ثقافة

خالد عثمان عن الحرب كفرصى و”شماعة” في آن!؟

رسالته في الإخراج هي تقديم قصة جيدة بالصوت والصورة، تصل إلى المتلقي بسلاسة دون تعقيدات، تُحدث في الذهن –ربما- تساؤلات أو عملية بحث عن حل وفي بعض الحالات تأمل. حلّق المخرج الشاب خالد عثمان بموهبته الإبداعية نحو المهرجانات العالمية، واستطاع بشغفه خوض تجربة الإخراج فقدم لنا أفلاماً منها الفيلم القصير “طوب أحمر” والفيلم الطويل “ثامن أيام الأسبوع” -فيلم ديكودراما من 87دقيقة- الذي حمله رسالة يقول فيها: إن “القاهرة” مدينة مزدحمة والكل يسعى لكسب لقمة عيشه مما شكل فجوة في التواصل الاجتماعي والإنصات للآخر.

حرب وشغف
تحقيق الحلم والشغف بالإخراج دفع المخرج الشاب للسفر إلى مصر فيقول عن دخوله عالم الإخراج:
في الحقيقة، هناك سببان لدخولي عالم الإخراج، الأول هو الحرب والآخر هو الشغف مع أنني أفضل تقديم الثاني بداية كدافع لي في أي خطوة أقوم بها، إلا أن الحرب استطاعت أن تحتل المشهد لتجبرني على السفر إلى مصر، لكن ذلك لم يقف عقبة في طريق مشروعي مدفوعاً باتجاه كل ما له علاقة بصناعة الفيلم السينمائي من الألف إلى الياء، فاخترت المعهد العالي للسينما الذي يعد من أهم المعاهد في الوطن العربي إن لم يكن الأول.
ويمكن للحرب أن تكون عامل تحد وفي الوقت ذاته حافزاً وفرصة لإثبات قدرات الشباب السوري فيقول في هذا المجال:
بصراحة لا أجد فرقاً بين التعبيرين فكلاهما في صف الشباب السوري الذي استطاع من خلال الحرب إثبات قدراته في بقاع مختلفة من العالم، وفي مجالات متعددة، وفي نفس الوقت، من الممكن أن تكوّن لدى البعض “شماعة” يعلقون عليها كسلهم وإحباطهم.

صعوبات و”حدوتة”
وسألته: في زمن الحرب التي نعيشها، بالتأكيد هناك صعوبات في صناعة الفن، ما هي الصعوبات التي واجهتك في مشروعك فأجاب:
الصعوبات موجودة في كل المجالات وليس في الفن فقط، لكن دورنا هو عدم تعزيزها حتى وإن كانت موجودة، لأننا بذلك نحوّلها لشماعة نعلق عليها تراجع الدراما، إذا قررنا أن نصنع فناً بأفضل صورة ممكنة له وضمن الإمكانيات المتوفرة بذلك فقط تتحول الصعوبات لعامل تحدٍ أو حافز تجاه إنجاز عمل فني جيد.
وبالمقابل لا يجد المخرج خالد عثمان أي اختلاف بين إخراج فيلم طويل وفيلم قصير رغم حاجة الفيلم القصير إلى تكثيف، حيث قال:
أنا لا أرى أي اختلاف في هذا الأمر، فالفيلم في النهاية عبارة عن “حدوتة” يمكن أن تُروى في ساعات ومن الممكن أيضاً أن تُروى مكثفة في 10 دقائق أو أقل، كما أن  غياب المنتج والتكاليف الكبيرة التي ترصد للفيلم الطويل والتي تتبع أولاً للموضوع المقدم أدى إلى التوجه لإنتاج الأفلام القصيرة التي تملك اليوم أسواقاً عالمية وهي المهرجانات التي بات عددها كبير جداً، مما أفسح المجال لاستيعاب كم كبير من الأفلام ومن ثقافات متعددة، وبذلك يتم مواكبة عدد كبير من التجارب السينمائية التي تعكس ثقافة البلاد الصادرة عنها.

نافذة
وفي إشارة إلى أن مشاركة فيلم “ثامن أيام الأسبوع” في المهرجانات هو دليل نجاح، وذات أهمية كبيرة خاصة أنه يعرض أمام جمهور مختلف، وعن القرار المتخذ لخوض مثل هذه التجربة أوضح خالد عثمان:
المشاركة في المهرجانات السينمائية تعد بمثابة تقدير للجهد المبذول في صناعة الفيلم، وهي نافذة حقيقية للسينمائي يطل من خلالها على العالم، يقدم عبرها أفكاره ووجهة نظره وقناعاته بشكل “حدوتة” محكية بلغة يفهمها العالم أجمع، ألا وهي لغة الصورة. وعرض فيلم في أي بلد كان هو بمنزلة رهان حقيقي بالنسبة لي، فالشريحة المستهدفة فيه أصلاً كانت الشعب المصري أولاً والعربي ثانياً والعالم ثالثاً، وقد لقي الفيلم وقعاً جيداً وحظي بقراءات مختلفة وجيدة من قبل بعض الحضور في مهرجان الإسكندرية، وهذا يدل على حسن اختياري الصور الصحيحة للتعبير عن قضايا إنسانية مختلفة بشكل “رمز تم حل شيفرته من قبل المتلقي”. أما عن اتخاذ القرار لخوض هذه التجربة فقال المخرج الشاب: في البداية كان ناتجاً عن شغفي في ضرورة تقديم فيلم (مشروع تخرج سنة ثالثة) يليق بمستوى المعهد أكاديمياً، وبتساؤلاتي عن مجموعة من القضايا التي بحثت فيها ملياً حتى توصلت للشكل النهائي الذي قُدم به الفيلم.
وعن مشاريعه السينمائية والتلفزيونية القادمة قال:
أقوم الآن بالتحضير لكتابة أول فيلم سينمائي طويل سوري الهوية بعد أن كانت أفلامي السابقة مصرية الهوية تبعاً للجهة المنتجة والقضايا المطروحة، أما فيما يخص التلفزيون فحتماً سأخوض هذه التجربة لكن في الوقت المناسب، أي عندما يخضع العمل أو المسلسل التلفزيوني لمناخ تنفيذ جيد وظروف عمل سليمة، ولدراما تحترم الجمهور المتابع لها كما كانت تفعل سابقاً.
جمان بركات