ثقافة

الإعلام وصناعة الأسلحة؟!

أكرم شريم

من فضائل الإعلام وأجهزة الإعلام في كل مكان في هذا العالم، ومنها طبعاً الصحافة الورقية من صحف ومجلات، وكذلك اليوم ومع التأكيد الصحافة الرقمية أيضاً، أقول من فضائل كل هذه الوسائل، المنتشرة في كل مكان في العالم والتي تنشر كل الأخبار وتعرضها وفي كثير من الأحيان في العالم تؤكد عليها أنها قد صارت تجعلنا جميعاً وفي كل أنحاء العالم أيضاً نهتم بكل حادثة تطرأ أو اعتداء مهما كان صغيراً، أو اقتراب من الأراضي الخاصة بالدولة المجاورة، أو تجاوز حدودك إلى الحدود الإقليمية المائية أو الجوية، فما بالك الأرضية، وبشكل صار من المستحيل معه أن يحدث أي شيء من هذا دون هجوم الإعلام لنشره وعرضه على العالم أجمع وبأسرع وقت ممكن، بل ونكاد نقول بسرعة إعجازية أحياناً، وحينئذ تبدأ التراجعات والشرح أن ذلك غير مقصود، وأن الاعتداء لم يكن مقصوداً على الإطلاق، ولا نطلب إلا إعطاء المهلة حتى ننتهي من إزالة هذا التجاوز أو الخطأ. فماذا يعني ذلك، محلياً وفي كل دولة طبعاً وإقليمياً وعالمياً؟!.
من المؤكد أنه يعني أن احترام الحقوق قانون عام ومعترف به بل ومعمول به كلياً، وبكل رغبة وموافقة وحرص ومحبة أيضاً، كما يعني أنه صار وللمرة الأخيرة، أن السلم العالمي هو كل الحقوق ولكل دول وشعوب العالم، وأن الحرب أو الاعتداء أو أي تصرف يشبه ذلك، إنما هو جريمة ليس بحق الدولة المعتدى عليها وحسب وإنما بحق كل دول العالم جميعاً، وكل أجهزة ودوائر الأمم المتحدة التي تراقب كل متر بل كل شبر في هذا العالم بكل ما يمكن من المناظير العالمية، والصادقة وبكل إخلاص أيضاً، ولم يبق من أحد يمكن أن يحيك الاعتداء، أو يعرض تمثيلية مكشوفة وغبية ليمرر أي اعتداء أو احتلال أو خديعة بذلك كما يفعل أعداؤنا وأعداء الشعوب، ومع ذلك ينكشف كل ذلك وبأسرع وقت تماماً كسرعة البرق والبريد والهاتف، واليوم كل أجهزة الاتصال الرقمية أيضاً، والسؤال الكبير هنا، لماذا صناعة الأسلحة وبيع الأسلحة وبكل أنواعها، وهكذا تكون النصيحة اليوم وإلى كل شركات صناعات الأسلحة إذا جاز لنا، أن تبحث لها عن تجارة أخرى، ومنذ الآن، وما أكثر هذه التجارات والصناعات الإنسانية والسلمية والعالمية أيضاً والتي نرحب بها وبكل فرح وسعادة، واحترام وتقدير ومن أعمق شغاف القلوب من الداخل وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.