ثقافة

قوة المال والإرهاب

قال الفنان أيمن زيدان لحظة تقديمه مسرحيتة” اختطاف” بإخراجه ومشاركته بالإعداد مع محمود الجعفوري عن النصّ الأصلي للكاتب” داريوفو” أفسحوا الطريق للمسرح”. لتصل رسالته من خشبة مسرح الحمرا ومن  كواليسه وعبْر تصاعد أحداث اختطاف، فتمحورت حول إظهار حقيقة قوة المال التي تقف إلى جانب أصحاب رؤوس الأموال وتتحكم بمصائر الدول، وهذا ما شاهدناه في المجتمع الدولي، ليقترب أكثر بإسقاط مباشر على ما يحدث في الشارع السوري ضمن خطوط الدراما المسرحية بإيضاح العلاقة المباشرة بين قوة المال والإرهاب، وبالأحرى تمويل الإرهاب من خلال حادثة افتراضية للإفراج عن رجل الاقتصاد الأول مقابل إطلاق إرهابيين، ليتوازى هذا المحور مع رسالة زيدان الثانية المتعلقة بالتضليل الإعلامي ونشر الأخبار الكاذبة وتلفيق الأحداث وتغيير الحقائق، لدرجة تبديل ملامح شخصية بشخصية أخرى وإقناع المجتمع بها كما في شخصية “أنطونيو”، ضمن أحداث  مسرحية اختطاف، ليخلص زيدان إلى أن الحقيقية مهما حاولوا طمسها لابد أن تتضح معالمها في النهاية. ويأتي محور الإرهاب في العمل استكمالاً لمشروعه في فضح أساليب الإرهابيين، وتسييس الدين لتحقيق مآربهم بتحقيق صفقات تجارية لمصلحتهم ولمن يعمل بخدمتهم، كما في العمل الدرامي الشهير الذي قدمه في دراما 2016 بعنوان “أيام لاتنسى”، وإن اقترب أكثر من تفاصيل وجزئيات العمليات الإرهابية، واتضحت أيضاً فكرة قوة المال وتمويل الإرهاب من خلال اتصالات مشبوهة مع الممولين الذين يتخذون دور الوسيط لزعمائهم.

أيمن زيدان الذي تبنى تعرية الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر مثله مثل كثيرين تصدوا في أعمالهم الفنية للإرهاب، الذي غدا جزءاً من العملية الدرامية سواء بالسينما أو المسرح أو التلفزيون ليدخل ضمن سياق الفنية المباشرة ويتغلغل بحبكة الأحداث. ولكن الملفت أن زيدان في “اختطاف” لم يتطرق بمباشرة إلى رسالته التي تظهر هذه العلاقة التواشجية المتداخلة، عكس الأعمال التي قُدمت واتخذت أشكالاً مختلفة من التقريرية وما يسمى بالتوثيقية الدرامية” التي كان من الضروري إقحامها وتوظيفها بمشهد إخباري من التلفزيون أو الإذاعة، أو بمحاورة في أحد المشاهد، أو بتقنية الصوت التي تعكس مانعيشه، أو بعرض مشاهد كاملة من تفجيرات حقيقية. في كل الأحوال تبقى رسائل الدراما بأنواعها المسرحية والتلفزيونية والإذاعية وثائق يحفظها التاريخ.

ملده شويكاني