ثقافة

أفلام المقاومة والكاريكاتير السياسي في ملتقـــــى المقاومــــــة

في اليوم الثالث لملتقى “المقاومة ثقافة وانتماء”  كان الحضور على موعد مع عرض فيلم” الجارف” للمخرج اللبناني المقاوم “بلال خريس” يتناول الفيلم عملية الجارف التي انطلقت لتحرير مدينة بيجي شمال العراق من براثن سفاحي داعش الإرهابي، يأتي هذا الفيلم في إطار مكافحة إرهاب وتطرف داعش في المنطقة وتسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في الحروب الطائفية،  ويطرح الفيلم قصة عائلة عراقية مكونة من الجدين أبي جاسم وأم جاسم وحفيدهما محمد بعد اختطاف شقيقته سارة على يد قاضٍ داعشي، لتعيش الأسرة سراً بين أنقاض وبقايا منازل مدينة بيجي شمال العراق الخاضعة لسيطرة داعش.
يسلط الفيلم الضوء على المحاولات العفوية والشعبية التي شوهدت بين مختلف مكونات الشعب العراقي لمكافحة داعش، مصوراً تضحيات العراقيين في سبيل تحرير مدينة بيجي خلال عملية الجارف، والتي تعد نموذجاً من المقاومة الشعبية العراقية الباسلة التي لم تدخر جهداً، باذلة الغالي والنفيس للوقوف بوجه الإرهاب والتصدي له.
اعتمد المخرج في فيلمه أسلوب التوثيق الدرامي، حيث يضع أسماء المواقع التي يصور فيها حكاياته، ويهتم بنقل تفاصيل الحياة الصغيرة، كما اعتمد في أسلوبه على الصورة لأنها المكون الأساسي والحوار أمر ثانوي، وهي عنده تعادل ألف كلمة وألف رصاصة.
بعد عرض الفيلم الذي دام حوالي 100 دقيقة دار نقاش حوله وعن أفلام الحرب وأفلام المقاومة، الأفلام التي توثق أفعال داعش والإرهاب الذي يقوم به وجرائهما على الأرض العربية، أدار الجلسة الناقد “احمد هلال”الذي تحدث عن الفيلم قائلاً: هو نوع من أفلام المقاومة “سينما الحرب”، يحاول توظيف رؤيا اتجاه مقاومة الإرهاب بصبغة عامة، ولكن بخصوصية مقاومة الإرهاب الداعشي في العراق من خلال اختياره لأماكن واقعية حقيقية، وكثيراً ما يقال عن هذا الفيلم أنه ينتمي لطابع التوثيق، ويعكس الفيلم الرؤيا الإخراجية لـ”بلال خريس” التي يحاول من خلال هذه الرؤية الذهاب إلى العامل الجمالي في فيلم المقاومة، ويطرح الفيلم إشكالية كبيرة فيما يتعلق بالنساء أثناء الحرب، مأساة المرأة في مواجهة الحرب والمواقف التي تواجهها حيث تعتبر ضحية في بعض المواقف، وفي مواقف أخرى تجدها حاملة للسلاح مدافعة عن نفسها وما حولها، وأنا أعتقد أن هذه الأفلام تحتاج إلى نوع من الترويج لطبيعة ما تطرحه من قضايا مهمة وإشكالات عديدة، هذا الفيلم من الأفلام المهمة جداً في سياق سينما المقاومة”.

الفن التشكيلي والكاريكاتير السياسي

ولم تكن السينما هي الوحيدة التي عرضت مقاومتها بل أيضاُ كان للكاريكاتير حصة حيث عرضت عدة رسومات بإشراف الفنان “مسعود شجاعي طباطبائي”رئيس تحرير مجلة إيران للكاريكاتير، واغلب الرسوم المعروضة كانت عن ترامب لتظهر مدى التعصب العرقي الظاهر في سياساته وقراراته، وموضوع آخر مشهور به ترامب أيضا هو التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكلها متعلقة بالسياسة والحكومة حتى أن وزارة الخارجية صرحت “أن التصريحات التي تطلق على مواقع التواصل الاجتماعي غير معترف بها، وبأن فقط ما يصدر عن البيت الأبيض هو الرسمي والشرعي”.
والشيء الذي لامسناه أنه كان هناك تقبل من الشعوب والدول المختلفة التي أقمنا بها المعرض، وهناك الكثير من الرسومات التي يحاول أن تظهر تعصب ترامب  والتناقض الموجود لديه والنظرة للشخص الآخر على أنه شخص دوني، والكاريكاتير عبارة عن لغة دولية مستخدمة في كل مكان ونوصل رسالة إلى العالم من خلالها، إضافة لتأثيره الكبير في المجتمع.
التصوير الضوئي  كان له مشاركة ملفتة فعبر الصور يمكن التوثيق للحظة والتوصيف للمواقف، وللمصور عين مغايرة مميزة تعطينا وصفاً مختلفاً وهذا ما رأيناه من خلال صور “حسن قائدي” الذي يتمنى أن تستمر هذه الملتقيات وأن يكون من المشاركين فيها، والتقط الفنان الصور من سورية، إذ قال أنه قد عايش مثل هذه الظروف في بلده وهو صغير عندما أتى إلى سورية حاول أن يصور الناس والحياة العادية لأنه من وجهة نظره أن هذه التفاصيل في زمن الحرب سيكون لها تأثير كبير على الخارج في الدول الأجنبية، وأنا أفتخر بأنني استطعت عرض الكثير من الصور عن سورية وآخر معرض شاركت فيه بفرنسا كان له تأثير كبير على المجتمع الفرنسي لسبب قوي أن كل الصور تظهر الحرب والدمار وخصوصا تأثيرها على الأطفال والنساء، في جميع دول العالم ينظرون إلى سورية أنها في حالة حرب ودمار وان الناس قد هاجروا والباقين يعيشون حالة صعبة، وردة الفعل على هذه الصور أنهم كانوا يستغربون أنها من سورية، وأحد الفنانين الغربيين قال: إذا كانت سورية هكذا الآن سوف أعيش فيها، فهذا الفن يساعد على توضيح الصورة التي تعيشها سورية ومقاومتها.

علا أحمد