ثقافة

لأكثر من ستين عاما.. الراحل عفيف بهنسي سفير للحضارة السورية إلى العالم

تقديرا لمسيرة علمية حافلة بالعطاء والابداع امتدت لاكثر من ستين عاما نظمت وزارة الثقافة بمناسبة فعالية يوم الثقافة ندوة تكريمية للعلامة والباحث التشكيلي والآثاري الراحل الكبير الدكتور عفيف بهنسي وذلك في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة بمشاركة مجموعة من الباحثين وعائلة الراحل وأصدقائه.

وتطرق الباحث الدكتور علي القيم في مداخلته الى انجازات بهنسي العلمية والبحثية ومؤءلفاته الفكرية المهمة في مجال التعريف بحضارة سورية واثارها الغنية إضافة الى مساهمته بتطوير المتاحف عبر مسيرة امتدت لأكثر من ستين عاما وهو يبحث ويكتب مغنيا المكتبة السورية والعربية والعالمية بأكثر من مئة مؤءلف ومترجم وبحث.

ولفت الى أن الراحل كان مؤمنا بان نشر الوعي مهمة اساسية للتعريف باثار هذا البلد العريق الذي يحتوي اكثر من سبعة الاف موقع اثري فكان واعيا لرسالة المؤرخ والباحث معتبرا اننا نحتاج الى سنوات طويلة لكي ندرك ما قدمه عفيف بهنسي لسورية وللامة العربية في جميع المجالات فكان سفيرا متجولا للحضارة السورية في العالم.

وتحدث عميد كلية الفنون الجميلة الدكتور محمود شاهين في مداخلته عن الجانب التشكيلي عند الراحل بهنسي الذي ألف العديد من الاصدارات المهمة في الفن التشكيلي بجميع مجالاته عرف من خلالها الاجيال على تيارات واتجاهات الفنون والتاريخ الفني في المنطقة والعالم موضحا ان ثمانين بالمئة من المراجع التي تعتمدها الدراسات العليا في كليات الفنون في سورية والوطن العربي تستند الى كتاباته.

وأشار شاهين إلى أن الراحل كان فنانا تشكيليا مبدعا مارس انتاج اللوحة والمنحوتة الى اخر حياته وله مجموعة من البورتريهات لقامات ثقافية وعلماء عرب.

الباحث احمد المفتي تحدث في مداخلته عن قضية المعاجم التي ابدع فيها الراحل بهنسي حيث اسهم في ستينيات القرن الماضي في موسوعة /تاريخ الفن والعمارة/ التي اعدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وألف /معجم مصطلحات الفنون/ ثلاثي اللغات الصادر عن مجمع اللغة العربية عام 1970 اضافة الى معجم العمارة والفن باللغتين العربية والانكليزية وكتابه الفريد من نوعه في تاريخ البحث والمعاجم /معجم مصطلحات الخط والخطاطين/ لافتا الى تفوق بهنسي في علم الاصطلاح حيث افرد مصطلحات كثيرة لم يتطرق اليها احد وخاصة في الخط العربي.

من جانبها اشارت رئيسة جمعية اصدقاء دمشق القديمة امل محاسن الى دور الراحل الكبير في تأسيس هذه الجمعية وتحقيق اهدافها في التعريف بمدينة دمشق وتاريخها وعمرانها وتراثها وبيئتها بالتعاون مع اصدقاء الجمعية التي كانت تضم نخبة المجتمع الذين جمعهم حب دمشق حيث اعطى بهنسي لهذه الجمعية الكثير من الدعم لها في فترات ترؤءسه لها فضلا عن اهتمامه بتكريم الاعضاء الفاعلين والمميزين فيها ما يدل على تقديره للانسان السوري وتشجيعه له.

يذكر أن الدكتور عفيف بهنسي من مواليد دمشق 1928 حاصل على دكتوراه في تاريخ الفن وعلى دكتوراه الدولة بدرجة مشرف جدا من جامعة السوربون.. شغل العديد من المسؤوليات فكان أول مدير للفنون الجميلة في سورية.. ومؤءسس وأول نقيب للفنون الجميلة..مؤءسس كلية الفنون الجميلة ومراكز الفنون التشكيلية في سورية.

قدم الراحل للمكتبة العربية والعالمية اكثر من مئة كتاب نالت شهرة عربية وعالمية وترجمت مؤءلفاته إلى لغات أجنبية عدة.. شارك في تأليف موسوعات عالمية ووضع كتبا بلغات أجنبية ومن قائمة مؤلفاته الفن عبر التاريخ والفن الإسلامي وسورية التاريخ والحضارة والعمران الثقافي وموسوعة التراث المعماري وغيرها.

كما عمل الراحل مديرا عاما للآثار والمتاحف بين عامي 1971 و1989 حيث ساهم بتأسيس 23 متحفا من بينها متاحف الرقة وبصرى والسويداء وقلعة حلب وتطوير المتحف الوطني في دمشق.