ثقافة

راما حنا: الدعم الإعلامي وشركات الإنتاج هو ما نحتاج إليه

بدأت الفنانة راما حنا في الآونة الأخيرة التفكير بطريقة ما توصلها إلى الفن الذي تطمح إليه، فقد عرفت بصوتها الملائكي والحنون، وحاولت جاهدة المحافظة على مفردات اللغة السريانية، فهي الفتاة التي قدّست هذه اللغة وشربت من أصالة الحضارة السورية، وكان لها وقع خاص في نفسها لتصبح ملازمة لها في كل تفاصيل حياتها، وفي أغنيتها الجديدة “إيش أسوي لضلالي” أضافت راما إنجازاً جديداً إلى مسيرتها الفنية إلى جانب اللهجة الجزراوية الأرمنية.

الحفاظ على التراث

في حديثها مع “البعث” عن أغنيتها الجديدة أكدت حنا على أصولها وتراثها بالقول: كان لي نصيب بتسجيل مجموعة أغان سريانية ومردلية بغية الحفاظ على تراثي الثقافي الذي أفخر به، ويعود إلى الجزيرة السورية التي يتكلم أهلها بمختلف اللهجات من ضمنها المردلية والسريانية، ومن شدة محبتي للشعب الأرمني وتأصله قررت أن أُدخل مقطعاً باللغة الأرمنية الأصيلة ليتوج العمل باللغة المردلية والأرمنية في آن واحد، تتضمن أغنية “ايش أسوي لضلالي” -كلمات جان خاكو وألحان طارق مراد وتسجيل وميكس استوديوهات دريمز القامشلي- معاني الحب الدافئ والشوق بكلمات بسيطة قريبة من القلب، وقريبة من اللهجة الشعبية “الدارجة”، أما عن اللحن فكان له إيقاع سريع مأخوذ من مقام الكورد لتأخذ طابع الأغنية الراقصة.

رسالة حضارية

وعن مشاريعها القادمة تقول صاحبة الصوت الرخيم: أحضر لعدة أعمال منها أغنية لعيد الأم باللهجة المحكية وفي مضمونها تشبيه بين الأم وسورية الحبيبة، وفي  كلماتها حنية مفرطة اكتسبت لحناً جميلاً يدغدغ الأحاسيس، بالإضافة إلى عمل وطني باللغة العربية الفصحى فيه تشبيه بين الحبيبة وسورية، وقد اكتسبت لحناً موزوناً متعدد المقامات، وبعيداً عن التسجيلات يتم دعوتي لإقامة مجموعة من الأمسيات الروحية والوطنية في مختلف المحافظات السورية، وهذا ما أتمناه لكي أوصل بصوتي رسالة قريبة من الروح، وتتخلل الأمسيات ترانيم روحية وأغان للسيدة فيروز ووديع الصافي وغيرهم من المدارس التي أعشقها، وفي الحقيقة، هدفي ليس فقط غنائي أو ترنيمي بل هو رسالة سورية الحضارية أوصلها على أكبر المسارح، لأن سورية خلقت للحياة ويليق بها أسمى آيات المحبة والأمل.

تميل راما بطبعها للأغاني باللهجة العامية وتطمح للوصول لأماكن عديدة ذات قيمة ورقي، إلا أن الدعم الإعلامي وتبني شركات الإنتاج لموهبتها لم يحقق لها الطموح، وعن هذا الموضوع تقول حنا: ما نحتاجه فعلياً ليأخذ أي عمل ناجح حقه هو الدعم الإعلامي لأي أغنية، فكم من مواهب بقيت مغمورة لم تُعرف ومن هنا أتمنى أن يأخذ كل صاحب موهبة حقه، أما شركات الإنتاج أو أي جهة منتجة فيوضع حولها عشرات إشارات الاستفهام، لماذا لا يوجد من يتبنى أعمالنا من ألحان وكلمات وتوزيع وتسجيل؟ كلها تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي، ولماذا لا يلقى الضوء إعلامياً على من يمتلك موهبة ويعملون كجهة لتنمية هذه الموهبة، فكم من مواهب في بلدنا تضاهي مئات المواهب خارج سورية، ولكن للأسف لم تأخذ حقها لا إعلامياً ولم يتم تبنيها من قبل شركات الإنتاج، وأعمالي جميعها التي قدمتها وأقوم بها حالياً هي إما تمويل ذاتي أو من أشخاص مؤمنين بصوتي يدعمونني لإنجاح العمل، وكم نحن بحاجة لبرنامج هواة في سورية دون تحديد عمر معين، مع العلم أن الصوت لا يكتمل نضوجه إلا بعد 28 من العمر، فلماذا لا يكون هنا في بلدنا الغالي برنامج يحتضن مواهب متعددة بدلاً من الذهاب لبرامج خارج سورية؟ ولماذا لا تكون الشهرة في سورية الأم؟!. وهنا أود التنويه لخطوة قناة سورية دراما مشكورة بإطلاق برنامج مواهب ولكن تم تحديد العمر، وهذا ظلم للكثير من المواهب الذين هم بحاجة لبقعة ضوء للظهور.

جمان بركات