ثقافة

الأشرار لا يغنون في”ذا فويس كيدز “

لوردا فوزي

بينما ينشغل الكبار بالحرب، ينشغل الأطفال بالغناء، ومع أنه عادة تتحقق الأحلام بالأمل وبالكثير من العمل، إلا أنها لا تحتاج للطفل المشارك في البرنامج التلفزيوني بنسخته العربية “ذا فويس كيدز” إلا إلى “برمة كرسي” من أحد أعضاء لجنة التحكيم (كاظم الساهر، نانسي عجرم،  تامر حسني)، حيث يزهر الحلم بهذه الاستدارة للطفل الواقف على “الستيج” بينما تسقط جميع الأماني عندما لا “يبرم” أحد لجان التحكيم كرسيه لرؤية وجه صاحب الصوت، وعندها تنهمر الدموع من بعض العيون البريئة ويخفيها البعض الآخر الأكثر نضجاً وراء ابتسامة وكلمة، وقد انطلق الموسم الثاني لبرنامج “ذا فويس كيدز” مؤخراً في 2 الجاري، وهو النسخة المخصصة للأطفال من برنامج ذا فويس (أحلى صوت) التي فازت بلقب موسمه الأول اللبنانية لين الحايك وقدم فرصة ذهبية لعدد من الأطفال المميزين أمثال زين عبيد وأمير عموري وجورية وغيرهم الذين حلوا نجوماً على الكثير من الشاشات العربية، كما استضافتهم العديد من البرامج التلفزيونية حتى تلك الموجهة لغير الأطفال.

على الرغم من أن الرفض بالنسبة لطفل -لم يتجاوز عمره في أحسن الأحوال الرابعة عشرة-  سيكون صعباً وقاسياً وبمثابة خيبة كبيرة قد تكون الأولى بالنسبة لتجربة طرية لم تعارك الحياة بعد، إلا أن هذا لم يوقف رغبة الأطفال في المشاركة بهذا البرنامج، ولم يشكل أي عائق بالنسبة لأولئك الذين يملكون خامة الصوت ولم يمنعهم من المحاولة والسعي لأن يكونوا جزءاً منه، لأنهم يعلمون أنه منصة للظهور، وطريق سريع نحو الشهرة التي غدت إحدى أيقونات العصر حتى بالنسبة للأطفال، ولاسيما أنه لا يمكن لأحد أن يتجاهل قدرة البرنامج على الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور عبر شاشة تلفزيونية متابعة بشكل كبير وتصل إلى كل الوطن العربي، وتتبع إستراتيجيات وآليات قادرة على النفاذ إلى البيوت، ويستطيع المتابع لهكذا برامج أن يرى بكل بساطة حرص القائمين عليه أن يكون اختيار المشاركين فيه يغطي كافة المساحة العربية بكل أقطارها، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة الحرص على وجود مشاركين من منطقة المغرب العربي وإعادتها إلى دائرة التوجه والانتباه جنباً إلى جنب مع مصر ولبنان وسورية والأردن وغيرها، لكن اللافت منذ بداية انطلاقة الموسم الثاني هو الحضور القوي والمميز للأطفال السوريين فيه “كماً ونوعاً” فلم تخل ولا واحدة من حلقاته حتى الآن من أطفال سوريين استحقوا “برمة كرسي” من أكثر من عضو في لجنة التحكيم، وهذا ليس فقط  ما حصل بل إن التنافس بين أعضاء لجنة التحكيم لضم تلك الأًصوات السورية لفريقها الخاص كان السمة الغالبة والمرافقة لظهور كل الأطفال السوريين الذين بدا امتلاكهم لخامة صوت قوية تنتمي للطرب الأًصيل واضحاً، وما هذا إلا أمر مبشر  بجيل نهض من ركام الحرب وواجه الموت بدندنة وموال، وكأنه أراد أن يفرض نغمة، فعسى أن يكون اللقب لهذا الموسم “سورياً”، وعساه يكون صافياً وخالياً من أي “تسوّل” على الشعب السوري اتبعتها بعض القنوات مستغله بقية آلامه.