ثقافة

“بنت العرّاب” وُقعت ضمن فعاليات ملتقى “السلام للمرأة السورية”

وقعت الكاتبة إيمان شرباتي روايتها “بنت العرّاب” ضمن فعاليات ملتقى السلام للمرأة السورية الذي أقيم مؤخزاً وحينما سألتُها ماذا تقصدين “ببنت العرّاب” أجابتني هذا مفتاح الرواية فالعرّاب هو الرجل المسيحي الذي عاشت بكنفه بطلة الرواية المسلمة.
وقد قدم الناقد محمد علي حسين قراءة نقدية للرواية استهلها بالحالة الشاعرية التي اتسمت بها سطور الرواية وأشركت بها المتلقي، وبأن الكاتبة امتلكت كل المقومات السردية للرواية، من حيث الحبكة والخيال والمخيال والشخوص والوصف والحكاية والبطل، ضمن أطر معينة تعطينا دافع التشويق لمتابعة القراءة، وتوصل المتلقي إلى حالة من التفكير وتصور ما يحدث في الفصل القادم، وتركت النهايات مفتوحة فكان من المنتظر أن تكون للمتلقي رؤية في الموضوع.

اختراق التابوهات
وتوقف الناقد عند فكرة أن الكاتبة كتبت الرواية أثناء الحرب التي تعيشها سورية، فنراها استطاعت أن توصف الحالة الدمشقية متمثلة بالحالة السورية بكثير من الرقة والعذوبة، وبكثير من الاتقانات لخيوط الحبكة، وأكدت على الحب الذي يستطيع أن يفعل فعله في هذه الأزمة، وتطرق إلى شخوص الرواية التي لم تكن أحادية الجانب، بل فيها الخير والشر، وفيها الجدلية الدائمة، وهذا ما أعطاها المزيد من التألق، كما أشار إلى التابوهات الهامة التي تطرقت لها الكاتبة من خلال المشاعر الإنسانية التي تحملها لأبناء سورية من كل الطوائف، وتجرأت أن تعطي بعض المضامين لهذه الحالة بتداخل العلاقات الإنسانية من خلال عائلتين مسلمتين ومسيحيتين، وتابعت بوصف شفافية الحب بين تلك العلاقات، ليخلص إلى أن هذه الرواية قدمت الكثير من الأطر الفنية ومستويات مختلفة من السرد والحبكة التي يستمتع بها القارئ، ويمكن في كل فصل من الفصول أن يتساءل عن ماهية كل قضية حتى يصل إلى نهاية الرواية، وأن الصدق الذي ميّز الكاتبة يحسب لها لتحقق شهرة روائية كبيرة.

” يا شام”
وقدم الشاعر الطبيب مزاحم الكبع ابن الفرات قصيدة يا شام أهداها إلى سورية
“دروبك مثقلات بالحكايا
شموسك ناصعات ساطعات
دوام المجد عندك صار لغزاً”

الحرب عرّت الحقائق
وأهدت الكاتبة روايتها إلى كل فرد بمعزل عن دينه وطائفته ومذهبه وإلى كل أرواح شهداء سورية. فمن معاناة سورية ولدت بنت العرّاب واستمدت أحداثها مما يحدث من تبعات الحرب وانعكاساتها على حياتنا، التي عرّت الحقائق ومشاعر الناس التي تحاكي تغييرات النفس البشرية في زمن الحرب في ظل علاقات متشابكة بين الأديان، ومن خلال حالتي حبّ تربط بين مسلمتين ومسيحيين كل واحدة تنتهي بنهاية مختلفة عن الأخرى.

التوثيق المكاني
وسألتهاعن التقانات الروائية التي استخدمتها في عتبات السرد والمتن الحكائي فأجابت: اعتمدت بصورة خاصة على تقنية الاسترجاع “الفلاش باك” فزمن الرواية الفعلي يمتد منذ عام 2010 إلى عام  2014، لكن زمنها مفتوح إذ أبدأ بمشهد من الحاضر ثم أعود إلى سنوات خلت وبالتحديد إلى زمن الثمانينيات في مواضع، وإلى أبعد من ذلك في مواضع أخرى، كما أنني اعتمدت على اقتباس بعض أشعار نزار قباني التي تسترجعها البطلة، وبدأت الرواية بالتضمين لبعض أحداث رواية “ألف شمس مشرقة” للكاتب خالد حسيني التي تناولت الحرب أيضاً. وأضافت الكاتبة أن التوثيق المكاني شغل حيزاً هاماً ضمن صفحات الرواية إذ وثقت القيمة الحضارية والتاريخية لدمشق القديمة بحاراتها وأسواقها لباب توما وشارع النصر وأمكنة أخرى، وتركت النهايات مفتوحة لخضوعها لتأويلات مختلفة وفق حدس المتلقي.. وربما لاحتمال كتابة جزء ثان للرواية كما ذكرت الكاتبة.

ملده شويكاني