ثقافة

جوائز الدولة التشجيعية 2017.. احتفاء بالمبدع السوري

احتفاء بمبدعي الوطن في شتى مجالات الأدب والفن والنقد، أقامت وزارة الثقافة أمس في مكتبة الأسد الوطنية حفل تسليم الجوائز التشجيعية لعام 2017 2017لـ (د. هايل الطالب، الأديب محمد حسن الحفري، والمخرج السينمائي جود سعيد) تكريماً لأعمالهم وإبداعهم، حيث أشار محمد الأحمد وزير الثقافة في كلمته إلى أن الأمم لا تتطور ولا تزدهر إلا بقدر ما تهتم بعلمائها ومبدعيها ومثقفيها، ولهذا رغم الشح المادي وصعوبة الظروف الناجمة عن الحرب الكونية المعلنة على بلدنا منذ سبع سنوات، ما تزال الدولة السورية تولي اهتماماً بالغاً بالثقافة وتطورها وازدهار فروعها المختلفة من مسرح وسينما وأدب وفن تشكيلي وغيرها، بل يمكن القول بثقة إن النشاط الثقافي في زمن الحرب والشدة قد زاد عما كان عليه في زمن السلم والرخاء وهذا قدر الأمم العريقة.

إنجازات فكرية

ونوه الأحمد إلى إن الثقافة هي الوجه الآخر لانتصارات الوطن, وهي معادل موضوعي لتضحيات الجيش العربي السوري الذي بذل جنوده دماءهم من أجل الذود عن أبناء شعبهم في مواجهة هجمة تكفيرية شرسة للحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً وتاريخاً عريقاً، وبيّن أننا على عتبات انطلاق مرحلة تاريخية جديدة تقودها سورية المنتصرة على الإرهاب يتم فيها إعادة النظر والتصويب والإصلاح، مما ينعكس بقوة وإيجابية على الفكر والثقافة، ولهذا فإن ما هو مطلوب منا كوزارة للثقافة ومن كتابنا وفنانينا المبدعين هو أن نشكل البوصلة الروحية والفكرية التي ستقود مجتمعنا للخروج من أتون هذه الحرب ومعالجة آثارها وأضرارها النفسية والفكرية، ورغم أنها لم تستطع النيل من الطاقة الحضارية لسورية أو تشويه إرثها الثقافي، إلا أن مهمة المثقفين هي مساعدة أبناء شعبهم على التعافي من الجراح  التي خلفتها في أسرع وقت ممكن، وإعادة بناء اللحمة الوطنية بين أفراد الوطن السوري بأقوى مما كانت عليه قبل الحرب، وتمنى أن يحقق الفائزون وكل العاملين في الحقل الثقافي إنجازات فنية وفكرية عامرة بكل ما هو جديد ومبتكر.

أبواب الأمل

وأشار د.هايل الطالب الفائز بالجائزة في مجال النقد والدراسات بأنه عندما نقدم إنتاجاً على مدار عشرين عاماً، ومن ثم يأتي التكريم والتشجيع من وزارة الثقافة فهذا شيء غاية في الأهمية، ويعني أن ما نقدمه يستحق التكريم ويجب أن نعززه ونطوره، وبيّن أن الجائزة تفتح أبواب الأمل وسط هذا القبح وهي تعني الجمال وإعادة الألق للكلمة ولكل ما هو جميل ولكل ما يستحقه المثقف، وأوضح أن المثقف في بلادنا مظلوم، ومثل هذه الجوائز هي محفزات وعناصر مساعدة، وتمنى أن يكون هناك تكريم لأكبر شريحة من المثقفين والأدباء، ونوه إلى أن الأديب والكاتب في حالة قلق مستمر ولا يمكن أن يستكين، ودائماً هناك محاولات للاشتغال على الأفضل سواء على صعيد اللغة أو النص الشعري، ونحن نسعى أن نقدم شيئاً جميلاً وتبقى التجربة قد تصيب أو تخطئ لكن يبقى لها أجر الاجتهاد.

تحسين وضع المثقف

وقال الأديب محمد الحفري الفائز بالجائزة في مجال الآداب مازلت أؤمن بالكلمة ودورها في الدفاع عن بلادنا والتي لا تقل أهمية عن البندقية، ولذلك سأبقى أطالب الجهات المعنية بضرورة تحسين وضع المثقف في سورية، لأنه يستحق ذلك وبجدارة فكل أديب وفنان ومثقف وصاحب كلمة في سورية يستحق التكريم والحياة الكريمة وتلك من مقومات الصمود الأساسية، فالمثقف هو مركز توازن وهو وطني بامتياز، وأضاف: إن روحي طافت مع المئات من الأعمال السورية على كافة الصعد ولم أر فيها إلا الجمال، وإنني بعد ستة عشر مؤلفاً ومئات المقالات وإحدى عشرة جائزة مازلت في بداية الطريق، لكن هذه الجائزة التي حصلت عليها اليوم هي الأثمن فهي من الوطن ولا شيء يساوي تكريم الوطن، لافتاً إلى أن الأديب لا يرتاح ولا يهدأ له بال، فهو على قلق دائم ومن يحمل هاجس الكتابة لا يصل إلى كل أهدافه المأمولة لكنه قد يحقق بعضها ويبقى دائماً أسير قلقه ومشاغله.

ذاكرة وطن

وقدم المخرج جود سعيد الفائز بالجائزة في مجال الفن رسالة شكر “مسجلة” اعتذر في بدايتها عن عدم قدرته على التواجد شخصياً لانشغاله بتصوير عمل سينمائي، ووجه شكره “لجهة ولشخص اعتبرهما السبب بتكريمه وفوزه بهذه الجائزة، الجهة هما المؤسسة العامة للسينما التي منحت تجربتي الفرصة، مما يحتم عليّ حرص وجهد وانتباه في القادم من الأفلام، وأما الشخص فهو وزير الثقافة الذي آمن بشاب صغير منذ أكثر من عشرة أعوام، وأظنه لم يخذله بأفلامه وبالنتائج المحققة، وهذا  التكريم يحملني خوفاً ومسؤولية من القادم ليكون أفضل، وأن أفلامي مؤثرة وباقية في ذاكرة ووجدان الوطن”.

لوردا فوزي