ثقافة

بعد أن أنهى تصوير مشاهده في “رجل الثورة” عبد الله السيار: الفيلم نقلة نوعية في السينما السورية

بعد عدة مشاركات سينمائية له في مجال الأفلام القصيرة أنهى الفنان عبد الله السيار تصوير مشاهده في فيلم “رجل الثورة” إخراج نجدت إسماعيل أنزور.. وكان في فترة سابقة قد أنهى مشاركاته كممثل في الفيلم القصير “ليل الغريب” و”أفراح سوداء” وكمخرج منفذ في فيلم “تاتش” ويعبِّر السيار عن سعادته بتعاونه مع المخرج نجدت أنزور الذي لا تخفى على العارفين دقته في اختيار الممثلين ليكونوا مطابقين للشخصيات التي يرسمها في مخيلته لتجسيد الأدوار، وكان أن انتقاه لأداء دور شخصية لبنانية في فيلم “رجل الثورة” ويأمل أن يكون قد أدى الدور -رغم قلة عدد المشاهد التي شارك فيها- كما يجب وكما يتمنى أنزور، وقد أسعده ما بدا عليه المخرج من رضى عن الأداء والدور ككل وعن تفاعله مع الحالة أمام الفنان سيف الدين سبيعي.

رجل الثورة
ويبيّن السيار أن “رجل الثورة” فيلم هادف وحيوي وقد أراد له أنزور أن يكون نقلة نوعية في السينما السورية، إذ أنه يحاكي واقع الحياة عامة والواقع السوري بصورة خاصة، ذلك الواقع المرير الذي فرضته الأزمة بكل ما اعتراه من سلبيات وظواهر صادمة تناول بعضَها من خلال شخصية المهرِّب التي جسدها في الفيلم والتي على الرغم من قصر الدور تحمل ما تحمله من خصائص انتهازية حدَت بهذا المهرب أن يسقط عنه كل ما يمكنه إسقاطه -بما في ذلك القيم- مقابل الحصول على المال، فجاءت شخصيته -برأي السيار- من أجمل إسقاطات المخرج أنزور لظاهرة مرحلية فرضت معطياتها، متمنياً السيار أن تنقضي هذه المرحلة وتتلاشى معها كل تلك الظواهر في القريب العاجل.

المهرب
ويوضح السيار أنه أدى دور المهرِّب الذي يشارك بشكل أو بآخر بالحرب على سورية التي شاركت فيها دول وأفراد، فهذا المهرِّب لبناني الجنسية الذي يبيع لمن يشتري معلومات وأشخاصاً، وكل ما يُطلَب منه ينفذه مقابل المال، فهذه الشخصية رغم قصرها مثَّلت وجهاً من وجوه الحرب المخربة التي دمرت سورية بشراً وحجراً ولم ترحم، منوهاً إلى أن هذا المهرب اللبناني قام بتهريب (صحفي) بريطاني ليدخل خلسة إلى سورية عن طريق معبر غير شرعي لأنه لو كان صحفياً حقيقياً لدخل إلى سورية بشكل شرعي وعلني ليغطي إعلامياً ما يحدث فيها، ولكن هذا الصحفي أتى إلى سورية لينفذ أجندة خارجية ويعطي التعليمات للوكيل الإرهابي الذي يدّعي أنه يطالب بالحرية والديمقراطية ويقوم بتنفيذ تعليمات الأصيل من الدول الخارجية التي رعت الإرهاب في سورية، فهذا الصحفي أتى ليعطي التعليمات لأمير الجماعة الإرهابية لتنفيذ عمل إرهابي كبير وليتهم الحكومة السورية بهذا العمل لتتم محاصرة الدولة السورية في المحافل الدولية وليستصدروا قرارات أممية لتدمير سورية والسيطرة عليها.

خبز
ويشير السيار في حديثه إلى فيلم “خبز” الذي نال جائزة أفضل إخراج في مهرجان الأفلام القصيرة لسينما الشباب 2017 وشارك فيه ممثلاً ومخرجاً مع المخرج يزن أنزور وكان نتاج دراسة أنزور والسيار في معهد دبلوم السينما وعلومها، ونتيجة شراكة حقيقية مع يزن أنزور، مؤكداً أن هذه الشراكة نجحت بسبب القواسم المشتركة التي تجمعهما، منوهاً إلى أن أي ثنائي لا يمكن أن ينجح إلا بوجود هذه القواسم بينهما وإلا فإن الصدام هو الذي سيظهر، خاصة وان كل مخرج له رؤيته الخاصة.

تجربة ممتعة
وعن مشاركته مؤخراً في فيلم “ليل الغريب” مع الإعلامية المخرجة مي زوربا والمخرج مالك محمد يبين أنها كانت تجربة ممتعة بقدر ما هي فريدة ومثيرة، حيث جسَّد فيها دور رجل تركي، ولا يخفى على أحد ما لهذه اللغة من خصوصية ووعورة لفظية، إلا أن شهادة مَن حوله بإتقانها وإعجابهم بالأداء شكَّل حافزاً له على الاهتمام بتفاصيل الدور أكثر من خلال ذلك الرجل التركي الذي يستغل الطفل سوار مادياً وقد قام بدوره الطفل ربيع جان، مشيراً إلى أن شخصية الرجل التركي لافتة للانتباه بخصوصيتها وما تنطوي عليه من غرابة، بدءاً بالشكل وانتهاء بالسلوك، وتمنى أن يكون الأداء في مستوى طموح القائمين على الفيلم الذي هو منحة من المؤسسة العامة للسينما لطلاب الدفعة الثانية لدبلوم العلوم السينمائية.. وكان السيار قد تعاون مع مي زوربا في فيلمها “روح” أثناء الدراسة في المعهد بإشراف المهند حيدر والذي نُفِّذ بحِرَفية عالية آملاً التعاون معها مستقبلاً وهي الإعلامية التي استجابت لميولها ونحَت منحى الإخراج.

تاتش
أما بالنسبة للأفلام الاحترافية القصيرة فسبق أن تعاون السيار كممثل مع المخرجة كوثر معراوي في فيلم “أفراح سوداء” الذي كان أقرب إلى الكوميديا السوداء، حيث أُسنِد إليه دور أحد الأثرياء الذين جردتهم الحرب من كل ما يملكون إلا من مظهره الذي يوحي بذلك الثراء، ذاك المظهر الذي ما عاد كما كان سابقاً وقد سلبته الحرب كثيراً من هيبته التي يصر –مخدوعاً- على التمسك بها، أما فيلم “تاتش” وهو من الأفلام الاحترافية فهو فيلم قصير مُنِحت فرصته للمخرج يزن أنزور لتفوقه على طلاب الدفعة الأولى لدبلوم العلوم السينمائية وفنونها وكانت مشاركته فيه كمخرج منفذ لا كممثل، لكن في كلا الفيلمين كان إلى جانب مدير التصوير باسل سراولجي، مشيراً إلى أن “تاتش” فيلم جريء بطرحه وبعيد المدى بغاياته، إذ يسلط الضوء على تأثير الدعاية الإعلامية على الإنسان من خلال مَشاهد متعددة في مواقع تصوير كثيرة، وكله أمل أن يؤدي الفيلم المؤمل منه ويكون كما أريد له وأكثر، متمنياً  لهذه الأعمال التي شارك فيها سواء في مجال التمثيل أو الإخراج أن تحلِّق عالياً في سماء النجاح ليتاح لها ترتيب مشرِّف على مستويات أعلى وأن يتسع المجال أكثر أمام أعمال مستقبلية غنية يكون فيها قد شغل حيزاً مهماً يتطلع من خلالها إلى أفق النجاح والشهرة.

أمينة عباس