سببه المبادرات التي قدمها السينمائيون للجمهور واحتضانها ودعمها من قبل مؤسسة السينما.
كما لا تنكر أن العمل في الأفلام القصيرة ممكن أن يكون تمريناً للمشاركة في عمل روائي طويل، وهو محطة ضرورية في حياة الفنان لأنها تغني تجربته من خلال أدائه للعديد من الشخصيات، ليكون جاهزاً لتعميق أية شخصية في أي عمل روائي طويل.

لكل ممثل مكانه
ويحزنها أنها لم تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية بسبب إقامتها في مدينة حمص التي ولدت ودرست فيها، وبالتالي لم يكن أمامها إلا محاولة تطوير موهبتها من خلال الانخراط في العديد من ورشات العمل، مع إيمانها أن لا شيء يعوض الدراسة فيه، وأن الفرق يبدو كبيراً بين من يدرس فيه وبين من يعتمد على موهبته فقط، ولا سيما في بداية العمل في هذا المجال.
وكممثلة غير أكاديمية واجهت محفوض الكثير من الصعوبات للدخول إلى الوسط الفني، وهي لا تستغرب من ذلك في الوقت الذي ترى فيه الأكاديميين أنفسهم يعانون مثل هذه الصعوبات وذلك في ظل اعتبارات كثيرة قد لا تشملها كممثلة غير أكاديمية، ولكن ولإيمانها بأن لكل ممثل مكانه كما لكل شخص في الحياة مكانه ستجد فرصها لأن العمل الفني كما الحياة بحاجة للجميع، وهي اليوم تسعى وبشكل كبير لتأهيل نفسها كممثلة لتعزيز موهبتها لتكون جاهزة أمام أية فرصة تعرض عليها بدلاً من الانتظار.

توب فايف
ولا تنسى محفوض الفرصة التي قدمتها لها الفنانة ريم عبد العزيز التي آمنت بموهبتها وهي ما زالت مبتدئة حين أسندت إليها دوراً أساسياً في تجربتها الإخراجية الأولى في الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل “توب فايف” مؤكدة أن ما قامت به عبد العزيز مجازفة باعتبار محفوض وجه جديد لا يملك الخبرة، وقد حملها ذلك مسؤولية كبيرة جعلتها تبذل جهداً كبيراً، حتى لا تخيب ظن عبد العزيز التي لم تبخل عليها بالملاحظات لأداء الشخصية الموكلة إليها بالشكل المطلوب، موضحة أنها أدت شخصية قوية مشاكسة بعيدة كل البعد عن شخصيتها الحقيقية التي تميل للهدوء، ومع هذا استطاعت محفوض تجسيدها ولم تجد صعوبة في ذلك واكتشفت أنها تميل لهذه الأدوار التي لا تشبهها ولديها قدرة على تجسيدها، ولولا هذه الفرصة لما أدركت ذلك.

نزوة طارئة
وبالعودة إلى البدايات تشير محفوض إلى أن شغفها بالتمثيل كان كبيراً ولا يوصف، وقد بدأ منذ طفولتها حيث كانت تتابع الأعمال الدرامية بشكل مختلف عن الآخرين فكانت تشدها كل التفاصيل فيها، وقد ظل هذا الاهتمام مرافقاً لها إلى أن انتسبت لإحدى الفرق المسرحية في حمص لصاحبها رواد إبراهيم الذي كان شغوفاً بالمسرح، وكان مصراً بظروف صعبة على تقديم أعمال بصبره وإصراره، وكان له الفضل في تسليط الضوء على إمكانياتها، وتذكر عندما انضمت للفرقة أخبرته أنها تحب التمثيل كثيراً، ولكن لا تدري إن كانت تعرف كيف تمثل، وبالتدريب والتشجيع اكتشفت إمكانياتها فأسند لها دور البطولة في أحد الأعمال المسرحية ونجحت فازدادت ثقتها بنفسها، وتدريجياً تأكدت أن التمثيل بالنسبة إليها ليس نزوة طارئة، وهو ما تحبه بالرغم من صعوبات العمل فيه، وهي صعوبات قادرة على تجاوزها بكم الحب الذي تكنه للتمثيل وهي المؤمنة بأنها ستحقق ما تصبو إليه شرط عدم الاستسلام، ولذلك هي تميل للعمل مع أشخاص لديهم مثل هذا الحب للتمثيل بغض النظر عن الشهرة التي يتمتعون بها، منوهة بالوقت ذاته إلى أهمية عملها مع الأسماء المشهورة فهذا يشكل رصيداً لديها في مسيرتها الفنية.

أمينة عباس