ثقافة

دقيت.. طل  الفرح ع الشباك

على نسمات نافذته الحنونة يطيب الحب والكلام.. خطأ ما في بوصلة أحوالها فلم يعد يهمها أن تعرف كيف ولماذا تسير بهذا أو ذاك المنحى الأمور..! وحتى اللحظة أيضاً لا يهمها أن تعرف.. فهي لا تريد أن تفسد فرحتها الحاضرة بوجود فاعل مستتر تقديره “هو”، ولا تريد أن تخلع طوق النجاة هذا فتغرق كعادتها بشبر من الأسئلة، عدم الإجابة عنها يكسبها مذاقاً لذيذاً وشهياً ونشوة غريبة فليس كل ما يحس يقال..

هاهنا تابعها وتابعته كلمة بكلمة ونبضة بنبضة، بهدوء جميل واحتيال ممتع وتواطؤ مع الفكرة ومع هذا العالم الافتراضي الغريب متفق عليه دونما اتفاق..!

كانت الإعجابات والتعليقات كألغام زرعت بعناية فائقة من قبل الطرفين ولكلا الطرفين، وأي ألغام خطأك الأول هو خطأك الأخير والجميل، شظاياه تحيي القلوب وهي رميم.. ولا فرق هنا بين القاتل والمقتول فكلاهما من نسب ميت فيك..

ببضع كلمات خرجت من قلب جواله وحططن كرف حمام على عتبة نافذتها، وبوصفته السحرية حوّلها لكتلة أمل قابلة فقط للانتظار.. وكان ما كان حياة غضة منعشة تسري تحت جلد الوقت والروح، فتجعلك قابلاً للعيش بعد موجة جفاف أيبست أغلب الأغصان..

على ضوء زره الأخضر قلوب تغادر أكثر الأحيان ولا تعود، وإن عادت تكون كثياب طفل شقي يلهو بكومة تراب.. عيون لا يهدأ لها بال قبل أن تلقاه وتلوح له صباح مساء..

نافذة زرقاء اللون يعرّش عليها الفل والياسمين وتمر بها غيوم كبيرة محملة بالأحلام أحياناً، وأحياناً أخرى بالكثير من الخيبات.. إن طلّت فتطل على الحديقة الخلفية لعالمه الجميل حيث الهرب لأزقة الحب سهل وممتع..

نافذته تلك تطرقها خجلى كل مطلع شوق وكأن العالم كله يرى فعلها الفظيع والحميم.. وعلى حين قلق وغضب قد تكسر زجاج نافذتها هذه ويسقط جدار روحها من جديد.. فياويح قلبه من بمثل هكذا منقذ يستجير، يصبح ويمسي حاضنا للهواء وبيده حفنة كلمات تنام وتستريح.!

مضطرون أن نفتح نوافذ للحياة أينما وجدت.. نفتح واحدة وقد نغلق أخرى، وكم مرة عدنا مخذولين فلا هواء يمر بنا، ولا حتى بارقة أمل صغيرة تلوح لنا من بعيد..

تدلل نافذته الغالية تلك.. تبللها بدموعها كلما فاض بحر الحنين.. تلمعها بمنديل رهف خوفاً على حبق الصباح ونسيم المساء العليل.

كلما هرب الوقت والحب منا نستمتع كثيراً عندما نهدي أنفسنا ضمة ملونة كقوس قزح من الكذب الأبيض المريح..!!

لينا أحمد نبيعة