ثقافة

القدس في رحاب الشعر المقاوم

بمناسبة يوم القدس العالمي آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك أقيم في الأمس الملتقى الأدبي تحت عنوان (القدس في رحاب الشعر المقاوم) برعاية المستشارية الثقافية الإيرانية في سورية وجمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية واتحاد الكتاب الصحفيين الفلسطينيين، وقد بيّن جواد ترك آبادي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تصريحه أن يوم القدس العالمي مناسبة عظيمة تجتمع فيها الثلة المباركة والهامات الكبيرة في الشعر والأدب، منوهاً أنه في هذه المناسبة تتسابق الكلمة إلى المعاني المليئة بالعزة والكرامة والنصر فيوم القدس يوم عظيم.

قضية إنسانية

من جانبه لفت المستشار الثقافي للسفارة أبو الفضل صالحي نيا أنه عندما أعلن الخميني يوم القدس العالمي في هذا التوقيت أراد الدعوة إلى إنهاء الاحتلال وجعل القضية الفلسطينية قضية تشمل كافة المسلمين على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، ولا تخص الفلسطينيين والعرب فقط بل أنه جعلها قضية إنسانية لكل الأحرار في العالم، مبيناً أنه اليوم وبعد مضي 40 عاماً من إعلان يوم القدس وبالرغم من المؤامرات التي تحاك ضدها أصبح هذا اليوم عنواناً للحراك الجماهيري في شتى بلدان العالم، وأصبحت القدس منبعاً للإنتاج العلمي والأدبي والثقافي، وهذا الملتقى دليل واضح على أن القضية هي ملهم للإبداع، كما أشار د. محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية أنه منذ تأسيس هذه الجمعية ونحن نبادر إلى إقامة جملة من الفعاليات التي تتناسب وهذه المناسبة الكبيرة والمهمة التي دعا إليها سماحة الخميني، موضحاً أن هذا الملتقى الشعري المقاوم هو واحد من هذه الفعاليات، ولاسيما أنه يعطي للكلمة دورها ويؤكد حضورها كحامل للوعي والمعرفة وهي كذلك راعية وحارسة لحق الأمة في فلسطين، وجميعنا يعلم دور الشعر المقاوم في نهضة الأمة ووحدتها وحريتها وانتصارها فالكلمة الأمينة هي المعادل الموضوعي للدماء التي يقدمها المجاهدون دفاعاً عن سورية والعراق واليمن وبالتالي الدفاع عن فلسطين، مضيفاً: لذلك كانت دعوتنا للشعراء والأدباء ليلقوا قصائدهم التي هي نموذج للكلمة التي يجب أن تواجه الغزو الثقافي والإعلام المضلل، فالملتقى يعيد التوازن للإنسان العربي وصاحب الحق وتعيد له دوره في المواجهة، وترسم له طريقه في خط الثورة الذي هو خط المقاومة والانتصار.

القدس والشعر

من جانبه قال الأديب حسن حميد الذي قدم الحفل: إنها المحبة والوفاء وأذرع الحق والقدس ما يجمعنا اليوم في هذا المساء الشامي وارف المعاني والانحناء الطويل في حضرة الشهداء الذين يكتبون نشيدهم الوطني بالدم الطهور، وأيضاً سيد القول والحضور والمواقف والاشتقاقات والنبل العميم إنه الأمام الخميني الذي يجمعنا على المعنى والدرب الصواب في يوم القدس الشريف الذي غدا بجهود أهل الحق والمقاومة والعقيدة يوماً عالمياً له معانيه الثقال، مضيفاً إنها القدس دارة العقيدة والعلم والجهاد وحي على الفلاح، والدروب التي تمتد إليها وهو الشعر كتاب القرى والمدائن والأرواح إنهما معاً القدس والشعر، كما قال د. بسام رجا نحن اليوم نتحدث عن فلسطين وأهمية الدعوة التي أطلقها الإمام الخميني، فعندما نثقف أجيالنا ندفع نحو ترسيخ الوعي الوطني المعرفي لفلسطين، مبيناً أن هذه الدعوة تؤكدها الثقافة وهذا الملتقى الشعري هو جزء من تحريض الذاكرة، وجزء من تلبية الدعوة لكي يكون هذا العالم حراً وترتفع الحناجر وتغني كرمى للأقصى، وأعتقد أن هذا الجيل قادر على التمييز بأن هذه الأرض ستعود، وهذه الأصوات الوطنية هي جزء من العملية الوطنية التي أطلقها الخميني.

منصة الشعر

وقد اعتلى منصة الشعر عدد من الفرسان (خالد أبو خالد، صالح هواري، محمود حامد، نزار بريك هنيدي، هيلانة عطا الله، محمد معتوق، علي الدندح، وشعراء من إيران ولبنان)، حيث أكدت الشاعرة اللبنانية أمل طنانة أن من يعيش بين دمشق ولبنان لابد أن تكون المقاومة هي الدم الذي يجري في عروقه، لافتة أنها تؤمن بأن للشعر علاقة ما مع الرصاصة ولا يمكن أن تعتمد الثورة على الرصاص وحده، فهي تحتاج للفكر والاعتقاد ومهمة الشعراء أن يصروا أن تبقى فلسطين حاضرة، كذلك قالت الشاعرة هيلانة عطا الله التي قدمت قصيدة بعنوان (خارطة القرن الحادي والعشرين) أنه من دمشق ورغم الجراح هنا القدس، فدمشق هي توءم القدس والمقاومة، وهاهي اليوم تنهض من جراحها وانتصار سورية سيكون انتصاراً للقضية الفلسطينية، فدمشق وطهران والقدس إيقونات للمقاومة، أما الشاعر صالح هواري فقد ابتدأ مشاركته بهذه الكلمات: (إنها القدس انظروها الآن تبني تحت نار القصف سقفا للمطر، وتقيم الآن قداساً ربيعياً لأطفال الشجر وتهجي مفردات النار في لوح الحجر)، وزيّن حضور الشاعر خالد أبو خالد المنصة بكلماته (أتدرين هذا دم من حجر، وهذا دم من تراب وعشق، دم من شجر من حرير من كلام وضوء، وهذا الذي تخلعين على شاطئيك عذاب وأحزمة من لهب تنشر أحزانها وتطير إلى جبل من خيال ودمع وشمس، صوت وعشب).

لوردا فوزي