ثقافة

اتحاد الفنانين التشكيليين.. خطــــوات محكومــــة بالنتائــج

أكسم طلاع

يعتبر هذا العام هو الأكثر دأبا في اتحاد الفنانين التشكيليين قياسا بالأعوام السابقة التي شهدت حالة من الترهل والعجز لأسباب مادية أعاقت العديد من الأنشطة، إضافة لغياب الرؤية المستقلة البعيدة عن دعم ووصاية وزارة الثقافة الداعم الأساس للاتحاد خاصة في الجانب المالي، وشريك أنشطته من خلال مديرية الفنون الجميلة التي تقيم الملتقيات المتخصصة في التصوير والنحت وتشرك الاتحاد بالرعاية المكتوبة في ترويسة البوستر الخاص في الملتقى، دون الأخذ برأيه أحيانا فيما يخص انتقاء الفنانين الذين سيشاركون في الفعالية، مما أدى إلى ضعف تأثير الاتحاد وسريان حالة من السلبية بين الفنانين واتحادهم الذي لا يستطيع تقديم أي خدمات للفنانين باستثناء بطاقة العضوية، كما يشكو من ضيق ذات اليد وضعف السيولة المالية.
لكن خطوات جديدة وجدية حصلت هذا العام لابد من الإشادة بها وانتظار نتائجها وقد بدأت ملامح ثمارها تظهر بما أنجز للآن، فيما يخص صندوق تقاعد الفنان وصندوق المساعدة الفورية الملزمين لجميع أعضاء الاتحاد بالانتساب لهما وبالتالي توفرت القدرة المالية التي جعلت من هذه الصناديق حقيقة تهيئ لخطوات أخرى نقابية مفيدة، مثل الطبابة والتكافل الاجتماعي، كما بدأت ملامح جديدة ذات معنى ثقافي وجمالي ومهني أيضا أضحى من الضرورة أن يتصدى لها الفنان التشكيلي من خلال اتحاده والجمعيات المتخصصة التي ينتمي إليها، مثل جمعية النقد والأبحاث التشكيلية التي أطلقت العام الماضي وجمعية الديكور المؤسسة حديثا، وتجاوز ترهلات قيادة فرع دمشق بإعادة ترميمه وانتخاب أعضاء متممين جدد له ذوي كفاءة مشهود لهم, والأهم أن صالة “لؤي كيالي” للفنون قد أقلعت بعروضها التشكيلية المنافسة لبقية الصالات وتتجاوز بمعارضها أعرق الصالات الدمشقية النخبوية للفن التشكيلي، وقد بدأت تهب رياح خفيفة مشجعة لعودة الألق للفن التشكيلي السوري، وأصبح هناك أصدقاء جدد يدخلون دائرة الجمهور القريب للوحة، يتابعون المعارض ويسعون لاقتناء الأعمال الجميلة، ومن المحتمل أن يشكل هؤلاء الأصدقاء تجمعاً أو نادي مقتني الفن التشكيلي ومشجعيه. وحسبي أن في هذا لمسة من حضارة وذوق لا يتخصص به إلا السوريون السباقون لفعل الجمال والحب. والمأمول دعم هذا النادي من قبل اتحاد الفنانين المجتهد لتحقيق رسالته الوطنية الحضارية.