ثقافة

أقوال بلا أفعال

عميقة مدلولات مقولة “كلما كثر كلامك كثرت أخطاؤك”، فقد انتهى معرض دمشق الدولي قبل يومين ولا يختلف اثنان على ما حققه من نجاح لافت أبهر البعيد قبل القريب، فقد استطاع رغم كل الظروف الصعبة استقطاب مليوني زائر –حسب التقارير- وكانت مدينة المعارض شاهدة على تشابك الأيدي معلنةً النصر ومتوجةً ثمرة التنسيق والتعاون، والحقيقة، كانت هذه الفسحة مكاناً صدقت فيها أقوال وأفعال الكثيرين وهو شيء متوقع، إلا أن الصدمة والدهشة –وهو شيء غير متوقع- أن يكون مكاناً لكشف الأقنعة والكلام المزيف أو ساحة كبيرة لإبراز العضلات والاعتداء على الجمهور المحب لحضور حفلة أحد الفنانين الذي يطلق على نفسه لقب “الفنان الشعبي”. ففي إحدى الحفلات التي قُدمت لإحياء ليالي المعرض اعتدى مرافقة هذا الفنان على جمهوره الذي جاء ليستمتع بفنه مما تسبب بكسر يد طفل صغير –على ذمة صفحات الفيس بوك-. وفي الواقع اعتدنا في لقاءات هذا الفنان أو أثناء تقديمه لبرنامج في إحدى القنوات اللبنانية على ابتعاده عن البرستيج والفوقية في الكلام، واصفاً نفسه بالبساطة والطيبة التي كانت مرافقة له في أغلب كلمات أغانيه “كالمنكوش، والشنينة وغيرها..”، بالإضافة إلى ألفاظ كانت مستخدمة في القرى قديماً ليؤكد أنه ابن هذه البيئة، لكن تصرفات مرافقته عاكست كل أقواله، وبالعودة إلى مقولة البداية يمكن التأكيد على ما عناه المثل العربي أو الحكمة الذائعة: “لسان الجاهل يسبق عقله، وعقل العاقل يسبق لسانه، فالجهل يطلق الكلام على عواهنه، لسانه يسبق تفكيره وكلامه”، ونحن بدورنا نقول لك لماذا هذه التصريحات والإشاعات والتمويه وبمعنى آخر “سكوتك من ذهب”.
في الحقيقة، لم يكن هو الموقف الأول الذي عبّر عنه ذلك الفنان “الشعبي” وإنما يمكن عد الكثير منها، إلا أننا لسنا بصدد استعراض هذه المواقف بقدر مانراها فرصة لتقديم  الاحترام والتقدير لأولئك الفنانين اللبنانيين، أصحاب التاريخ الفني العريق بالإضافة إلى شهرتهم التي تفوق الوصف، حضروا إلى دمشق ليحيوا على مدينة معارضها أحلى أيامها، يعيدون فيها الألق والفرح دون تكلف أو أي نوع من أنواع الإساءة للشعب الذي يحبهم ويفخر عند التقاط صورة إلى جانب هذه القامة الفنية المميزة.

جمان بركات