ثقافة

مهرجان التراث في طرطوس إحياء لمورثنا الشعبي وتأكيد على هويتنا الثقافية والحضارية

تضمن مهرجان التراث الثالث الذي أقامته وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة في محافظة طرطوس العديد من الأنشطة والفعاليات التي أغنته وأعطته قيمة مضافة، ومن هذه الأنشطة عرض مسرحي (مقارنة بين العرس الحديث والعرض الشعبي في الساحل السوري) وتكريم عدد من الباحثين في التراث الشعبي بالإضافة إلى افتتاح معرض للحرف اليدوية وحفل موسيقي وأغاني لفرقة الفنان أحمد عبد الحميد وعدد من الندوات والمحاضرات عن تراثنا وكيفية حمايته وأمسية زجلية شارك فيها عدد من الشعراء (غياث محمود، طارق حافظ، غسان وطفة، سليمان ساحلي).
وافتتح خلال المهرجان معرض الحرف اليدوية والتقليدية في الساحل السوري والذي ضم أعمال النحت على الحجر والخشب ومجسمات بالمقاسات الهندسية للسفن الفينيقية والفرعونية ومجموعة من اللوحات الفنية والحلي والشرقيات وبعض المقتنيات الأثرية، وشارك في المعرض /42/ فناناً وفنانة، وأوضح معاون وزير الثقافة بأن معرض الصناعات التقليدية يأتي ضمن السياق الذي تحرص وزارة الثقافة على نشره والترويج له وتسليط الضوء عليه من خلال تكريم العاملين والقائمين عليه. وشارك الفنان أكرم يوسف مصطفى بعمل (صرخة شهيد) وهي منحوتة تمثل خوذة الشهيد ويده من خشب الزيتون وتصرخ يد الشهيد في المنحوتة لتقول أن الشهيد استشهد مرة واحدة في حين الجرحى يموتون مائة مرة في اليوم لنكن لهم عونا وبلسما، ومنحوته أخرى من شجر التوت تمثل الأسرة السورية في الأزمة.
وشارك الفنان علي بهاء معلا فنان تشكيلي ونحات بـ/7/ سفن منها أربع سفن فينيقية وسفينة فرعونية وسفينتين بريطانيتين مبينا أن أول من ركب البحار وصنع السفن هم الفينيقيون أخذوها على شكل ورقة شجر وصنعوها، كما شارك بثلاث منحوتات (الأرض العطشى تمثل وجه امرأة جميلة جدا ولديها تشققات في وجهها وهي سورية التي احتاجت دم أبنائها فلبوا نداءها، ومنحوتة تمثل العائلة السورية والأطياف في المجتمع، ومنحوتة تمثل الكون).وشاركت الفنانة غزالة مهاوش بلوحتي رسم زيتي على القماش حول موضوعي الحارات القديمة والطبيعة وهي تدخل في مكونات التراث ومعظم الحارات القديمة والبيوت تحولت إلى مقاه، وأشارت إلى ضرورة تأريخ هذه الحارات لأنها أصل لكثير من السكان الذين تركوها وعاشوا في المدن. كما شارك الفنان محمد مصطفى في تصنيع السفن الصغيرة داخل الزجاجات، وبين أن هذه الصناعة موجودة في إيطاليا وتشكل مورد رزق إضافي له فهو يبيع إنتاجه للمتاجر التي تحوي التحف وتهتم بالصناعات اليدوية، أما الفنانة ابتسام رومية فتعمل في صناعة الحلي والإكسسوارات، من الأشياء البسيطة التي تقوم بتركيبها بطريقة فنية بواسطة الإبرة والخيط واستخدام مادة النحاس أيضا في هذه الصناعة، وهي حرفة تحتاج الدقة والتأني والنظافة في العمل.
وتخلل المهرجان ندوة عن تراثنا كيف نحميه ونحافظ عليه تحدث فيها الباحث كامل إسماعيل عن التراث الشعبي بشقيه المادي واللامادي، وأكد على أهمية الحفاظ على التراث من خلال توثيقه، كما تحدث الباحث نزيه عبد الحميد عن التراث اللامادي الذي يشمل الحكايات الشعبية والأمثال والأغاني والأعراس والألعاب التراثية والأحاجي، في حين تحدث المهندس مروان حسن حول أهمية الآثار المعمارية ودراسة وترميم الخانات لأهميتها في جذب السياح، والاهتمام بالحمامات القديمة والعيون والينابيع والنباتات الطبية وإعادة إحياء الفرق الفلكلورية، مشيرا إلى أهمية تدريس التراث في المناهج الدراسية. بالإضافة إلى محاضرة عن تراث منطقة الساحل (جزيرة أرواد أنموذجا) قدمها الباحث نور الدين ناصر وعرف بأصل الأرواديين وتقول الروايات بأنهم أتوا من نواحي بحر ارترية وكيف بسطت أرواد نفوذها على البر، وبلغ التوسع الأروادي ذروته في القرن الثامن قبل الميلاد وسميت الجزيرة قديما آراد وأرفاد وأردو وفي زمن كانت مملكة مستقلة سميت أرادوس وبهذا الاسم عرفها اليونان وتعني الملجأ والمأوى والملاذ إذ كانت ملجأ لسكان الساحل السوري من الغزوات الآشورية وأطلق عليها الرومان اسم مرفأ الأرجوان.
واختتم المهرجان بحفلة موسيقية لفرقة عمريت بقيادة مهدي إبراهيم حيث  قدمت مجموعة من الأغاني التراثية، كما تم تكريم الفنانين والباحثين الذين شاركوا في المهرجان.
رشا سليمان