ثقافة

الحـــب.. غذاء النفس الإنسانية

أكرم شريم
إن من أجمل المشاعر التي خلقها الله فينا، هي مشاعر الحب وما أكثر المشاعر التي خلقها الله فينا، وما أكثر تنوعاتها منذ بداية النظر والوعي والمعرفة منذ الأيام الأولى للإنسان، فهذه الابتسامة الصغيرة الناعمة على وجه الرضيع في أيامه الأولى، إنما هي حب يحمل الفرح والإعجاب والشكر والسعادة أيضاً!. فهذه أمة.. يد الله على الأرض، تحمله وتقبله وترضعه وتقوم بكل ما يلزم له ولا يستطيع فعله من تنظيف وإلباس وحنان حتى يصبح مثل الكبار.. لا ينقصه شيء.
وهكذا يبدأ الإنسان يكبر على الحب، ويكبر فيه في الوقت نفسه المفزع من الكره أو العنف، وللكره والعنف أشكال كثيرة قد تكون في النظر أو الصوت، ومهما كان ذلك قريباً أو بعيداً أو في البعد نفسه أو القرب نفسه أيضاً.
إذن.. الإنسان يولد على الحب ويكبر على الحب!. ويتربى على الحب، والنفور من كل ما يعاكس ذلك، إلى أن يصل إلى مرحلة القرار، أي أن يكون له قرار، وعن حب أيضاً، وهل تعلمون متى يصبح له قرار ويقول نعم نهائية أو لا نهائية؟! إن ذلك يحدث من السنة الأولى، وما على الأم نبع الحب في هذا العالم إلا أن تراضيه وبكل الحب أيضاً!. ويستمر ذلك وهو أمانة في أعناق الجميع، كل أسرته وعائلته وكل من حوله، حتى تنتهي المرحلة العمرية الأولى من الطفولة في السادسة من عمره ويدخل في المرحلة العمرية الثانية حتى التاسعة ثم في المرحلة العمرية الثالثة حتى الثانية عشرة.
وأنا لا أتحدت عن الإنسان هنا الذي لا نعرفه! أي إنسان! وإنما عن كل إنسان في هذا العالم، وعني وعنك!. فكل حياتنا تبدأ على الحب، وتستمر على الحب، وتنتهي، ونتمنى للجميع العمر الطويل على الحب أيضاً!.
أما مشاعر الحب الكبيرة، والتي نعرفها ونغني لها جميعاً، مشاعر القرار الأول والأخير في الحب، ألا وهي تنفيذ هذا الحب بالزواج!. وكل حب لا يبدأ من أجل هذه النهاية السعيدة: الزواج فهو شكلي واستغلال وكذب!. وهذا معروف، ويعرفه الجميع!. ومن هنا نستطيع نحن وبموافقة الجميع أيضاً أن نضع هذه الوقاية، بل وأقول هذه الحماية للحب الحقيقي والسليم في حياتنا وحياة كل الشعوب من خلال هذا التعريف العام:
– حب وكذب لا يجتمعان!. وهذا يعني أن لا يكون هذا الحب من أجل الجنس كأن يكون أحد الطرفين متزوجاً أو لا يفكر من خلال هذا الحب بالزواج ذلك أن الحب الحقيقي هو الطريق الوحيد والمباشر إلى الاقتران فمن يحب حقاً يريد الاقتران حقاً ومدى الحياة أيضاً – حب و(تخباية) لا يجتمعان.. والمعنى واضح هنا!.- حب ورقابة لا يجتمعان- حب وعنف لا يجتمعان!.- حب وعدم ثقة لا يجتمعان-حب وشكوك وظنون لا يجتمعان-حب وعدم زواج لا يجتمعان-حب وعدم احترام لا يجتمعان- حب وأي تفكير بالتخلص لا يجتمعان- حب على أساس أية مصلحة أخرى لا يجتمعان- حب وتدخل بين الشريكين لا يجتمعان- حب وعدم إنجاب، ولأي سبب من الأسباب لا يجتمعان إلا إذا كان الشريكان لا ينجبان، ويمكن أن يتبنيا طفلاً أو أكثر، أو يبقيا والحب وحدهما!.
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن يعرف الإنسان ما يريد، وهو يعرف حتماً، وأن يحدد الطريق إلى ما يريد، وأن يسعى ويضحي ما أمكن لأن كل ما هو في النهاية بسبب الحب، فهو حب!.. حب عند الطرفين، وحب للجميع وللإنسانية جمعاء لأنه غذاء النفس عند الإنسان والإنسانية مدى الحياة!، ولا يكره ذلك ويحاول تعطيله وتشويهه في حياتنا وحياة كل الشعوب سوى أعدائنا وأعداء الشعوب!.