ثقافة

د. نضال الصالح: على الأدباء والمثقفين والكتاب أن يؤكدوا عمق انتماءهم إلى سورية

يليق بدمشق أن يأتي إليها العرب جميعاً وليس الأدباء والكتاب وحدهم، يليق بها أن تستعيد نضارتها المعهودة، ويليق بها أن تثبت للعالم قدرتها على النهوض بالحياة كلما شُبّه لأعداء الحياة أنها قد مضت ضد الحياة، يليق بدمشق الشامخة بقاسيونها أن تأتلق بذاتها فتشع بضوئها على الأمة العربية التي يتنادى أدباؤها وكتابها للمشاركة في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الكتاب العرب في دمشق، وفي هذه المناسبة خص رئيس اتحاد الكتاب العرب د.نضال الصالح جريدة “البعث” في حديث عن المؤتمر فقال:

شرف لنا في اتحاد الكتاب العرب أن نكون شركاء لأولئك الرجال الذين ينجزون انتصارات على الأرض، إذا كان رجال الجيش العربي السوري يثبتون إيمانهم العميق بسورية فعلى الأديب والمثقف والكاتب أيضاً أن يؤكد عمق هذا الانتماء إلى سورية. لقد كان هاجسنا الأول استعادة مقعد اتحاد الكتاب في سورية في الأمانة العامة، وقد نجحنا في تحقيق ذلك بعد أقل من شهر، والهاجس الآخر كان أن نقدم الصورة الحقيقية لما يجري على أرضنا أمام الأدباء والكتاب العرب في الاجتماعات التي حضرناها في المدن والعواصم العربية، وأن نجنب بيانات الاتحاد العام بما تتداوله الوسائل الإعلامية التي أمعنت في سفك الدم السوري، وقد تمكنا من تحقيق ذلك على نحو نعتز ونفخر به، ونؤكد من خلاله وعينا بأهمية وشرف وضمير الكلمة، وقد دعونا على مدار سنتين أن يتخذ المكتب الدائم قراراً بعقد الاجتماع القادم في دمشق، لكن بعض رؤساء الاتحادات العربية لم يستجب لهذا المطلب السوري حتى تمكنا أخيراً في اجتماع الجزائر من أن نثبت القرار. وأود هنا  أن أشير إلى معلومة تبدو في غاية الأهمية إذ ينحصر مجموع الاتحادات والروابط الأدبية في ست عشرة دولة عربية وهناك من لا يملك اتحادات مثل قطر والسعودية، وسيجتمع في اجتماع دمشق أربع عشرة دولة ومجموعة من الوفود تضم 53 عضواً من كتاب وأدباء وشعراء وباحثين، بالإضافة إلى فعاليات وندوة فكرية بعنوان “ثقافة التنوير، تحديات الراهن والمستقبل” سيشارك فيها عشرة من الباحثين العرب وستقدم رؤىً وقراءات معمقة عن ضرورة التنوير في مواجهة الفكر الظلامي، وسيكون هناك لقاء مفتوح مع سماحة مفتي الجمهورية، وثلاث جلسات شعرية سيشارك فيها أربعة وعشرون شاعراً من أربع عشرة دولة عربية، وسنخصص جلسة شعرية لرؤساء الاتحادات العربية كون معظمهم شعراء، ونحن في اتحاد الكتاب العرب نشعر بالزهو لأننا أنجزنا ذلك ليس لاتحادنا بل لدمشق ولسورية عامة.

وعن التنسيق مع الاتحادات العربية قال د.الصالح: لقد استثمرت علاقتي الشخصية بالأدباء والكتاب العرب التي يزيد عمرها على ثلاثة عقود إذ لم أكد أتشرف برئاسة الاتحاد حتى تلقيت برقيات تهنئة من رؤساء الاتحادات العربية، وكان ردي الوحيد على هذه البرقيات أن يقفوا إلى جانبي في استعادة مقعد سورية في الأمانة العامة، علاقات الصداقة كانت حاملاً وفاعلاً كبيراً جداً في تمكين استعادة مقعد الاتحاد ومن ثم الفوز بمنصب مساعد الأمين العام للأدباء والكتاب العرب، بالإضافة إلى الدور  المهم في إقناع رؤساء الاتحادات في المجيء إلى دمشق، وأنا استطيع أن أقول أن معظمهم وقفوا إلى جانب مطلب اتحادنا لعقد الاجتماع الدائم في دمشق باستثناء بعض الاتحادات.

وعن الأدباء الشباب ودورهم في هذه المرحلة، قدم د. الصالح معلومة مفادها أن يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب نوعين من الاجتماعات، اجتماع المكتب الدائم -مرة كل ستة أشهر- ومؤتمر للاتحاد العام يعقد كل ثلاث سنوات، ويتضمن الاجتماع الدوري للمكتب الدائم جزئيتين فقط ندوة فكرية مصاحبة وأمسيات شعرية، أما المؤتمر العام فيقتصر في عمله على انتخاب الأمين العام ونوابه ومساعديه ونحن في اجتماع المكتب في دمشق لدينا فعاليات –كما  ذكرت- ويدعى إليها أعضاء الاتحادات الأدبية العربية، وأنا سأستثمر هذا السؤال ليكون فرصة عظيمة اقترح من خلالها البحث عن آليات في المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب لإشراك الطاقات الأدبية الشابة.

جمان بركات