ثقافة

النقد التشكيلي.. نحو خطوة جديدة

أكسم طلاع
انتهت جمعية النقد والبحوث التشكيلية من وضع مسودة نظامها الداخلي وقدمتها إلى المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين للنظر فيها، ومن ثم ستعرض هذه المسودة على الهيئة العامة التأسيسية للجمعية ليتم المصادقة عليها، واعتمادها كلائحة داخلية ناظمة لعمل الجمعية من خلال اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، الذي سعى منذ أكثر من عام إلى تأسيس جمعياته المتخصصة في الشأن التشكيلي الفني والمهني النقابي لكافة الاتجاهات الفنية، مثل جمعية التصوير الزيتي وجمعية العمارة الداخلية والديكور ومن ثم الإعلان وبقية الاختصاصات الأخرى.
ومن المأمول أن تلعب هذه الجمعية دورها الهام  في موازاة المنتج الإبداعي التشكيلي السوري، وتعزز من قيمته باعتمادها أسساً ومبادئ  متفق عليها علميا وتسترشد التجارب الرائدة في هذا المجال، وتسعى إلى استقطاب المساهمات النقدية والبحثية والتعاون معها، وستتواصل مع المهتمين من خلال قنوات التواصل الاجتماعي ومع القائمين على المنابر الإعلامية والمؤسسات التي تعنى بالفنون التشكيلية، وقد توجهت برغبتها إلى الزملاء الصحفيين المشتغلين في الحياة الثقافية بالمشاركة في مساعيها وتعريفهم بأهدافها للتعاون في نشر المعرفة والثقافة التشكيلية ورفد الحركة التشكيلية، كما فتحت باب الانتساب لأصحاب  الأقلام التي تعنى بهذا الشأن، وستمنح عضوية الشرف لمن يستوفي شروطها، وستعمل خلال  خطتها السنوية القادمة لهذا العام على إقامة عدد من الندوات التعريفية والملتقيات الفكرية والبحثية النقدية، وذلك بعد انعقاد مجلسها لهذا العام والموافقة على هذه الفعاليات.
وتحسب لاتحاد الفنانين التشكيليين هذه الخطوة الجديدة وصولا إلى تحقيق الدور الثقافي من هذا الاتحاد ونقله من صورته النقابية التقليدية إلى الريادية في ترميم المشهد التشكيلي والدفع بالتجارب الحقيقية إلى الواجهة، خصوصا بعد أن اجتاحت أمزجة أهل السوق والمال بمعايير ساذجة اللوحة والفن التشكيلي، وقدمت عبر أدوات التواصل حالات لا تحسب من القيمة بشيء، ومن السهل كشف حقيقتها المسخ لتجارب الآخرين. ومن المؤسف أن بعض وسائلنا الإعلامية تنساق مع هذه الضجة دون البحث في حقيقتها ووزنها في معيار النقد والتاريخ الفني, ومن الضرورة الآن الوقوف مع هذه الخطوات التي تأخذ بالنقد والمسؤولية العلمية تجاه الحركة التشكيلية، والدفع بجهود جمعية النقد والبحوث التشكيلية من قبل الفنانين أولا ومن أهل الصحافة ومن يكتبون في موادها وأخبار التشكيلية وإعادة النظر فيما كتبه العديد من المحسوبين على هذا المشهد.