ثقافة

ورشة التصوير الزيتي وتقنيات استخدام الألوان الزيتية

اجتمع ما يقارب 15 طالباً وطالبة من مختلف أقسام المعهد التقاني للفنون التطبيقية في جو من المشاركة والمنافسة ليتعرفوا على تقنيات استخدام الألوان الزيتية للمرة الأولى ضمن ورشة التصوير الزيتي التي يقيمها المعهد على الرغم من افتقاره لقسم متخصص بهذه التقنيات، سعياً منه لإرشاد الطالب إلى الخطوة الأولى في عالم اللوحة الزيتية، مقدمين له خبرتهم وملاحظاتهم وتاركين له إمكانية الخطأ ومن ثم التصويب بعيداً عن أي وصاية.

“البعث” زارت الورشة والتقت بالأستاذ طلال بيطار مدير المعهد الذي أشار إلى أن إدارة المعهد بالتنسيق مع الأساتذة طرحت فكرة القيام بدورة تدريبية لطلاب المعهد وخاصة السنة الأولى،  ولمن يرغب من السنة الثانية عن كيفية عمل لوحة زيتية، ولاسيما أنه اختصاص غير موجود في المعهد لأنه معهد تقاني، فغاية الورشة الرئيسية هي التعرف على المادة الأساسية وهي مادة الألوان الزيتية وكيفية استخدمها ومزجها، لذلك هي ورشة معرفية وليست فنية.

إقبال وتشجيع
وعن اختيار الطلاب المشاركين أوضح بيطار أنه تم انتقاءهم من قبل أساتذة المعهد حيث انتقينا 15 طالباً لهذا العمل كما تم اختيار مجموعة من الصور ليتعرف الطالب على كيفية تقليد لوحة في البداية، وفيما بعد يمكنه تطوير نفسه ليصبح فناناً تشكيلياً بعد أن يكون تلقى الأساسيات وقد اختار الطلاب المواضيع واللوحات بالتعاون مع الأساتذة، وهي لوحات عالمية، فالورشة تقتصر على النقل وبعدها يتم الانتقال إلى مرحلة الإبداع، وأضاف أن الورشة كانت مقررة لأسبوع واحد فقط إلا أن طبيعة الألوان الزيتية بحاجة لوقت أكبر، ولفت أنها لاقت إقبالاً وتشجيعاً من قبل الأساتذة والطلاب.

معرض قادم
ونوه إلى أن نتاج هذه الورشة سنراه في معرض قادم كنوع من التحفيز والتشجيع لمن لم يشارك، ليكون لديه رغبة لرسم لوحة زيتية ويساهم مع زملائه في ورشات قادمة، وأكد أن المعهد لا يقف عند ورشة معينة فهو يحاول تقديم الأفضل من خلال الاستمرار في إقامة ورشات ومن خلال إشراف الأساتذة، وعن طبيعة هذا الإشراف يقول بيطار: الطالب يمتلك القدرة على نقل اللوحة لكن مهمة المشرف تقتصر على التدقيق والتأكد أن نسبها صحيحة، فالغاية  ليست تعليم الطالب الرسم بل تعليمه استخدام الألوان الزيتية ونقل اللوحة كلوحة زيتية، ولاسيما أن أكثرهم يتعاملون مع الألوان الزيتية للمرة الأولى.

تعليم التقنية
من جانبه أوضح رئيس قسم التصوير الضوئي في المعهد الأستاذ طارق السواح أن المعهد يمتلك أربعة اختصاصات (خط، خزف، نحت، تصوير) وليس هناك قسم تصوير زيتي، لذا جاءت هذه الورشة لتعليم الطالب تقنية التصوير الزيتي ومعرفة مدى قدرته على ابتكار هكذا لوحات وأعمال، ولفت إلى أنه تم دمج  طلاب السنة الأولى مع السنة الثانية، وتركنا باب الاشتراك مفتوحاً بالإضافة إلى وجود خريجين لإضفاء جو من المنافسة، خاصة أن الورشة هدفها التعليم وليس الحصول على درجات وعلامات، فالطالب هنا يقوم بتنفيذ مشروعه ولم يعد متلقياً فقط، كما لم يعد غايته أرضاء أستاذه بل هو ينفذ عملاً إبداعياً، خاصة أننا تركنا المجال له ليظهر ما لديه، ونوه إلى ضرورة أن يكون الطالب مبدعاً وليس مقلداً فقط. أما عن استخدام آلية النقل عن الصورة في هذه الورشة  فقد أكد السواح أنها طريقة عالمية معروفة ومتبعة في الكثير من المسابقات التي تختبر مهارة محاكاة الصورة.

التجربة الأولى
15 طالباً وطالبة أخذوا أماكنهم في الورشة وشرعوا بخوض تجربتهم البكر مع الألوان الزيتية، وتخبرنا الطالبة ريم الرفاعي من قسم الخط العربي عن تجربتها قائلة: هذه تجربتي الأولى مع الألوان الزيتية والتي تتمتع  بإمكانية التعديل وتصحيح الأخطاء، فبعد أن تم اختيار الأربعة الأفضل في القسم، بدأنا بتأسيس اللوحة واختيار الموضوع، لافتة أنها اختارت لوحة “راقصة باليه” لما فيها من دلالات حركية، حيث نقوم بنقل اللوحة ثم نلونها لتصبح لوحة زيتية، وأكدت أن إشراف الأساتذة  له دور ايجابي اقتصر على إعطاء الملاحظات. كذلك أشارت الطالبة سلاف المكي من قسم التصوير الضوئي أن هكذا ورشات تعطي دافعاً قوياً للمنافسة والتعرف على مستويات مختلفة ولتطوير الذات وتحديها وتعويدها على رؤية الأجمل، ونوهت أنها اختارت “راقصة التانغو” لأنها تجذب النظر بما فيها من تدرجات ألوان نارية، ولاسيما أنها ترسمها باستخدام الألوان الزيتية التي تمتاز بسهولة التحكم وإمكانية الدمج وخلق ألوان جديدة في كل مرة.

نقل وإضافات
أما المشاركة لجين كيالي وهي خريجة قسم نحت  فقد أعربت عن سعادتها لقبولها في هذه الورشة لكي تطلع على تكنيك رسم اللوحة الزيتية، واعتبرتها تجربة أولى تدلها على طريقة استخدام  العناصر بطريقة صحيحة، خاصة أنها لم تتعامل سابقاً إلا مع أدوات النحت الجامدة، قائلة أنها اختارت أنثى في حالة ضبابية تحمل إيحاءات مختلفة، كما أشار الطالب رامي رحال من قسم النحت أن تجربة الورشة جميلة ولاسيما أنها تجربته الأولى مع الألوان الزيتية، وباعتباره الشاب الوحيد المشارك في هذه الورشة سعى للتميز من خلال اختيار موضوع مختلف عما اختارته جميع المشاركات وبعيد عن كل ما يتعلق بالمرأة، فلجأ إلى اختيار لوحة حصان وعمل جاهداً على نقل تفاصيلها الدقيقة مع الإشارة إلى أنه قام ببعض الإضافات الإبداعية.
لوردا فوزي