ثقافة

أدب النصيحــــــــــة هذا البعد الإنساني في حياتنا!

أكرم شريم

أولاً: هذه طالبة ثانوية متفوقة جمعت (216) علامة من أصل (240) علامة ولم تجد لها مكاناً لا في كلية الطب ولا في كلية الصيدلية ولا في الهندسات كلها!. فما هذه العدالة في التعليم؟. وكل طالب والده أستاذ في الجامعة ويجمع (180) علامة فقط يدخل الكلية التي يريد فما هذا الاحتكار في التعليم أيضاً!.

ثانياً: إسرائيل تقوم كل يوم باحتلال جديد، سواء بهدم البيوت واحتلال الأراضي أو بالاستيطان في أي مكان، وباختراع أسباب كلها من الأكاذيب وتمثيليات الخداع المعروفة عنهم، هذا ضرب جندياً وهذا جرح الجنود (كيف يمكن أن يجرح إنسان عدداً من الجنود وهم مسلحون وهو لا يملك سوى السكين)؟! وخذ مثالاً هذا التشويه لسمعة الفلسطينيين (كرة قدم نسائية فلسطينية) وهل المرأة الفلسطينية وهي تحت الاحتلال تفعل ذلك أم هي كرة قدم نسائية إسرائيلية ومن هنا وهناك للتشويه وحسب؟!. وخذ هذه الأغنية كمثال (يما جوزيني بنت فلسطينية بتربيلي ولادي على صوت المدفعية) حتى وصلنا إلى قناعة مطلقة بأن أي إنسان من أعدائنا وأعداء الشعوب لا تؤخذ منه حقيقة!.

ثالثاً: حين نعزل إنساناً ونحاربه، أو نعزل دولة ونحاربها كما تفعل الدول الكبرى كمثال، فإن هذا الإنسان وهذه الدولة ستزداد عندها الرغبة بالدفاع عن النفس بل والقدرة على المواجهة واختراع أخطر الوسائل وأخطر الأسلحة ومع توجيهها: فكم هو إنساني وجميل أن نلجأ إلى الطرق الإيجابية وهي ممكنة، ومنها العلاقات الطيبة والمساعدات واجتماعات التفاهم والمحبة الصادقة ثم إقامة كل أنواع العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والسياحية أيضاً!. إنه الحب، وهو وحده الذي يأتي بالحب، وبذلك نتخلص من كل أسباب الكراهية ومن كل أسباب الحروب أيضاً!.

رابعاً: هذا التسرب الذي يحدث في مدارسنا، ومهما كانت أسبابه هل نسينا أنه تسرب حضاري وثقافي وإنساني في حياتنا وبخاصة في مستقبل بلادنا وأجيالنا؟! وكيف في الأصل يمكن أن نتخلص من هذا التسرب المحزن بل والمثير للاكتئاب، دون أن ندرس أسبابه ونعالجها ونشرح للأهالي ومن خلال التوعية العامة وفي كل وسائل الإعلام. ومع استدعاء الأولياء أيضاً والشرح لهم، خطورة هذا الأمر وخاصة على مستقبل الأبناء ومستقبل الوطن أيضاً؟! والتعليم عندنا إلزامي ومجاني، وهو شرف كبير لنا ولحكومتنا الرشيدة، وقلما نجده حتى في الدول الكبرى والأثرى في هذا العالم!.

خامساً: سمعت في الإذاعة المحبوبة، هذه الجدة الحلوة لكل وسائل الإعلام، ويعلم الله كم نحبها ونلجأ إليها وخاصة حين تنقطع الكهرباء يا وزارة الكهرباء!، قالت الإذاعة: يجب أن نعطي أولادنا (كاسة بلاستيك) لكي يشربوا بها!. كيف ذلك وكلنا يعلم أن استخدام البلاستيك للشرب أو لوضع الطعام فيه إضرار للصحة العامة وأضراره معروفة ومحفوظة. وأحتكم هنا للأطباء!. كذلك الملابس التي يدخل في صناعتها البلاستيك، وخاصة الداخلية منها، التي تلامس البدن مباشرة وخاصة للأطفال!.

سادساً: لماذا نقول عادة زواج القاصرات ولا نستخدم التعبير العلمي والصحيح في مثل هذه الحالة وهو زواج الأطفال؟! فمن يقبل في هذا العالم بزواج الأطفال؟!.

وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نحتكم في كل أمر إلى البعد الإنساني الذي خلقه الله لنا في عقولنا، وليس إلى أي شيء آخر وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.